الباب السابع والعشرون في الورع والترغيب فيه
قال الصادق عليه السلام: عليكم بالورع والإجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة لمن ائتمنكم، فلو انّ قاتل الحسين عليه السلام ائتمنني على السيف الذي قتله به لائتمنته(1) إليه.
وقال عليه السلام: انّ أحق الناس بالورع آل محمد وشيعتهم لكي يقتدي الناس بهم، فانّهم القدوة لمن اقتدى، فاتقوا الله وأطيعوه فانّه لا ينال ما عند الله إلاّ بالتقوى والورع والإجتهاد، فإنّ الله تعالى يقول: {انّ أكرمكم عند الله أتقاكم}(2).
وقال: أما والله انّكم على دين الله ودين ملائكته، فأعينونا على ذلك بالورع والإجتهاد وكثرة العبادة، وعليكم بالورع(3).
وروي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كنت مع أبي حتّى انتهينا إلى القبر
____________
1- في "ج": لأتيته.
2- الحجرات: 13.
3- الكافي 2: 187 ح5; عنه البحار 74: 260 ح59.
والمنبر فإذا اُناس من أصحابه، فوقف عليه السلام وقال: والله انّي لاُحبكم واحب ريحكم وأرواحكم، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد فانّكم لن تنالوا ولايتنا إلاّ بالورع والاجتهاد، ومن ائتم بامام فليعمل بعمله.
ثم قال: أنتم شرطة الله، وأنتم شيعة الله، وأنتم السابقون الأوّلون، والسابقون في الآخرة إلى الجنّة، ضمنّا لكم الجنّة بضمان الله عزوجل وضمان رسوله، أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، كل مؤمن صدّيق وكل مؤمنة حوراء.
وكم من مرّة قد قال علي عليه السلام لقنبر: بشّر وأبشر واستبشر، فوالله لقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وانّه لساخط على جميع امّته إلاّ الشيعة، انّ لكل شيء عروة وانّ عروة الدين الشيعة، ألا وانّ لكل شيء شرفاً وشرف الدين الشيعة، ألا وانّ لكل شيء اماماً وامام الأرض أرض تسكنها الشيعة، والله لولا ما في الأرض منكم لمادت الأرض بأهلها، وكل مخالف في الأرض وان تعبّد واجتهد فمنسوب إلى هذه الآية:{خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى ناراً حامية * تسقى من عين آنية}(1).
والله ما دعا مخالف دعوة خير إلاّ كانت اجابة دعوته لكم، ولا دعا احد منكم دعوة خير إلاّ كانت له من الله مائة، ولا [احد منكم](2) سأله مسألة إلاّ كانت له من الله مائة، ولا عمل أحد منكم حسنة إلاّ لم يحص تضاعفها(3).
والله انّ صائمكم ليرتع في رياض الجنّة، والله انّ حاجّكم ومعتمركم لمن خاصّة الله، وأنتم جميعاً لأهل دعوة الله وأهل إجابته، ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون، كلّكم في الجنّة فتنافسوا في الدرجات، فوالله ما أقرب إلى عرش الله من
____________
1- الغاشية: 2 - 5.
2- أثبتناه من "ج".
3- في "ج": إلاّ له احسن منها.
شيعتنا، حبّذا شيعتنا ما أحسن صنيع الله إليهم.
والله لقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: تخرج شيعتنا من قبورهم مشرقة وجوههم، قريرة أعينهم، قد اُعطوا الأمان، تخاف الناس ولا يخافون، وتحزن الناس ولا يحزنون، والله ما سعى أحدكم إلى الصلاة إلاّ وقد اكتنفته الملائكة من خلفه يدعون الله له بالفوز حتّى يفرغ من صلاته، ألا انّ لكل شيء جوهراً وجوهر ولد آدم محمدصلى الله عليه وآله، ونحن وأنتم(1).
وأوحى الله إلى موسى عليه السلام: ما تقرّب اليّ المتقرّبون بمثل الورع عن محارمي(2).
____________
1- مجموعة ورام 2: 90; امالي الطوسي: 722 ح6 مجلس 43; عنه البحار 68: 146 ح 95.
2- الكافي 2: 80 ح3; عنه البحار 71: 204 ح8.
|