متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الباب العشرون: في قراءة القرآن المجيد
الكتاب : إرشاد القلوب ج1    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

الباب العشرون
في قراءة القرآن المجيد


قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انّ هذه القلوب لتصدئ كما يصدئ الحديد، وانّ جلاءها قراءة القرآن(1).

وقال ابن عباس: قارئ القرآن التابع له لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة.

وقال: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس غافلون، وببكائه إذا الناس ضاحكون، وبورعه إذا الناس يطمعون، وبخشوعه إذا الناس يمزحون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وبصمته إذا الناس يخوضون.

وقال النبي صلى الله عليه وآله: القرآن على خمسة أوجه، حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فاعملوا بالحلال، واجتنبوا الحرام، واتبعوا المحكم، وآمنوا بالمتشابه، واعتبروا بالأمثال، وما آمن بالقرآن من استحلّ محارمه، وشرّ الناس

____________

1- كنز العمال 1: 545 ح2441.


الصفحة 161
من يقرأ القرآن ولا يرعوي عن شيء به.

وقال جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}(1) قال: يرتلون آياته، ويتفقّهون فيه، ويعملون بأحكامه، ويرجون وعده، ويخافون وعيده، ويعتبرون بقصصه، ويأتمرون بأوامره، ويتناهون عن نواهيه.

ما هو والله حفظ آياته، ودرس حروفه، وتلاوة سوره، ودرس أعشاره وأخماسه، حفظوا حروفه وأضاعوا حدوده، وانّما هو تدبّر آياته، والعمل بأحكامه، قال الله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}(2).

واعلموا رحمكم الله انّ سبيل الله سبيل واحدة وجماعها الهدى، ومصير العامل بها الجنة والمخالف لها النار، وانّما الايمان ليس بالتمنّي ولكن ما ثبت بالقلب، وعملت به الجوارح، وصدقته الأعمال الصالحة، واليوم فقد ظهر الجفاء، وقلّ الوفاء، وتركت السنّة، وظهرت البدعة، وتواخا الناس على الفجور، وذهب منهم الحياء، وزالت المعرفة، وبقيت الجهالة، ما ترى إلاّ مترفاً صاحب دنيا، لها يرضى ولها يغضب وعليها يقاتل، ذهب الصالحون وبقيت تفالة كتفالة الشعير وحثالة التمر.

وقال الحسن عليه السلام: ما بقي في الدنيا بقيّة غير هذا القرآن، فاتخذوه اماماً يدلّكم على هداكم، وانّ أحق الناس بالقرآن من عمل به وان لم يحفظه، وأبعدهم منه من لم يعمل به وان كان يقرأه.

وقال: من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ.

وقال: انّ هذا القرآن يجيىء يوم القيامة قائداً وسائقاً، يقود قوماً إلى الجنّة، أحلّوا حلاله وحرّموا حرامه وآمنوا بمتشابهه، ويسوق قوماً إلى النار، ضيّعوا

____________

1- البقرة: 121.

2- ص: 29.


الصفحة 162
حدوده وأحكامه واستحلّوا محارمه.

وقال النبي صلى الله عليه وآله: رتلوا القرآن ولا تنثروه نثراً، ولا تهذوه هذّ الشعر(1)، قفوا عند عجائبه وحرّكوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

وخطب صلى الله عليه وآله وقال: لا خير في العيش إلاّ لعالم ناطق أو مستمع واع، أيّها الناس انّكم في زمن هدنة وانّ السير بكم سريع، وقد رأيتم الليل والنهار كيف يبليان كل جديد، ويقرّبان كل بعيد، ويأتيان بكل موعود.

فقال له المقداد: يا نبي الله وما الهدنة؟ فقال: دار بلاء وانقطاع، فإذا التبست عليكم الاُمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فانّه شافع مشفع وشاهد مصدّق، من جعله أمامه قاده إلى الجنّة، ومن جعله خلفه قاده(2) إلى النار، وهو أوضح دليل إلى خير سبيل، ظاهره حكم وباطنه علم، لا تحصى عجائبه ولا تنقضي غرائبه، هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به فاز، فإنّ المؤمن الذي يقرأ القرآن كالاترجة طعمها طيّب وريحها طيّب، وانّ الكافر كالحنظلة طعمها مرّ ورائحتها كريهة(3).

وقال صلى الله عليه وآله: ألا أدلّكم على أكسل الناس وأبخل الناس وأسرق الناس وأجفى الناس وأعجز الناس؟ فقالوا: بلى يا رسول الله.

فقال: أكسل الناس عبد صحيح فارغ لا يذكر الله بشفة ولا لسان، وأبخل الناس رجل اجتاز على مسلم فلم يسلّم عليه، واما أسرق الناس فرجل يسرق من صلاته، تلفّ كما يلفّ الثوب الخلق فيضرب به وجهه(4)، وأجفى الناس رجل ذكرت بين يديه فلم يصلّ عليّ، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء(5).

____________

1- تهدروه هدر الشعر، (خل).

2- في "ج": ساقه.

3- أورده المصنف في أعلام الدين: 333; عنه البحار 77: 177.

4- في "ب": وجه صاحبها.

5- راجع البحار 84: 257 ح55; عن عدة الداعي.


الصفحة 163


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net