متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
في انطاق المسوخ له عليه السلام
الكتاب : إرشاد القلوب ج2    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

[في انطاق المسوخ له عليه السلام]

وروي مرفوعاً إلى الأصبغ بن نباتة قال: جاء نفر إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا له: انّ المعتمد يزعم انّك تقول هذا الجري مسخ، فقال: مكانكم حتّى أخرج إليكم، فتناول ثوبه ثمّ خرج إليهم، فمضى حتّى انتهى إلى الفرات بالكوفة، فصاح: يا جري، فأجابه: لبّيك لبّيك.

قال: من أنا؟ قال: أنت إمام المتّقين، وأمير المؤمنين، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: فمن أنت؟ قال: أنا ممّن عرضت عليه ولايتك فجحدتها ولم أقبلها

____________

1- في "ج": مشتبكاً.

2- أثبتناه من "ب" و "ج".

3- نحوه بصائر الدرجات: 279 ح1 باب16; عنه البحار 26: 140 ح11; ومدينة المعاجز 2: 175 ح479; واختيار معرفة الرجال 1: 319 ح162; والهداية: 156.


الصفحة 125
فَمُسِخْتُ جرياً، وبعض هؤلاء الذين معك يمسخون جرياً، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: فبيّن قصّتك وممّن كنت، ومن مُسِخَ معك.

قال: نعم يا أمير المؤمنين، كنّا أربعاً وعشرين طائفة من بني اسرائيل قد تمرّدنا وطغينا واستكبرنا وتركنا المدن لا نسكنها أبداً، وسكنّا المفاوز رغبة منّا في البُعد عن المياه فأتانا آت ـ أنت والله أعرف به منّا ـ في ضحى النهار، فصرخ صرخة فجعلنا في مجمع واحد، وكنّا منبثّين(1) في تلك المفاوز والقفار، فقال لنا: ما لكم هربتم من المدن والأنهار والمياه وسكنتم هذه المفاوز؟

فأردنا أن نقول لأنّا فوق العالم ـ تعزّزاً وتكبّراً ـ فقال: قد علمت ما في أنفسكم، فعلى الله تتعزّزون وتتكبّرون؟ فقلنا له: لا، فقال: أليس قد أخذ عليكم العهد أن تؤمنوا بمحمد بن عبد الله المكّي؟ فقلنا: بلى، قال: وأخذ عليكم العهد بولاية وصيّه وخليفته من بعده أمير المؤمنين [عليّ بن أبي طالب](2)؟

فسكتنا، فلم نجب إلاّ بألسنتنا، وقلوبنا ونيّاتنا لم تقبلها ولا تقرّ بها، فقال: أو تقولون بألسنتكم خاصّة؟ ثمّ صاح بنا صيحة وقال لنا: كونوا باذن الله مسوخاً كلّ طائفة جنساً، ثمّ قال: أيّتها القفار كوني باذن الله أنهاراً تسكنك هذه المسوخ، واتّصلي ببحار الدنيا وبأنهارها حتّى لا يكون ماء إلاّ كانوا فيه.

فمسخنا ونحن أربعة وعشرون طائفة، فمنّا من قال: أيّها المقتدر علينا بقدرة الله تعالى فبحقّه عليك إلاّ ما أغنيتنا عن الماء، واجعلنا(3) على وجه الأرض كيف شئت، قال: قد فعلت، قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا جري فبيّن لنا ما كانت أجناس المسوخ البريّة والبحريّة.

____________

1- في "ج": مقيمين.

2- أثبتناه من "ب" و "ج".

3- في "ج": وجعلتنا.


الصفحة 126
فقال: أمّا البحريّة فنحن الجري، والرق(1)، والسلاحف، والمارماهي(2)، والزمار(3)، والسراطين، وكلاب الماء، والضفادع، وبنت هرس، والعرصان(4)، والكوسج، والتمساح.

قال أمير المؤمنين عليه السلام: وأمّا البريّة؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، الوزغ، والخفاش، والكلب، والدب، والقرد، والخنازير، والضبّ، والحرباء، والأوز، والخنافس، والأرنب، والضبع، قال أمير المؤمنين عليه السلام: صدقت أيّها الجري، فما فيكم من طبع الانسانية وخلقها؟

قال الجري: أفواهنا والبعض لكلّ صورة، وكلّنا تحيض منّا الاناث، قال أمير المؤمنين عليه السلام: صدقت أيّها الجري، فقال الجري: يا أمير المؤمنين فهل من توبة؟ فقال عليه السلام: الأجل هو يوم القيامة وهو اليوم المعلوم، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

قال الأصبغ: فسمعنا والله ما قال ذلك الجري ووعيناه، وكتبناه وعرضناه على أمير المؤمنين عليه السلام(5).

 

>>>>>>


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net