[في قوله عليه السلام لرجل إخسأ]
وباسناده إلى أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: بينما أمير المؤمنين يتجهّز إلى معاوية ويحرّض الناس على قتاله إذ اختصم إليه رجلان في فعل، فعجّل أحدهما في الكلام وزاد فيه، فالتفت إليه أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: إخسأ، فإذا رأسه رأس كلب، فبهت مَنْ حوله وأقبل الرجل باصبعه المسبّحة يتضرّع إلى أمير
____________
1- في "ج": آخر.
2- المنافقون: 6.
3- عنه البحار 35: 276 ح5; ومدينة المعاجز 3: 161 ح814; عن الهداية للحضيني: 116.
المؤمنين عليه السلام ويسأله الاقالة.
فنظر إليه وحرّك شفتيه، فعاد كما كان خلقاً سويّاً، فوثب إليه بعض أصحابه فقال له: يا أمير المؤمنين هذه القدرة لك كما رأينا، وأنت تجهز إلى معاوية، فما لك لا تكفيناه ببعض ما أعطاك الله من هذه القدرة؟
فأطرق قليلا ورفع رأسه إليهم فقال: والذي فلق الحبّة وبرئ النسمة لو شئت أن أضرب برجلي هذه القصيرة في طول هذه الفيافي والفلوات والجبال والأودية حتّى أضرب صدر معاوية على سريره، فأقلبه على رأسه لفعلت، ولو أقسمت على الله عزوجل أن اُوتي به قبل أن أقوم من مجلسي هذا، وقبل أن يرتد إلى أحد منكم طرفه لفعلت، ولكنّها كما وصف الله عزوجل في قوله: {عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}(1) فكان هذا من دلائله عليه السلام(2).
>>>>>>
|