متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
اليتيم
الكتاب : من يعينني ؟    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

سؤال

هل لليتيم تعامل خاص به؟

هل بامكان المربي سد فراغ الوالين او احدهما؟

هل يعتبر وفاة احد الوالدين او كليهما شر للطفل لا يمكن الاستفادة منه؟

هل يصح للمربي أن يعاقب اليتيم مثل اولاده؟

اليتيم

إنّ الطفل اليتيم مثل أي طفل آخر يحتاج في المرحلة الأولى من طفولته والتي تمتد من عمر السنة إلى السبعة سنوات، إلى الحنان والحب لتنمية قدراته النفسية ليصبح بما يتمتّع من قوة النفس فرداً ناجحاً في حياته سوياً في خلقه، وأنّ المصدر الرئيس لإشباع هذه الحاجة عند الطفل هما الوالدان... واليتيم بفقدانه لأحد والديه أو كلاهما، يكون قد حرم من هذا المصدر المهم.

سؤال وجواب

ترى كيف يمكن أن نسدّ هذا الفراغ في حياة اليتيم؟

يمكن للمربّي أن يكون لليتم مصدراً معطاءاً لتلبية حاجته في الحبّ والحنان... كذلك يمكن للأب أن يعوّض فراغ الأم المتوفاة وبالعكس... أو أي شخص آخر.

ما هي حاجة الطفل

فالمهم هو العطاء القلبي للطفل، فحاجة الطفل تكون عادة في القلب الذي يحنو عليه أكثر من حاجته إلى النوع الذي يحنو عليه... فقد تحضن الأم طفلها وتقبله وتتظاهر بحبها إليه، ولكن الطفل لا يمكن أن يتوهّم أبداً، فهو يدرك بغريزته نوع المشاعر التي تكمن في القلب الذي يضمّه إليه ولا ينخدع بالمظاهر... إذن... فالضروري في حياة الطفل هو الشخص الذي يمتلأ قلبه حبّاً له... ولا فائدة مرجوّة من وجود الوالدين أو أحدهما وهما لا يحملان حبّاً لطفلهما.

وفاة الوالدين أو غيابهم

ومن هنا ندرك أنّ موت أو غياب أحد الوالدين لا يعني أبداً انكساراً للطفل وشرّاً يلازم حياته فيما لو تهيّأ من يتكفّل أمره، ولذا نجد أولياء الله ابتداءاً بالنبيّين ومروراً بالأئمة المعصومين وانتهاءاً بالصالحين قد تعرّضوا في صغرهم إلى اليتم.

لذا نجد انّ رعاية اليتيم والحنوا عليه وتكفّل أمره مسألة اعتنى بها الإسلام كثيراً وحمّل مسؤوليتها جميع المسلمين... فالإمام علي(ع) كما لم ينسى أن يوصي محبّيه وأتباعه بالصلاة وعدم الإستهانة فيها، كذلك يوصي باليتيم:

(الله الله في الأيتام فلا تغبّوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتك).

وتؤكّد النصوص الشريفة:

قال رسول الله(ص):

(خير بيوتكم بيت فيه يتيم يحسن إليه).

وعن حبيب بن أبي ثابت أنّه قال جيء بمقدار من العسل إلى بيت المال فأمر الإمام علي(ع) بإحضار الأيتام، وفي الحين كان يقسِّم العسل على المستحقّين، كان بنفسه(ع) يطعم الأيتام من العسل، فقيل يا أمير المؤمنين ما لم يلعقونها؟

فقال(ع): إنّ الإمام أبو اليتامى وإنّما ألعقتهم هذا برعاية الآباء. (البحار/ ج9 ـ ص536)

العقيدة والإهتمام باليتيم

أمّا عدم الإهتمام باليتيم وإهمال وجوده، فهي مسألة يعتبرها الشارع المقدّس أخلاقية لها علاقة صميمية بمعتقدات الفرد... تخبرنا الآية الكريمة المقدسة:

(أرأيت الذي يكذّبُ بالدين، ذلك الّذي يدعّ اليتيم..) (الماعون/1ـ2).

إذن عدم الإعتناء والإكتراث بأمر اليتيم وتحمّل مسؤوليته تنبعث من إنكار الفرد إلى المعاد، اليوم الذي فيه يرى كلّ إنسان جزاء ما أدّى من مسؤولية في الحياة.

ونبقى مع المربي الإسلامي لنؤكّد جانباً آخر في التعامل مع الطفل اليتيم، وهو عدم التمادي في إغراق الطفل بالحبّ والحنان بشكل يتغاضى معه من أظهار خطأه إليه بشكل لطيف كما لو أخطأ أي طفل من أولاد المربّي نفسه.

عقوبة اليتيم

ولقد أشرنا فيما سبق وفي باب العقوبة إنّ أفضل عقوبة تردع الطفل عن الخطا هو تعريفه بخطأه دون استخدام العقوبة المؤذية للجسد مثل الضرب، أو المؤذية للنفس مثل التحقير والتوبيخ، هذا من جانب، إضافة إلى أنّ الإفراط في الرحمة والرأفة التي تدفع الولدان إلى أن يغضّون النظر عن أخطاء أولادهم فتجعل منهم أولاداً مشاكسين متعبين... لذا يؤكّد الربّي الإسلامي إلى كل من يتكفّل أمر اليتيم ويمتلأ قلبه حبّاً وحناناً له أن يتعامل معه كأولاده... جاء في الحديث الشريف، عن مولى المتّقين الإمام علي(ع):

(أدِب اليتيم ممّا تُؤدّب منه ولدك). (الوسائل/ ج5 ـ ص125)  


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net