متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الخوف : الإفراط في حمايته ، إظهار الوالدين مخاوفهم ، مشاكل التغذية والتغوّط والتبوّل ، الإستماع ومشاهدة القصص المخيفة
الكتاب : من يعينني ؟    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

سؤال

ـ طفلي لا أريده جبانا وتزعجني مخاوفه الكثيرة هل بامكاني ان اصيره شجاعا؟

الخوف ليس مرضاً بل هو مفيد ونحتاجه للطفل

لابأس ان يخاف الوالدان من شيء والخطأ في اعلانه للأبناء.

الرياضة للابناء ترف ام مسؤولية يتحملها الوالدان؟.

الخوف

الخوف غريزة فطرية لدى كلّ إنسان، وفائدتها لأجل الحفاظ على نفسه ووقايته من الأخطار... ولذا نحكم غلق أبوابنا خوفاً من اللصوص، ونحفظ طعامنا في المبراد خوفاً من الجراثيم... أمّا الخروج عن هذا الحدّ المعقول بالخوف من صوت الريح أو ظلمة المنزل فهو الجبن الذي تخشى منه السائلة الكريمة... كذلك نقصانه في النفس بعدم الإهتمام بتحصين البيت من اللصوص وهو التهوّر المنبوذ أيضاً.

والخوف عند الطفل بمقدار معقول ضروري ومطلوب، وعلى الوالدين تعليمه لأطفالهما، أمّا زيادته في خوف الطفل من الطير أو الماء أو نقصانه حين يلهو الطفل بحشرة مؤذية تقترب منه، تعدّ من الأمور المزعجة لوالديه، ولأن زيادة الخوف هي الغالبة عند أكثر الأطفال، لذا نود الإشارة إلى أسبابه ضمن المخطط التالي:

أسباب زيادة الخوف عن الطفل في المرحلة الأولى من عمره:

1 ـ الإفراط في حمايته.

2 ـ إظهار الوالدين مخاوفهم.

3 ـ مشاكل التغذية والتغوّط والتبوّل.

4 ـ الإستماع ومشاهدة القصص المخيفة.

الإفراط في حمايته

إنّ بعض الآباء يفرطون في حماية طفلهم خصوصاً البكر، أو الوحيد، أو ولادتهم له بعد انتظار طويل، فلا يمنحونه فرصة لقطع الطريق وحده، ولا يتركونه يلعب إلاّ وأنظارهم تلاحقه إلى غير ذلك، فيشعر الطفل حينئذ بالقلق تجاه الأحداث التي تجري حوله دون رفقة والده حتّى وإن كانت أموراً عادية مثل حركة الطير أو الظلمة.

2ـ إظهار الوالدين مخاوفهم

قد تخاف بعض الأمّهات من صوت الرعد أو الكلب أو حتى الظلمة، وهذا لا يعني بالضرورة انتقال العدوى إلى الأبناء فيما لو أخفت علائم مخاوفها ولم يشعر بها الأبناء، إنّ خوف الوالدين المعلن للابناء يزيد من مخاوفهم مادام سلوك الوالدين وسيلة لتعليم الأبناء ـ كما مرّ معنا ـ.

3ـ مشاكل التغذية والتغوّط والتبوّل

إنّ مشاكل التغذية أو التغوّط والتبوّل التي يتعرّض لها الأبناء في السنوات الثلاث الأولى من عمرهم حين يرفضون السيطرة على أنفسهم في التبوّل والتغوّط أو في عدم الشهوة للطعام، ممّا يدفع الوالدين إلى التعامل معه بصرامة وقسوة، فتثير توتره النفسّي مما يؤدي إلى زيادة مخاوفه إنّ الإستماع إلى القصص المخيفة ومشاهدة المناظر المرعبة من الأسباب التي تزيد في مخاوف الطفل، ومن الحكمة أن تنتبه الأم إلى الحوار أو الحديث الذي يجري بين طفلها وأقرانه، كذلك ضروري متابعته في مشاهدة البرامج التلفزيونية والسينمائية.

كيف يتم علاج الطفل الخائف؟

أمّا كيفية مساعدة الطفل للتغلّب على خوفه الخارج عن الحدود الطبيعية والرجوع به إلى الحدِّ المعقول... يتلخّص فيما يلي:

مساعدة الطفل للتغلّب على خوفه (المرحلة الأولى من عمره):

1 ـ القضاء على أسباب التوتّر في حياته.

2 ـ مساعدته على إيجاد الأصدقاء.

3 ـ ممارسة الرياضية.

4 ـ الإعتراف بخوفه.

القضاء على أسباب التوتّر في حياته

يمكن للوالدين معالجة أسباب التوتّر في نفسيّة الطفل في السبع سنوات الأولى من حياته ـ راجع علاج التوتّر ـ حتّى يمكن الوصول إلى المطلب في معالجة الزيادة أو الحدّ من مخاوفه... فمثلاً إنّ مشاكل التغذية والتغوّط والتبوّل في السنوات الثلاث الأولى من عمره تجعله متوتّراً، والتوتّر يجعله متخوّفاً.

مساعدته على إيجاد الأصدقاء

إن وجود الأصدقاء أمر مهم في حياة الطفل، لأنّ الصديق يزيد في مرحه وأنفراج همّه وزرع الثقة بنفسه من خلال تعزيز وجوده وإثبات ذاته من خلال الصداقة ومن المفروض مساعدة الوالدين أبناءهم في كسب الأصدقاء بفتح المجال لهم لإستقبالهم في بيته أو الذهاب إليهم أو تقديم الهدايا لهم.

ممارسة الرياضة

للرياضة أثر بالغ في تنشيط الجسد واكتساب المرونة، الأمر الذي يساعد على تهدئة الأعصاب المتوتّرة الذي ينسحب أثره على الخوف أيضاً... ولذا اهتمّ المربّي الإسلامي بها، ففي الحديث الشريف:

(علّموا أولادكم السباحة والرماية). (الوسائل/ باب 83)

وحمّل الوالدين مسؤوليتها تجاه أبنائهم.

الإعتراف بخوفه

إنّ الإعتراف بمخاوف الطفل ضروري في علاجه من الخوف... لأنّ الإعتراف واحترام خوفه يزيده ثقة بنفسه، الأمر الذي يجعله قادراً بعض الشيء للتخلّص من وضعه الذي لا يرغب هو فيه أيضاً.

أخيراً

إنّ الآباء وبشكل عام يرغبون في أن يمتلك أبناؤهم الصغار الشجاعة، لذا يحزنهم ازدياد الخوف عند أبنائهم، وفي محاولة منهم لتشجيع أبنائهم يتعاملون معهم وبشكل خاطئ يزيد في نسبة الخوف عندهم... نشير على البعض منها:

الأساليب الخاطئة مع الطفل الخائف في المرحلة الأولى من عمره:

1 ـ السخرية من مخاوفه.

2 ـ إجباره على إخفاء مخاوفه.

3 ـ تقريبه من الشيء الذي يخاف منه.

السخرية من مخاوفه

إنّ السخرية من مخاوف الطفل في مرحلته الأولى تؤذّي مشاعره وتشعره بالإحباط والتحقير، الأمر الذي يزيد في عدم الثقة بنفسه، وبالتالي تزيد مخاوفه في وقت يحاول الوالدان بسخريتهم من مخاوفه علاجه منها.

إجباره على اخفاء مخاوفه

إنّ من القساوة التعامل مع الطفل الخائف بإجباره على إخفاء مشاعره أمام الآخرين، والأجدر بالوالدين أن يكونا معه للتغلّب على مخاوفه لا عليه، فيثقل حمله شاعراً بالإخفاق.

تقريبه من الشيء الذي يخاف منه

إنّ تقريب الطفل من الشيء الذي يخاف منه اسلوب آخر خاطئ في معالجته من الخوف، لأنّه زيد في خوفه.

إنّ أفضل طريقة لتبديد مخاوف الطفل في المرحلة الأولى من عمره هي بمبادرة الأم مثلاً إلى مصدر الخوف ـ الطير أو الظلمة أو الماء ـ مشجّعة إيّاه على أنّ الأمر لا يحتاج إلى كثير من الحذر والحيطة وترغّبة في ان يتقدّم نحوها، مثلاً:

إن كان الطفل يخاف الطير، فحسن بالأم أن تترك الطفل بعيداً عنه حيث يريد وتبادر إلى الطير فتمسكه وتمسح على رأسه قائلة بأنّه لا يؤذّي أحداً، بل مؤنس ولطيف، وتستمر في حديثها حتّى يأتي إليها الطفل دون ضغط عليه.

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net