[خبر اللوح الذي كان عند جابر]
وفي حديث [جابر بن عبد الله](4) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبي
____________
1- في "ج": إلتزمي.
2- أثبتناه من "ب".
3- هداية الحضيني: 167; عنه مدينة المعاجز 3: 190 ح824.
4- أثبتناه من "ج".
لجابر بن عبد الله الأنصاري: انّ لي إليك حاجة فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟ فقال له جابر: في أيّ الأوقات أحببت.
فخلا به أبي في بعض الأوقات، فقال له: يا جابر [بحقّي عليك](1) أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد اُمّي فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله، وما أخبرك به أبي ما كان في اللوح مكتوباً(2)، فقال جابر: أشهد بالله انّي دخلت على اُمّك فاطمة في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله اُهنّئها بولادة الحسين، ورأيت في يدها لوحاً أخضر ظننت انّه زمردة خضراء، ورأيت فيه كتاباً أبيض شبه(3) نور الشمس، فقلت لها: بأبي أنت واُمّي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟
فقالت: هذا اللوح أهداه الله إلى رسوله صلّى الله عليه وآله، فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسم الأوصياء من ولدي، فأعطانيه أبي ليسرّني بذلك.
قال جابر: فأعطتنيه اُمّك فاطمة فقرأته واستنسخته، فقال: هل لك يا جابر أن تعرضه عليّ؟ قال: نعم، فمشى معه أبي حتّى انتهى إلى منزل جابر، فأخرج إلى أبي صحيفة من رق(4)، [فقال: يا جابر اُنظر في كتابك لأقرأ عليك، فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفاً](5).
قال جابر: أشهد بالله هكذا رأيته في اللوح: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من عند الله العزيز الحكيم لمحمّد [بن عبد الله نبيّه](6) ونوره وسفيره وحجابه، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين، عظّم يا محمد أسمائي، واشكر
____________
1- أثبتناه من "ب".
2- في "ج": ما أخبرتك اُمّي انّه في ذلك اللوح مكتوب.
3- في "ب" و "ج": شبيه.
4- في "ب" و "ج": ورق.
5- أثبتناه من "ج".
6- أثبتناه من "ج".
نعمائي، ولا تجحد آلائي، انّي أنا الله لا إله إلاّ أنا، قاصم الجبّارين، ومذلّ الظالمين، وديّان الدين.
إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا وحدي، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذّبته عذاباً لا اُعذّبه أحداً من العالمين، وإيّاي فاعبد وعليَّ فتوكّل، إنّي لم أبعث نبيّاً وأكملت أيّامه وأنقصت مدّته إلاّ جعلت له وصيّاً، وإنّي فضّلتك على الأنبياء، وفضّلت وصيّك على الأوصياء(1)، وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسناً وحسيناً، فجعلت حسناً معدن [حلمي و](2) علمي بعد انقضاء مدّة أبيه، وجعلت حسيناً خازن وحيي، وأكرمته بالشهادة، فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء درجة.
جعلت كلمتي التامّة معه، والحجّة البالغة عنده، بعترته اُثيب واُعاقِب، أوّلهم عليّ سيّد العابدين وزين أوليائي الماضين، وابنه شبيه جدّه المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي، سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد عليَّ، حقّ القول منّي لأكرمنّ مثوى جعفر، ولأبشرنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه.
انتجبت بعده موسى، فتنة عمياء حندس، لأنّ خطط فرضي لا تنقطع وحجّتي لا تخفى، وانّ أوليائي لا يشقون، ألا ومن جحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي، ومَن غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ، وويل للمغيّرين(3) الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي.
انّ المكذّب بالباقي(4) مكذّب بكلّ أوليائي، وعلي وليّي وناصري ومن أضع عليه أعباء النبوّة، وأمنحه القيام بالاطلاع بها(5)، يقتله عفريت مستكبر، يدفن
____________
1- في "الف": الأولياء.
2- أثبتناه من "ج".
3- في "ج": للمفترين.
4- في "ج": بالثامن.
5- في "ج": وامتحنه بالاضطلاع بها.
بالمدينة التي بناها عبد صالح إلى جنب شرّ خلقي.
قد حقّ القول منّي لأقرّنّ عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ووارث علمه، فهو معدن علمي، وموضع سرّي، وحجّتي على خلقي، جعلت الجنّة مثواه، وشفّعته في سبعة(1) من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا النار، وأختم بالسعادة لابنه عليّ وليّي وناصري، والشاهد في خلقي، وأميني على وحيي.
أخرج منه الداعي إلى سبيلي، والخازن العلمي الحسن، ثمّ أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال وبهاء عيسى وصبر أيّوب، سيد الأولياء في زمانه.
ويتهادون رؤوسهم كما تهادى رؤوس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم، ويفشو الويل والرنين في نسائهم، اُولئك أوليائي حقّاً، بهم أرفع(2) كلّ فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل، وأرفع الآصار والأغلال، اُولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة واُولئك هم المهتدون".
قال عبد الرحمن بن سليم(3): قال أبو بصير: لولم تعرف في دهرك إلاّ هذا الحديث لكفاك قصة(4) إلاّ عن أهله(5).
____________
1- في "ج": سبعين.
2- في "ج": أدفع.
3- في "ج": سالم.
4- في "ج": فطنة.
5- كمال الدين: 308 ح1 باب 28; عنه البحار 36: 195 ح3; ونحوه في الاختصاص: 210; والكافي 1: 527 ح3; وأمالي الطوسي: 291 ح566.
|