متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
دور تأدية فريضة الحج في الالتزام بآداب الإسلام
الكتاب : فلسفة الحج في الإسلام    |    القسم : مكتبة الفقه

دور تأدية فريضة الحج في الالتزام بآداب الإسلام


ومن جملة الدروس التي تقدمها مدرسة هذه الفريضة المقدسة ـ فريضة الحج ـ درس في الالتزام بآداب الإسلام وأخلاق القرآن قولاً وعملاً وسلوكاً مع الآخرين .
فالقول : يكون منسجماً مع روح الأدب الإسلامي فلا يكون مشتملاً على الكذب والسباب والسخرية والتنابز بالألقاب ونحو ذلك من المحرمات الإسلامية اللسانية التي يتأكد تحريمها وقت الإحرام باعتبار أنه شرع من أجل أن يبعد المكلف عما يضره من قول مثير وعمل منحرف عن منهج التقوى والفضيلة وليقربه بذلك من ساحة الرحمة الإلهية والأخلاق السماوية التي تنفعه وترفعه في كلتا الدارين ولنفس السبب حرم الإسلام الجدال في الحج وهو قول الشخص لغيره في مقام النقاش والمجادلة : لا والله وبلى والله .
قال سبحانه : ( الحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ


( 112 )

وََلا فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِن خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَأُوْليِ الأَلْبَابِ ) (1) .
والمراد بالرفث النطق بكلام الفحش الذي يقبح التحدث به ـ والمراد بالفسوق الخروج عن جادة الإطاعة الإلهية وقد تقدم بيان المراد من كلمة الجدال .
وبإلقاء نظرة عامة على محرمات الإحرام يُعرف أن الهدف المقصود من تشريعها فيه أو تأكيد حرمتها الذاتية العامة الثابتة حتى في غير حال الإحرام ـ هو صهر المكلف في بوتقة الأدب الإسلامي والخلق القرآني ليخرج من إطار الإحرام وليتخرج من مدرسة فريضة الحج المقدسة وهو حامل بيد تقواه وكف هداه الشهادة العالية التي تصعد به إلى المرتبة العالية والمنزلة السامية التي يتفوق بها على الملائكة بروحه الطاهرة وقلبه السليم وخلقه الكريم .
وبذلك يحقق الغاية المقصودة من تشريع وجوب فريضة الحج وهي تلتقي بجوهرها مع روح الغاية العامة التي أوجب الله سبحانه العبادة بمعناها العام على المكلفين من أجل أن يتوصلوا بها إليها ويحصلوا عليها وهي الكمال والسعادة في الدنيا والآخرة ـ وقد صرح الله سبحانه بنتيجة الالتزام بعبادته والاستقامة في خط تقواه في قوله تعالى :
( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى ءامَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (2) .
____________
(1) سورة البقرة ، الآية : 197 .
(2) سورة الأعراف ، الآية : 96 .

( 113 )


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net