متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
في قضاء ديون النبي صلّى الله عليه وآله وقصّة الأعرابي
الكتاب : إرشاد القلوب ج2    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

[في قضاء ديون النبي صلّى الله عليه وآله وقصّة الأعرابي]

وروي مرفوعاً إلى جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام قال: لمّا أراد أمير المؤمنين عليه السلام قضاء ديون النبي صلّى الله عليه وآله وانجاز عداته أمر منادياً ينادي: من كان له على رسول الله صلّى الله عليه وآله دين أو عدة فليقل إلينا(3).

وكان يأتي(4) الرجل وأمير المؤمنين عليه السلام كان لا يملك شيئاً، فقال: اللّهمّ اقض عن نبيّك صلوات الله عليه، فيصيب ما وعد النبي صلّى الله عليه وآله تحت البساط لا يزيد درهماً ولا ينقص درهماً.

فقال أبو بكر لعمر: هذا يصيب ما وعد النبي تحت البساط ونخشى أن تميل الناس إليه، فقال: ينادي مناديك أيضاً فإنّك ستقضي كما قضى، فنادى مناديه: ألا من كان له عند رسول الله صلّى الله عليه وآله دين أو عدة فليقل(5)، فسلّط الله عليه أعرابياً، فقال: إنّ لي عند رسول الله صلّى الله عليه وآله عدة ثمانون ناقة حمراء(6)سود المقل بأزمتها ورحالها.

____________

1- في "ج": تخضرّ.

2- مدينة المعاجز 3: 175 ح818; عن الهداية للحضيني: 28 (الحجرية); وفي الثاقب: 246 ح211; والبحار 41: 248 ح1.

3- في "ج": فليأت إلينا.

4- في "ج": يُقبل.

5- في "ج": فليُقبل.

6- في "ج": حمر الوبر.


الصفحة 119
فقال أبو بكر: يا أعرابي تحضر عندنا في غد، فمضى الأعرابي، فقال أبو بكر لعمر: ألا ترى إلى هذا الأمر؟ إنّك لتلقيني في كلّ أذيّة، ويحك من أين في الدنيا عشرون ناقة بهذه الصفة، ما تريد إلاّ أن تجعلنا كذّابين عند الناس، فقال عمر: يا أبابكر انّ هنا حيلة تخلّصك منه، فقال: وما هي؟ فقال: تقول: احضرنا(1) بيّنتك على رسول الله بهذا الذي ذكرته حتّى نوفّيك إيّاه، فإنّ رسول الله لا تقوم عليه بيّنة في دين ولا عدة.

فلمّا كان من الغد حضر الأعرابي فقال: قد جئت للوعد، فقال له أبو بكر وعمر: يا أعرابي أحضرنا بيّنتك على رسول الله حتّى نوفيك، فقال الأعرابي: أترك رجلا يعطيني بلا بيّنة وأجيء إلى قوم لا يعطوني إلاّ ببيّنة، وما أرى إلاّ وقد انقطعت بكم الأسباب، أو تزعمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان كذّاباً، لآتينّ أبا الحسن علياً فإن قال لي مثل ما قلتم لأرتدّنّ عن الإسلام.

فجاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: إنّ لي عند رسول الله صلّى الله عليه وآله عدة ثمانون ناقة حمراء(2) سود المقل، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اجلس يا أعرابي فإنّ الله تعالى سيقضي عن نبيّه صلّى الله عليه وآله، ثمّ قال عليه السلام: يا حسن يا حسين تعاليا فاذهبا إلى وادي فلان، وناديا عند شفير الوادي بأنّا رسولا وصيّ رسول الله صلى الله عليه وآله إليكم وحبيباه، وانّ لأعرابي عند رسول الله صلّى الله عليه وآله ثمانون ناقة حمراء(3) سود المقل [فمضيا وناديا](4).

فأجابهما مجيب من الوادي: نشهد أنّكما حبيبا رسول الله صلّى الله عليه وآله

____________

1- في "ب": احضر لنا.

2- في "ج": حمر الوبر.

3- في "ج": حمر الوبر.

4- أثبتناه من "ج".


الصفحة 120
ووصيّاه، فانتظرا حتّى نجمعها بيننا، فما جلسا إلاّ قليلا فظهرت ثمانون ناقة حمراء سود المقل، وانّ الحسن والحسين عليهما السلام ساقاهما إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فدفعها إلى الأعرابي، وكان هذا من دلائله عليه السلام(1).

 

>>>>>>


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net