متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
كيفية ترويض الطفل على القيام بالاعمال
الكتاب : من يعينني ؟    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

سؤال

اذا كانت العقوبة لانتفع، فلماذا نجد الاحاديث الشريفة تؤكد على ضرب الاولاد الذين لا يلتزمون باداء الصلاة في السابعة من عمرهم؟

الفشل والنجاح يميز المرحلة الابتدائية عن التمهيدية، فلماذا؟

لا بد من الاهتمام بتعليم الطفل وترويضه في المرحلة الأولى حتى يكون مؤدباً ومطيعاً في المرحلة الثانية.

لماذا يتمرد طفلك في المرحلة الثانية ويبدو قاسياً وجافاً في تصرفاته مع اسرته.؟

القيام بالاعمال

إنّ السنوات السبع الأولى من حياة الطفل مهمّة في التربية الإسلامية وضرورية، وعليها تتركّز شخصية الطفل وأخلاقه في السنوات السبع التالية... ومن الخطأ الجسيم الذي يقع فيه الوالدين هو التزامهم بالمنظور الإسلامي في جوانب معيّنة، تاركين الجوانب الأخرى في التعامل مع الأبناء حسب الذوق الشخصي أو الإجتماعي... مثل أن نضر به لعدم تأديته الصلاة في السابعة من عمره من جهة ولا نشبع حاجته في الحبّ والحنان من جهة ثانية... ولا يصح أبداً أن نلزم الولد في السن الرابعة عشرة من العمر بفهم درس الرياضيات للمرحلة المتوسطة دون أن يقطع المرحلة الإبتدائية بحجّة إنّ هذا العمر (العام الرابع عشر) يدرك هذا المستوى من العلوم... نعم بإمكانه إدراكها فيما لو استوعب المرحلة الإبتدائية التي تمهِّد تفكيره لفهم هذه المرحلة من العلوم.

وعلى هذا الأساس لا يصح أن نضرب الولد لعدم إلتزامه بتأدية الصلاة في السابعة من العمر، حسب نصوص التربية الإسلامية في وقت لم نلتزم بها في المرحة الاولى من حياته... وهنا لا بدّ من تسليط الضوء على كيفية ترويض الطفل على القيام بالأعمال حسب المنظور الإسلامي في التربية وبالتدريج.

كيفية ترويض الطفل على القيام بالاعمال

إنّ النصوص من الأحاديث الشريفة تؤكّد على لعب الطفل وسيادته في المرحلة الأولى من عمره:

(دع ابنك يلعب سبع سنين).

(الولد سيّد سبع سنين).

واللعب يعني عدم تحمُّله لتبعات عمله، وسيادته تعني أنه يطاع فيما يريد أكثر ممّا يطيع فيما يراد منه... وينبغي على الوالدين أن يحقّقوا رغبات أولادهم ومتطلّباتهم ما عدا المضرَّة منها... ولا يفرضان عليه القيام بالاعمال مهما كان نوعها... والفرض يعني تعرض الطفل للعقوبة إن أهمل القيام بالعمل المطلوب منه.

ولا تعني التربية الإسلامية في التأكيد على سيادة الطفل ولعبه في المرحلة الأولى، تركه دون الطلب منه القيام بالأعمال مثل الصلاة... فالطفل حتى السنة الرابعة من عمره يكون مؤهّلاً للترويض على الأعمال مع ملاحظة النقاط التالية:

تأهيل الطفل للقيام بالأعمال من عمر (1 ـ 4 سنين):

1 ـ توفير الفرص المناسبة للعمل.

2 ـ عدم التدخّل أكثر ممّا ينبغي في عمله.

3 ـ مساعدته في إنجاز الأعمال الصعبة.

4 ـ لا يمنع من الأعمال التي يقدر عليها.

لا يمنع من الأعمال التي يقدر عليها

ليس من الصحيح أن يمنع الطفل في سن (1 ـ 4 سنين) من القيام بالاعمال التي يقدر عليها، مثل ارتدائه ملابسه أو حمله بعض الأطباق إلى المائدة أو سقاية أخيه الصغير... وبعض الأمّهات يرفضن مبادرات أطفالهن في هذا العمر بإنجاز بعض الأعمال بحجّة إسراعهن في الإنتهاء من أعمالهن... إنّ مثل هذه التصرّفات تؤثّر على ترويضه في السنوات اللاحقة... ولا بدّ من استجابة رغبة الأطفال في هذا العمر في القيام بالأعمال التي يطلبون إنجازها، وعلى الأم أن تتحلّى بالصبر ريثما تقطف الثمار قريباً.

مساعدته في إنجاز الأعمال الصعبه

حين يمارس الطفل في هذا العمر بعض الأعمال التي يرغب فيها يشعر بالعجز من النجاح في إنجازها... ففي ارتدائه السروال الذي رفض أن تلبِّسه إيّاه أمه... يصل وحده إلى حدّ العجز عن إيجاد المنفذ لإخراج رجله منه... فكيف تتصرّف الأم؟

من الأولى أن تبادر إليه وتعينه بالقدر الذي يمكّنه من النجاح في عمله فقط وتتركه وحده يكمّل عمله... ومن الخطأ توبيخه لإصراره على القيام بالعمل وحده أو تثبيطه ـ كما مرَّ معنا ـ.

عدم التدخل أكثر ممّا ينبغي في عمله

إنّ الطفل في هذا العمر وهو يقوم بعمل يرغب فيه، من الأولى تركه دون توجيه النصائح والإرشادات والتحذيرات والإنذارات... ففي حمله للأطباق ينبغي تركه وشأنه مع مساعدته قليلاً لإنجاح مهمّته في الوصول إلى المائدة بسلام دون فشل، وهكذا في أعماله الأخرى.

توفير الزمن المناسب للعمل

يجدر بالوالدين تشجيع أبنائهم في هذا العمر بالقيام ببعض الأعمال الممكنة وعدم تركهم وشأنهم فيما لو لم يبادروا بأنفسهم (الأطفال) إليها، وذلك بإشراكه في العمل الذي يقم به الأب أو الام، مثل أن يطلب الأب من الطفل أن يأتيه بالمسمار حين يكون مشغولاً بإصلاح أمر في المنزل... أو تطلب الأم منه أن يأتيها بالملعقة حين تقوم بتحضير المائدة؟ أو إعداد الطعام... أو وضع ثيابه أو حذائه بجانبه وتشجيعه على ارتدائه.. وهكذا.

أمّا في السن ما بين الرابعة والسادسة فهي مرحلة أخرى يصل إليها الطفل وهي مرحلة التعويد على ممارسة الأعمال... وهي كالتالي:

تعويد الطفل على ممارسة الأعمال (الطفل 4 ـ 6 سنين):

1 ـ إنجاز العمل عن طريق اللعب.

2 ـ الطلب منه بمرح.

إنجاز العمل عن طريق اللعب

إنّ الطفل في السن ما بين الرابعة والسادسة ينبغي أن يقوم بالأعمال يومياً ويتعوّد على ذلك... ولكن دون إكراهه عل العمل، كما تؤكّد التربية الإسلامية على سيادته ولعبه في هذه المرحلة... ولذا يجب أن يروّض الطفل ويتعوّد على القيام بالعمل عن طريق اللعب أيضاً، في أن تقول له الأم مثلاً: ما رأيك لو تسابقنا فيمن يسبق أوّلاً في الإنتهاء من عمله أنا ام أنت... فأنا أُنطِّف الغرفة وأنت ترجع ألعابك إلى مكانها... أو تقول له: إنّ هذه القطعة من الحلوى سوف تكون نصيب من لا ينسى صلاته لهذا اليوم.

وهكذا يحاول الوالدان ابتكار الأساليب المتعدّدة لحمل الطفل على إنجاز الأعمال المطلوبة عن طريق اللعب (دون الفرض).

الطلب منه بمرح

إنّ الغضب والعبوس وتقطيب الحاجبين بوجه آخر تعدُّ أحد أنواع العقوبة حسب النصوص الإسلامية، وهي إحدى وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... ولذا لا يجوز استعمالها مع الطفل في المرحلة ما بين الرابعة والسادسة... لأنّه في هذه المرحلة يكون الطفل غير مكلّف بإنحاز ايّ عمل في منظور المربّي الإسلامي... وينبغي من الوالدين حين الطلب من الطفل القيام بعمل أن يكون بوجه مرح وهادئ.

الخلاصة

إنّ النظم الوضعية تلتزم بما أقرَّته التربية الإسلامية في المرحلة الأولى من عمر الطفل بما يلي:

1 ـ ترويضه على القيام بالأعمال.

2 ـ عدم توجيه العقوبة إليه.

فالمرحلة الدراسية التمهيدية (قبل السابعة من العمر) تلزم الطفل بإنحاز بعض الواجبات المدرسية وتشجيعه على إنجازها بأحسن وجه... ولكنّها لا تعاقبه على الخطأ أو التقصير... أي ليس في المرحلة التمهيدية فشل ونجاح للطلاّب، الأمر الذي يعني عدم صلاحية الطفل لتحمّل مسؤولية الدراسة كما عليه في المرحلة الإبتدائية والتي تبدأ في السن السابعة من العمر.

أمّا في السن السابعة إلى الرابعة عشرة من العمر وهي المرحلة الثانية من حياة الطفل التي تختلف تماماً عن المرحلة الأولى، وسوف نأتي غليها بشيء من التفصيل... يكون القيام بالعمل كالآتي:

القيام بالأعمال عندما يكون الطفل في سن (7 ـ 14)

1 ـ ينجز العمل الذي تعوّد عليه (العادات قاهرات)

إنّ تسلسل الوالدين مع الطفل وحسب توجيه المربّي الإسلامي في حمله على القيام بالأعمال من خلال ترويضه في سن (1 ـ 4 سنين)، وتعويده في سن (4 ـ 6 سنين)، يجعل الطفل في عمر السابعة إلى الرابعة عشرة مؤهّلاً للقيام بالأعمال حتى وبدون طلب من والديه... ذلك لأن العادات قاهرات... ولقد تعوّد الطفل وبصبر والديه في المرحلة الأولى عليه إلى الوصول إلى المرحلة التي تجعلهم يقطفون ثمارها... فما أحلى أن يقوم الطفل بالعمل وحده دون تعب بالطلب منه.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net