متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الإمام الباقر والشيعة
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج3    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

4 - الإمام الباقر والشيعة

تتجلى في الإمام الباقر - رضوان الله عليه - الصفة الأساسية في الشيعة الأوائل، من الحفاظ على الإسلام، ومنع من يفعل ذلك بالعدل والروية والحسنة (3)، قال الإمام الباقر: " والله ما شيعتنا، إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع، والتخشع، وأداء الأمانة، وذكر الله، والصوم والصلاة والبر بالوالدين، وتعهد الجيران من الفقراء، وذوي المسكنة، وصدق

____________

(1) إسعاف الراغبين ص 229.

(2) أبو زهرة: الإمام الصادق ص 24.

(3) كامل مصطفى الشيبي: الصلة بين التصرف والتشيع 1 / 170 (بغداد 1963).

الصفحة 29
الحديث، وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس (1).

وروى الحافظ أبو نعيم بسنده عن جابر عن أبي جعفر الباقر قال: إن الله تعالى يلقي في قلوب شيعتنا الرعب، فإذا قام قائمنا، وظهر مهدينا، كان الرجل أجرأ من ليث، وأمضى من سنان " (2).

وعن يونس بن أبي يعقوب عن أخيه عن أبي جعفر قال: " شيعتنا ثلاثة أصناف، صنف يأكلون الناس بنا، وصنف كالزجاج ينهشم، وصنف كالذهب، كلما دخل النار ازداد جودة " (3).

وروي أنه في ذات يوم كان الإمام الباقر في بيته، وعنده جماعة من أصحابه، وإذا بشيخ وقف على الباب، وقال: السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، وبعد أن رد الإمام عليه السلام، قال الشيخ: جعلني الله فداك يا ابن رسول الله، والله إني لأحبكم، وأحب من يحبكم لله - لا للدنيا - وإني لأبغض عدوكم، وأبرأ منه، لا لشئ بيني وبينه، وإني لأحلل حلالكم، وأحرم حرامكم، وأنتظر أمركم، فهل ترجو لي الخير، جعلني الله فداك؟.

قال الإمام: أتى أبي رجل، وسأل مثل الذي سألت، فقال له: إن تمت ترد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وعلي، والحسن والحسين، ويثلج قلبك، وتقر عينك، وتستقبل بالروح والريحان، وأنت معنا في السنام الأعلى.

فقال الشيخ: الله أكبر، أنا معكم في السنام الأعلى، وبكى فرحا، وأخذ يد الإمام وقبلها، ثم وضعها على عينيه، ومسح بها وجهه وصدره، ثم قام وودع وخرج، فقال الإمام: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا.

____________

(1) محمد جواد مغنية: فضائل الإمام علي ص 225 (بيروت 1981).

(2) حلية الأولياء 3 / 184.

(3) حلية الأولياء 3 / 183.

الصفحة 30
ويقول الأستاذ مغنية: هذا هو التحديد الصحيح لشيعة أهل البيت، عليهم السلام، يحللون حلالهم، ويحرمون حرامهم، ويحبون من يحبهم، ويبغضون عدوهم في الله، ولله، أما من يحلل اليوم ما حرمه بالأمس، تبعا لشهواته وميوله، أما من يزعم أنه من الشيعة الموالين، وفي الوقت نفسه ينصب العداء للمحبين ويكيد لهم، فليس من الإسلام، ولا التشيع في شئ، بل هو عدو الله ورسوله وأهل بيته.

وقال الإمام الرضا: " من عادى شيعتنا، فقد عادانا، ومن والاهم فقد والانا، لأنهم خلقوا من طينتنا، من أحبهم فهو منا، ومن أبغضهم فليس منا " (1).

وقال الإمام الباقر لشيعته: " إنا لا نغني عنكم من الله شيئا، إلا بالورع، وإن ولايتنا لا تدرك إلا بالعمل، وإن أشد الناس يوم القيامة حسرة، من وصف عدلا، وأتى جورا.

وقال: لا تذوقن بقلة - أي نبتة - ولا تشمها، حتى تعلم ما هي؟ ولا تشرب من سقاء حتى تعلم ما فيه ولا تسير إلا مع من تعرف (2).

>>>>>>


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net