متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
وأد الغريزة : سلوك الوالدين ، القصص الهدّامة ، الإكراه في الكرم
الكتاب : من يعينني ؟    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

وأد الغريزة

ومن خلال سلوك الوالدين والإستفادة من بعض القضايا والحوادث التي يمرُّ بها الطفل وأخرى غيرها يمكن إنماء غريزة حبّ الناس الوليدة في كل طفل... كما نحذِّر في الوقت نفسه من وأد هذه الغريزة التي تؤدّي بالطفل مستقبلاً إلى الشقاء... فلا يمكن العيش براحة واستقرار والقلب لا يمتلك حبّاً للآخرين... أمّا كيف نميت هذه الغريزة عند أطفالنا، فتكون بالشكل الآتي:

وأد غريزة حب الناس

1 ـ سلوك الوالدين.

2 ـ القصص الهدّامة.

3 ـ الإكراه في الكرم.

التعلّم من الوالدين

سلوك الوالدين مرة أخرى يفرض وجوده في التعليم، ولكنّه في هذه المرّة ذو بعد سلبي، حيث يقتل الغريزة الإنسانية بدل أن يرعاها... فالأم مثلاً حين ترفض من طفلها الذي يصرّ على ارتداء سروال الصوف في فصل الصيف بقولها له: إنّ الناس تضحك عليك حين يشاهدونك وأنت بهذا الشكل.

وحين تخشى عليه من الذهاب وحده لشراء حاجة، تقول له: إن ذهبت وحدك فسوف يختطفونك ويسرقون ما عندك.

إنّ هذه الأقاويل وغيرها مع فرض صحّتها لكنّها تميت علاقته مع الناس وتثبت في نفسه حقداً عليهم لأنّهم يقفون حائلاً دون تحقيق رغباته... والأجدر بالآباء أن يمنعوا أبناءهم بأعذار أخرى ليس لها آثار سلبية على الطفل وبالخصوص في المرحلة الأولى من عمره.

كذلك حين تبدي الأم ضجرها من كل الضيوف الزائرين... أو تجهد نفسها وأفراد عائلتها بترتيب وتنظيم البيت لإستقبال الضيوف اتّقاء لكلام الناس عليها... مع أحاديثها المتواصلة عن الشرورو التي تتلقّاها من الناس وصمتها عن كثير من المعروف الذي أسدى إليها... كل هذه التصرّفات تعكس للطفل الصغير أنّ الناس مصدر للشر والأذى دوماً.

أثر القصص الهدّامة

إنّ للقصة أثراً بالغاً على نفسيّة الطفل في مرحلة حياته الأولى، والقصة حين يستمع الطفل إليها مثل البذر الذي يستقرّ في التربة ليثمر بعد حين... وينبغى على الوالدين التفكّر بهدف القصة قبل سردها للطفل... وقراءة بسيطة لقصّة ليلى والذئب التي يعرفها أكثر أطفالنا مثلما يعرفون أسماءهم... تجد أنّها تصور الناس بأنّهم يظهرون لك الحبّ والولاء ويضمرون لك الشرّ والعداء... من خلال شخصيّة الذئب الذي تمثّل بصورة الجدّة المحبّة للأطفال... كذلك قصّ جحا والحمار التي تصوّر الناس بأنّهم يتصيّدون حركات الأفراد للحديث عنهم بسوء، ولا بدّ من اتّقاء شرورهم التي تلاحقك في كلّ حركة صحيحة أو خطأ... وقصة قطر الندى التي يتمركز محورها حول شخصية (زوجة الأب) المؤذية الحقودة... التي تجعل الطفل قلقاً من أمثال هذه الشخصيات التي قد يبتلى بها... والأجدر بالأدب القصصي أن يعكس صورة زوجة الأب بالمربّية الحنونة التي تحبُّ الأطفال وترعاهم.

الإكراه في الكرم

كثير من الآباء يفرضون حالة الكرم على أطفالهم الصغار... فالصغير حين يحمل قطعاً من الحلوى أو يلهو بلعبته المفضّلة... فتبادر الأم حين مرورهاً بصديقة مع طفلها، أو تزورها إحدى الصديقات بأن يعطيه جزء من قطعة الحلوى أو يشاركه في اللعب... ويرفض طفلها وتلحُّ عليه كثيراً حتّى يخشى غضبها فيعطيه ويشاركه... إنّ فرض الكرم على الطفل لا يخلق عنده خلق الكرم كما يتصوّر الوالدان... بل تبعث في نفسه كراهيةً وحقداً للناس.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net