متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الإمام الباقر والمعتزلة
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج3    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

5 - الإمام الباقر والمعتزلة

كان الإمام الباقر - رضوان الله عليه - محدثا، وكان أهل الحديث في المدينة قد كرهوا الكلام في الدين، واعتبروه مراء، وأتى " واصل بن عطاء " (3).

____________

(1) محمد جواد مغنية: الشيعة في الميزان ص 230 - 231.

(2) محمد جواد مغنية: فضائل الإمام علي ص 226 - 227.

(3) هو أبو حذيفة واصل بن عطاء الغزال، ولد بالمدينة عام 80 هـ (699 م) وعاش في البصرة، وحضر دروس الحسن البصري، ويعد واصل مؤسس مدرسة الاعتزال - في رأي أكثر الباحثين - وقد اعتزل الحسن البصري - لاختلافه معه حول مرتكب الكبيرة، فجعله واصل " منزلة بين المنزلتين "، ثم انضم إليه " عمرو بن عبيد (80 - 144 هـ / 699 - 761 م)، كما أنكر واصل القول بقدم الصفات الإلهية، وكان يقول برأي " القدرية " في القدر، وبإثم من شاركوا في مقتل عثمان =>


الصفحة 31
إلى المدينة، وتتلمذ عليه أخوه " زيد بن علي "، فكره الإمام الباقر هذا كل الكراهية (1)، وروى ابن سعد في طبقاته بسنده عن جابر قال: قال لي محمد بن علي الباقر: " يا جابر، لا تخاصم، فإن الخصومة تكذب القرآن " (2)، وعن ليث عن أبي جعفر قال: لا تجالسوا أصحاب الخصومات، فإنهم الذين يخوضون في آيات الله " (3)، وقال: إياكم والخصومة فإنها تفسد القلب، وتورث النفاق (4).

هذا وقد أورد الشهرستاني مناظرة جرت بين الإمام الباقر وأخيه زيد - من حيث كان زيد يتتلمذ لواصل بن عطاء، ويقتبس العلم ممن يجوز الخطأ على جده الإمام علي بن أبي طالب في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين، ومن حيث كان يتكلم في القدر، على غير ما ذهب إليه أهل البيت، ومن حيث أنه كان يشترط الخروج شرطا في كون الإمام إماما، حتى قال له يوما: على مقتضى مذهبك والدك ليس بإمام، فإنه لم يخرج قط، ولا تعرض للخروج (5).

ولعل من الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى أن قتال الإمام علي بن أبي طالب للناكثين والقاسطين والمارقين، إنما كان - كما أشرنا بالتفصيل إلى ذلك عند الحديث على أدلة إمامة الإمام علي من قبل - بأمر سيدنا ومولانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (6).

____________

<= وفي وقعة الجمل وصفين، وتوفي واصل عام 131 هـ / 748 م، وأهم مصادر ترجمته (الجاحظ:

البيان والتبيين 1 / 16، 21 - 29، إرشاد الأريب لياقوت 7 / 223 - 225، ميزان الاعتدال للذهبي 3 / 267، فوات الوفيات للكتبي 2 / 317، مرآة الجنان لليافعي (1 / 274، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 1 / 313 - 314، المعتزلة لابن المرتضى ص 28 - 35، وفيات الأعيان 6 / 7 - 11).

(1) علي سامي النشار: المرجع السابق ص 141.

(2) طبقات ابن سعد 5 / 236.

(3) حلية الأولياء 3 / 184، طبقات ابن سعد 5 / 236.

(4) حلية الأولياء 3 / 184.

(5) الشهرستاني: الملل والنحل 1 / 156.

(6) أنظر: المستدرك للحاكم 3 / 139، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 8 / 340، 13 / 186 =>


الصفحة 32
وروى ابن كثير أن الباقر قال: " القرآن كلام الله عز وجل، غير مخلوق "، وهذا نص - فيما يقول الدكتور النشار - خطير، يثبت أن الإمام الباقر قد أزعجه تماما الأصل المعتزلي: أن كلام الله مخلوق (1).

>>>>>>


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net