فصل يذكر فيه طرف من فضائله عليه السلام من طرق أهل البيت عليهم السلام
روي عن ابن عباس قال: سأل رجل رسول الله صلّى الله عليه وآله عن عمل يدخل به الجنّة، قال: صلّ المكتوبات، وصم شهر رمضان، واغتسل من الجنابة، وأحب عليّاً وأولاده، وادخل الجنّة من أيّ باب شئت.
فوالذي بعثني بالحقّ لو صلّيت ألف عام، وصمت ألف عام، وحججت ألف حجة، وغزوت ألف غزوة، وعتقت ألف رقبة، وقرأت التوراة والانجيل والزبور والفرقان، ولقيت الأنبياء كلّهم، وعبدت ا لله مع كلّ نبيّ ألف عام، وجاهدت معهم ألف غزوة، وحججت مع كلّ نبيّ ألف حجّة، ثمّ مت ولم يكن في قلبك حبّ علي وأولاده أدخلك [الله] النار مع المنافقين.
ألا فليبلغ الشاهد الغائب قولي في عليّ عليه السلام، فإنّي لم أقل في عليّ إلاّ بأمر جبرئيل عليه السلام، وجبرئيل لا يخبرني إلاّ عن الله عزوجل، وإنّ جبرئيل عليه السلام لم يتّخذ أخاً في الدنيا إلاّ عليّاً، ألا من شاء فليحبّ ومن شاء فليبغض، فإنّ الله سبحانه اتّخذ(1) على نفسه أن لا يخرج مبغض عليّ بن أبي طالب من النار أبداً.
____________
1- في "ج": حتم.
وروي عن الصادق عليه السلام يقول: من أحبّنا لله وأحبّ محبّنا لا لغرض دنيا يصيبه منه، وعادى عدوّنا لا لاحنّة كانت بينه وبينه، ثمّ جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر غفرها الله تعالى له(1).
وعنه عليه السلام: انّ الله تعالى ضمن للمؤمن(2) ضماناً، قال: قلت: وما هو؟قال: ضمن له إن أقرّ لله بالربوبيّة، ولمحمّد صلّى الله عليه وآله بالنبوّة، ولعليّ عليه السلام بالامامة، وأدّى ما افترض الله عليه، أن يسكنه في جواره، قال: قلت: والله هذه الكرامة التي لا تشبهها كرامة الآدميين، ثمّ قال أبو عبد الله عليه السلام: اعملوا قليلا تنعموا كثيراً(3).
وباسناده عن الرضا عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: حبّنا أهل البيت يكفّر الذنوب، ويضاعف الحسنات، والله تعالى ليتحمّل عن محبّينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد إلاّ من كان منهم على اصرار وظلم للمؤمنين، فيقول للسيّئات: كوني حسنات(4).
وروي عن الحسين بن عليّ عليهما السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ألزموا مودّتنا أهل البيت فإنّه من لقى الله يوم القيامة وهو يودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلاّ بمعرفته حقّنا(5).
وروي باسناده إلى ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله
____________
1- أمالي الطوسي: 156 ح259; عنه البحار 27: 54 ح7.
2- في "ب" و "ج": للمؤمنين.
3- أمالي الطوسي: 150 ح266; عنه البحار 67: 146 ح2.
4- أمالي الطوسي: 164 ح274; عنه البحار 68: 100 ح5.
5- أمالي الطوسي: 186 ح314; عنه البحار 27: 170 ح10; ونحوه في المحاسن 1: 134 ح118.
يقول: أعطاني الله خمساً وأعطى علياً خمساً، أعطاني جوامع الكلم وأعطى علياً جوامع العلم، وجعلني نبيّاً وجعل عليّاً وصيّاً، وأعطاني الكوثر وأعطى عليّاً السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطى علياً الإلهام، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء حتّى رأى ما رأيت ونظر ما نظرت إليه..
ثمّ قال: يا ابن عباس من خالف علياً فلا تكوننّ ظهيراً له ولا وليّاً، فوالذي بعثني بالحق ما يخالفه أحد إلاّ غيّر الله ما به من نعمة، وشوّه خلقه قبل إدخاله النار، يا ابن عباس لا تشك في عليّ فإنّ الشك فيه كفر يُخرج عن الايمان، ويوجب الخلود في النار(1).
وروي عن جابر بن عبد الله قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وآله فقلت: يا رسول الله من وصيّك؟ قال: فأمسك عنّي عشراً لا يجيبني، ثمّ قال: يا جابر ألا اُخبرك عمّا سألتني؟ فقلت: بأبي واُمّي أنت [يا رسول الله](2) والله لقد سكتّ عنّي حتّى ظننت إنّك وجدت عليَّ.
فقال: ما وجدت عليك يا جابر ولكن كنت أنتظر ما يأتيني من السماء، فأتاني جبرئيل فقال: يا محمد ربّك يقول لك: "إنّ عليّ بن أبي طالب وصيّك وخليفتك على أهلك واُمّتك، [وأمينك](3) والذائد عن حوضك، وهو صاحب لوائك يقدمك إلى الجنّة".
فقلت: يا نبيّ الله أرأيت من لا يؤمن بهذا أقتله؟ قال: نعم يا جابر، ما وضع هذا الموضع إلاّ ليتابع عليه، فمن تابعه كان معي غداً، ومن خالفه لم يرد عليّ الحوض أبداً(4).
____________
1- أمالي الطوسي: 188 ح317; عنه البحار 16: 322 ح12; ونحوه الخصال: 293 ح57 باب الخمسة.
2- أثبتناه من "ج".
3- أثبتناه من "ج".
4- أمالي الطوسي: 190 ح321; عنه البحار 38: 114 ح52; وأمالي المفيد: 108 المجلس الحادي والعشرون.
وروى أبو ذر رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله قد ضرب كتف عليّ عليه السلام بيده وقال: يا عليّ من أحبّنا فهو العربي ومن أبغضنا فهو العلج، فشيعتنا أهل البيوت والمعادن والشرف وما كان مولده صحيحاً، وما على ملّة ابراهيم إلاّ نحن وشيعتنا وسائر الناس منها برآء، وإنّ الله وملائكته يهدمون سيّئات شيعتنا كما يهدم القوم البنيان(1).
وروي عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لما اُسري بي إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى، نوديت: يا محمد استوص بعليّ خيراً، فإنّه سيد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين(2).
وعن الباقر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام على منبر الكوفة: أيّها الناس! انّه كان لي من رسول الله صلّى الله عليه وآله عشر خصال احداهنّ أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس، قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا عليّ أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت أقرب الخلق إليّ يوم القيامة في الموقف بين يدي الجبّار، ومنزلك في الجنّة مواجه منزلي كما يتواجه منزل الاخوان في الله عزوجل.
وأنت الوارث منّي، وأنت الوصيّ من بعدي في عدّتي واُسرتي، وأنت الحافظ لي في أهلي عند غيبتي، وأنت الإمام لاُمّتي، والقائم بالقسط في رعيّتي، وأنت وليّي ووليّي وليّ الله، وعدوّك عدوّي وعدوّي عدوّ الله(3).
____________
1- أمالي الطوسي: 190 ح322; عنه البحار 68: 23 ح41; وأمالي المفيد: 108 المجلس الحادي والعشرون.
2- أمالي الطوسي: 193 ح328; عنه البحار 18: 409 ح119; وأمالي المفيد: 111 المجلس الثاني والعشرون.
3- أمالي الطوسي: 193 ح329; عنه البحار 38: 155 ح130; وأمالي المفيد: 111 المجلس الثاني والعشرون.
وعن زيد بن علي، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا عليّ انّ الله أمرني أن أتّخذك أخاً ووصيّاً، فأنت أخي ووصيّي وخليفتي على أهلي في حياتي وبعد موتي، من تبعك فقد تبعني، ومن تخلّف عنك فقد تخلّف عنّي، ومن كفر بك فقد كفر بي، ومن ظلمك فقد ظلمني [ومن خادعك فقد خادعني](1).
يا عليّ أنت منّي وأنا منك، يا عليّ لولا أنت ما قاتل أهل النهر أحداً، قال: فقلت له: يا رسول الله ومن أهل النهر؟ قال: قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية(2).
وقال الصادق عليه السلام: ما جاء عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام يؤخذ به، وما نهى عنه ينتهى عنه، جرى له من الفضل(3) ما جرى لرسول الله صلّى الله عليه وآله، ولرسوله الفضل على جميع من خلق الله، العائب على أمير المؤمنين عليه السلام في شيء كالعائب على الله وعلى رسوله، والراد عليه في صغير أو كبير على حدّ الشرك بالله.
كان أمير المؤمنين عليه السلام باب الله الذي لا يؤتى إلاّ منه، وسبيله الذي من تمسّك بغيره هلك، وكذلك جرى حكم الأئمة عليهم السلام من بعده واحد بعد واحد، جعلهم الله أركان الأرض، وهم الحجة البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى.
أما علمت انّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: أنا قسيم بين الجنّة والنار، وأنا الفاروق الأكبر، وأنا صاحب العصى والميسم، ولقد أقرّ لي جميع الملائكة والروح مثل ما أقرّوا لمحمّد صلّى الله عليه وآله، ولقد حملت مثل حمولة
____________
1- أثبتناه من "ب".
2- أمالي الطوسي: 200 ح341; عنه البحار 33: 325 ح570.
3- في "ب" و "ج": الفضائل.
محمد وهي حمولة الربّ سبحانه.
وانّ محمداً يُدعى فيكسى ويُستنطق فينطق، واُدعى فاُكسى واُستنطق فأنطق، ولقد اُعطيت خصالا لم يعطها أحد قبلي، علمت المنايا والبلايا والقضايا والأنساب وفصل الخطاب، ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربّي فما غاب عنّي ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي، وإنّ بولايتي أكمل الله لهذه الاُمّة دينهم(1).
وروي عن الباقر عليه السلام قال: أحبب حبيب آل محمد وإن كان فاسقاً زانياً(2)، وابغض مبغض آل محمد وإن كان صوّاماً قوّاماً، فإنّي سمعت عن رسول الله صلّى الله عليه وآله انّه قال: {الذين آمنوا وعملوا الصالحات اُولئك هم خير البرية}(3) ثمّ التفت إلى عليّ عليه السلام فقال: والله أنت وشيعتك يا علي وميعادك وميعادهم الحوض غداً، غرّاً محجلين مكحلين متوّجين، فقال أبو جعفر عليه السلام: هكذا هو عياناً في كتاب عليّ عليه السلام(4).
وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة وكّلنا الله بحساب شيعتنا، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لهم، وما كان لنا فهو لهم، ثمّ قرأ أبو عبد الله عليه السلام: {إنّ إلينا إيابهم * ثمّ انّ علينا حسابهم}(5)(6).
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: انّ الله عزوجل جعل عليّاً علماً بينه وبين خلقه ليس بينهم علم غيره، فمن أقرّ بولايته كان مؤمناً، ومن جحدها كان كافراً، ومن جهله كان ضالاًّ، ومن نصب معه كان مشركاً، ومن جاء بولايته دخل
____________
1- أمالي الطوسي: 203 ح352; عنه البحار 25: 352 ح1; ونحوه الكافي 1: 196 ح1.
2- في "ج": جانياً.
3- البيّنة: 7.
4- أمالي الطوسي: 405 ح909; عنه البحار 27: 220 ح5.
5- الغاشية: 25 و 26.
6- أمالي الطوسي: 406 ح911; عنه البحار 7: 264 ح19.
الجنّة، ومن أنكرها دخل النار(1).
وروي عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: إذا حُشر الناس يوم القيامة نادى مناد: يا رسول الله انّ الله جلّ اسمه أمكنك من مجازات محبّيك ومحبّي أهل بيتك الموالين لهم فيك [والمعادين لهم فيك] فكافهم بما شئت، فأقول: يا ربّ الجنّة، فاُنادى(2): بوّئهم منها حيث شئت فلك المقام المحمود الذي وعدت به(3).
وعن الصادق عليه السلام قال: شيعتنا جزء منّا، خلقوا من فضل طينتنا، يسوؤهم ما يسوؤنا ويسرّهم ما يسرّنا، فإذا أرادنا أحد فليقصدهم فإنّهم الباب الذي يوصل منه إلينا(4).
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: اوّل من اتّخذ عليّ بن أبي طالب أخاً من أهل السماء حملة العرش ثمّ جبرئيل ثمّ ميكائيل ثمّ رضوان خازن الجنان ثمّ ملك الموت، وانّ ملك الموت يترحّم على محبّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام كما يترحّم على الأنبياء، ولو أنّ عبداً عبد الله ألف عام من بعد ألف عام بين الركن والمقام ثمّ لقى الله مبغضاً لعليّ لأكبّه الله يوم القيامة على منخريه في النار(5).
وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من صافح علياً كأنّما صافحني، ومن صافحني فكأنّما صافح أركان العرش، ومن عانقه فكأنّما عانق الأنبياء كلّهم، ومن
____________
1- أمالي الطوسي: 410 ح922; عنه البحار 38: 117 ح59.
2- في "ب": فأنا الذي اُبوّئهم منها.
3- أمالي الطوسي: 298 ح586; عنه البحار 8: 39 ح20.
4- أمالي الطوسي: 219 ح588; عنه البحار 68: 24 ح43.
5- مائة منقبة: 119 ح94; كشف الغمة 1: 101; عنه البحار 39: 110 ح17; المناقب للخوارزمي: 71 ح49.
صافح محبّاً لعليّ غفر الله ذنوبه وأدخله الجنّة بغير حساب(1).
وقال عليه السلام: مكتوب على العرش: لا إله إلاّ الله، محمد نبيّ الرحمة، وعليّ مقيم الحجة، ومن عرف حق علي زكى وطاب، ومن أنكر حقه لعن وخاب، أقسمت(2) بعزّتي وجلالي أن اُدخل الجنة من أطاعه وإن عصاني، وأقسمت بعزّتي وجلالي أن اُدخل النار من عصاه وإن أطاعني(3).
وقال عليه السلام: إذا كان يوم القيامة ينادون عليّ بن أبي طالب عليه السلام بسبعة أسماء: يا صديق، يا دالّ، يا عابد، يا هادي، يا مهديّ، يا فتى، يا عليّ، اُدخل أنت وشيعتك إلى الجنة بغير حساب.
وقال عليه السلام: إذا كان يوم القيامة أقام الله عزوجل جبرئيل ومحمداً عليهما السلام على الصراط، لا يجوز أحد إلاّ من كان معه براءة من عليّ بن أبي طالب عليه السلام(4).
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يحشر الشاك في عليّ من قبره في عنقه طوق من نار، فيه ثلاثمائة شعلة، على كلّ شعلة شيطان يلطم وجهه حتّى يوقف موقف الحساب(5).
وقال عليّ عليه السلام: تفترق هذه الاُمّة على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنّة، وهم الذين قال الله تعالى: {وممّن خلقنا اُمّة يهدون بالحقّ وبه يعدلون}(6) أنا وشيعتي(7).
____________
1- راجع البحار 27: 115 ح90; عن مناقب ابن شاذان: 92 ح39.
2- زاد في "ج": وفي الحديث القدسي قال: أقسمت....
3- البحار 27: 10 ح3; عن مناقب ابن شاذان: 106 ح50.
4- راجع البحار 39: 208 ح27.
5- أمالي المفيد: 94 مجلس 18; والبحار 39: 304 ح120.
6- الأعراف: 181.
7- راجع البحار 24: 146 ح18.
وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يقول الله لي ولعليّ بن أبي طالب: أدخلا الجنّة من أحبّكما وأدخلا النار من أبغضكما، وذلك قوله تعالى: {ألقينا في جهنّم كلّ كفّار عنيد}(1).
وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا عليّ انّ الله عزوجل قد غفر لك ولشيعتك ومحبّي شيعتك ومحبّي محبّي شيعتك، أبشر فإنّك الأنزع البطين، منزوع من الشرك، بطين من العلم(2).
وباسناده عن النبي صلّى الله عليه وآله انّه قال: يا عليّ خلقني الله وأنت من نوره حين خلق آدم، فافرغ ذلك النور في صلبه، فأفضى به إلى عبد المطلب ثمّ افترقا من عبد المطلب، فأنا في عبد الله وأنت في أبي طالب، لا تصلح النبوّة إلاّ لي، ولا تصلح الوصيّة إلاّ لك، فمن جحد وصيّتك فقد جحد نبوّتي، ومن جحد نبوّتي أكبّه الله على منخريه في النار(3).
وباسناده قال: دخل سماعة بن مهران على الصادق عليه السلام فقال له: يا سماعة من أشرّ الناس؟ فقال: نحن يا ابن رسول الله، قال: فغضب حتّى احمرّت وجنتاه، ثمّ استوى جالساً ـ وكان متّكئاً ـ فقال: يا سماعة من أشرّ الناس عند الناس؟ فقلت: والله ما كذبتك يا ابن رسول الله، نحن أشرّ الناس عند الناس، لأنّهم سمّونا كفّاراً ورافضة.
فنظر إليّ ثمّ قال: كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنّة وسيق بهم إلى النار،
____________
1- أمالي الطوسي: 290 ح563; عنه البحار 7: 338 ح27; والآية في سورة ق: 24.
2- أمالي الطوسي: 293 ح570; عنه البحار 68: 101 ح9.
3- أمالي الطوسي: 294 ح577; عنه البحار 15: 12 ح15.
فينظرون إليكم فيقولون: {ما لنا لا نرى رجالا كنّا نعدّهم من الأشرار}(1).
يا ابن مهران انّه من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا ونشفع فيه فنشفّع، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال، والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد، فتنافسوا في الدرجات، واكمدوا عدوّكم بالورع(2).
>>>>>>
|