متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
في اعطائه عليه السلام الأمان لمروان، وتكلّمه مع الأسد والأفعى
الكتاب : إرشاد القلوب ج2    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

[في اعطائه عليه السلام الأمان لمروان، وتكلّمه مع الأسد والأفعى]

وروي باسناده إلى حنان بن سدير الصيرفي، عن رجل من مراد يقال له: رباب بن رياح، قال: كنت قائماً على رأس أمير المؤمنين عليه السلام بالبصرة بعد الفراغ من أصحاب الجمل إذ أتى عبد الله بن عباس فقال: يا أمير المؤمنين لي إليك حاجة، فقال عليه السلام: ما أعرفني بحاجتك قبل أن تذكرها، جئت تطلب منّي الأمان لمروان بن الحكم.

____________

1- في "ج": للعالمين.

2- راجع مدينة المعاجز 3: 168 ح815; عن الهداية للحضيني: 134; ونحوه في الخرائج 1: 225 ح70; عنه البحار 33: 384 ح614.


الصفحة 116
فقال: يا أمير المؤمنين أحب أن تؤمنه، فقال: قد آمنته(1)، لكن اذهب فجئني به يبايعني ولا تجئني به إلاّ رديفاً صاغراً، قال: فما لبثت إلاّ قليلا حتّى أقبل ابن عباس وخلفه مروان بن الحكم رديفاً، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: هلمّ اُبايعك.

قال مروان: على انّ النفس فيها ما فيها، قال أمير المؤمنين عليه السلام: لست اُبايعك على ما في نفسك، إنّما أنا اُبايعك على الظاهر، قال: فمدّ يده فبايع أمير المؤمنين عليه السلام، فلمّا بايعه قال: هبه يا ابن الحكم فلكنت تخاف أن يقع رأسك في هذه البقعة، كلاّ أبى الله أن يكون ذلك حتّى يخرج من صلبك طواغيت يملكون هذه الرعية، يسومونهم خسفاً(2) وظلماً وجوراً، يسقونهم كأساً مرّاً.

قال مروان لمن يثق به: والله ما كان منّي إلاّ ما أخبرني به عليّ عليه السلام، ثمّ هرب فلحق بمعاوية فكان ما قال أمير المؤمنين عليه السلام حقّاً، فكان هذا من دلائله عليه السلام(3).

وروي باسناده إلى الحارث الأعور الهمداني قال: كنّا مع أمير المؤمنين عليه السلام بالكناس إذ أقبل أسد يهوي من البر، فتضعضعنا له وانتهى إلى أمير المؤمنين عليه السلام وطرح نفسه بين يديه خاضعاً ذليلا، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ارجع ولا تدخلنّ دار هجرتي وبلّغ ذلك عنّي جميع السباع ما أطاعوني، فإذا عصوا الله فيّ وخلعوا طاعتي فقد حكمتكم(4) فيهم.

قال: فلم تزل جميع السباع تتجافى الكوفة وجميع ما حولها إلى أن قُبض أمير المؤمنين عليه السلام وتقلّدها زياد بن أبيه دعيّ أبا سفيان، فلمّا دخلها سلّطت

____________

1- في "ج": قد آمنته لك.

2- في "ب": عسفاً.

3- نحوه باختلاف في الخرائج 1: 197 ح35; عنه البحار 41: 298 ح26; والهداية: 161.

4- حكمتك (خ ل).


الصفحة 117
السباع على الكوفة وما حولها حتّى أفنت أكثر الناس، فكان هذا من دلائله عليه السلام(1).

وعن الحارث الأعور الهمداني قال: بينما أمير المؤمنين عليّ عليه السلام يخطب للناس يوم الجمعة في مسجد الكوفة إذ أقبل أفعى من ناحية باب الفيل، رأسه أعظم من رأس البعير، يهوي نحو المنبر، فانفرق الناس فرقتين في جانب المسجد خوفاً.

فجاء حتّى صعد المنبر، ثمّ تطاول إلى اُذن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فأصغى إليه باذنه وأقبل عليه يسارّه مليّاً ثمّ نزل، فلمّا بلغ باب أمير المؤمنين الذي يسمّونه "باب الفيل" انقطع أثره وغاب، فلم يبق مؤمن ولا مؤمنة إلاّ قال: هذا من عجائب أمير المؤمنين عليه السلام، ولم يبق منافق إلاّ قال: هذا من سحره.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أيّها الناس لست بساحر، وهذا الذي رأيتموه وصيّ محمد صلّى الله عليه وآله على الجنّ وأنا وصيّه على الجنّ والانس، وهذا يطيعني أكثر ممّا تطيعوني، وهو خليفتي فيهم، وقد وقع بين الجنّ ملحمة تهادروا فيها الدماء، لا يعلمون ما الخروج عنها ولا ما الحكم فيها، وقد أتاني سائلا عن الجواب في ذلك، فأجبته عنه بالحق، وهذا المثال الذي تمثّل لكم به أراد أن يريكم فضلي عليكم الذي هو أعلم به منكم، وكان هذا من دلائله عليه السلام(2).

وعنه بهذا الاسناد قال: خرجنا مع أمير المؤمنين عليه السلام حتّى انتهينا إلى العاقول بالكوفة على شاطئ الفرات، فإذا نحن بأصل شجرة وقد وقع أوراقها وبقي عودها يابساً، فضربها بيده المباركة وقال لها: ارجعي باذن الله خضراء ذات

____________

1- الثاقب في المناقب: 250 ح1; والخرائج 1: 191 ح27; عنه البحار 41: 231 ح2; والهداية: 28 (الحجرية).

2- مدينة المعاجز 3: 171 ح816; عن الهداية للحضيني: 152; وفي الثاقب: 248 ح213.


الصفحة 118
ثمر، فإذا هي تهتزّ(1) بأغصانها مثمرة مورقة وحملها الكمّثرى الذي لم يُر مثله في فواكه الدنيا، وطعمنا منها وتزوّدنا وحملنا، فلمّا كان بعد أيّام عُدنا إليها فإذا بها خضراء وفيها الكمّثرى، وكان هذا من دلائله عليه السلام(2).

 

>>>>>>


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net