ما هو التعامل الصحيح مع الطفل في مرحلته الثانية؟
إنّ التعامل الصحيح مع الطفل يكون عبر تعزيز شعوره بالإستقلال... والأخير يأتي عن طريق تحميله مسؤولية فعله، لا كما كان في المرحلة الأولى:
(إنّ السّمْعَ وَالبَصَرَ والفُؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) (الاسراء/36).
ومن هنا كانت العقوبة والتي تعني تحمُّل مسؤولية العمل تعزّز شعوره بالإستقلال، على شرط أن تكون العقوبة وكما ألمحنا سابقا خارجة عن إطار الإيذاء الجسدي والنفسي... وكما قلنا سابقاً إنّ المربّين الجدد يتبنّون هذا المنحى، ففي المنهج التربوي الإسلامي... حيث تبتدئ عندهم المرحلة الإبتدائية في سن السابعة، من العمر، وتتميّز عن التمهيدية وهي المرحلة الأولى من عمر الطفل بأنّها مرحلة تعليم والتزام، الأمر الذي يعني النجاح في الإلتزام أو الفشل وهو العقوبة في المنظور التربوي الاسلامي.
إذن العقوبة تعزّز الشعور بالإستقلال، الذي ينمو في المرحلة الثانية من عمر الطفل، وهو شكل يرتاح له الأبناء، ولذا أكّدت النصوص الشريفة على ضرورة تحميل الطفل المسؤولية في هذه المرحلة بالتأديب (ويؤدّب سبع سنين)... ثمّ أكّدت على كونه عبداً مطيعاً لما يريده الأبوان وهي النتيجة الحتمية التي يصل إليها الأبوان بسبب تعاملهم الصحيح معه في المرحلة الأولى... ومن هنا كان الضرب ـ الخالي من الإيذاء الجسدي أو النفسي ـ عقوبة للولد في المرحلة الثانية بسبب تركه الصلاة كما أكّدت النصوص الشريفة:
قال رسول الله(ص):
(مرّوا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا أبناء سبع سنين وأضربوهم إذا كانوا أبناء سبع سنين).
كما يجب التأكيد على أنّ التعامل الصحيح مع الطفل في مرحلته الأولى تؤهّله لأن يكون في المرحلة الثانية عبداً مؤدّباً، فلا يحتاج معه إلى العقوبة إلاّ في بعض الأحيان لتعديل السلوك.
|