متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الغيرة
الكتاب : من يعينني ؟    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق
سؤال

ان بيتي حجيم لا يطاق نتيجة شجار الاولاد فيما بينهم.. واتساءل هل كل البيوت مثل بيتنا.. أم السبب في كثرة الأولاد.. هل من علاج؟

هل تعلم ان الغيرة احد أهم اسباب الشجار بين الأخوة؟

تتصور اكثر الامهات ان الغيرة تختفي من حياة الأبناء في الكبر وهو خطأ بل تختفي مظاهرها الطفولية فقط لتأخذ لها مظاهر أخرى.

هل ان النبي يعقوب(ع) هو السبب وراء حقد ابنائه على يوسف.

لا يصح أن تقولي لطفلك إن هذه هدية لك من أخيك الوليد.

الغيرة

إنّ كثرة الأولاد ليست سبباً في شجار الإخوة فيما بينهم كما تتصوّر بعض الأمّهات الكريمات... بل الغيرة أحد أهم أسباب العراك بين أفراد الأسرة... والغيرة من الأمراض التي تدخل بيوتنا بدون إذن وتسلب راحتنا... ولذا ينبغي الحرص على سلامة صحة الطفل النفسية في السبع سنوات الأولى من عمره أكثر من الإهتمام بصحّته الجسدية... وكثير من الأمراض الجسدية التي تصيب الطفل في هذه المرحلة تكون نتيجة لسوء صحّته النفسية... والغيرة من الأمراض النفسية الخطيرة التي تصيب الطفل في المرحلة والأولى من حياته نسبة إلى غيرها من الأمراض، كالكذب والسرقة وعدم الثقة بالنفس... فالغيرة تسلب قدرة الطفل وفعاليته وحيويته كالسرطان للجسد.

ويمكن للوالدين تشخيص المرض عند أطفالهم من معرفة مظاهره ودلائله... فكما إنّ الحمّى دليل إلتهاب في الجسم... كذلك للغيرة علائم بوجودها نستدلّ عليها... ومن هذه الظواهر:

مظاهر الغيرة في الطفل (المرحلة الأولى):

1 ـ الشجار بين الاخوة.

2 ـ البكاء لأتفه الأسباب.

3 ـ الإنزواء وترك الإختلاط.

4 ـ العبث في حاجات البيت.

إنّ الشجار بين الإخوة من أبرز معالم مرض الغيرة... وكذلك بكاء الصغير لأتفه الأسباب، فقد نجده في بعض الاحيان يبكي ويعلو صراخه لمجرّد استيقاظه من النوم، أو لعدم تلبية طلبه بالسرعة الممكنة، أو لسقوطه على الأرض... أمّا العبث في حاجات المنزل فهو مظهر آخر للغيرة التي تحرق قلبه وبالخصوص حين ولادة طفل جديد في الأسرة... أمّا الإنزواء وترك مخالطة الآخرين فهو أخطر مرحلة يصل إليها المريض في وقت يتصوّر فيه الوالدان أنّه يلعب ويلهو ولا يودّ الإختلاط مع أقرانه، وإنّ له هواية معيّنة تدفعه إلى عدم اللعب معهم، أو إنّه هادئ ووديع يجلس طوال الوقت جنب والديه في زيارتهم للآخرين... ولا يعلم الوالدان أنّ الغيرة حين تصل إلى الحدّ الأعلى تقضي على مرحه وحيويته تاركاً الإختلاط مع الآخرين ومنطوياً على نفسه.

إن الغيرة وأي مرض نفسي أو جسدي لا بد أن يأتي عارضاً على سلامتنا، ولا يمكن أن يكون فطرياً... فالسلامة هي أصل للخلقة وهي من الرحمن التي ألزم الله بها نفسه عزّ وعلا:

(كتب ربّكم على نفسه الرحمة). (سورة الأنعام/ الآية54)

والغيرة تبدو واضحة للوالدين في الطفل في مرحلته الأولى... وتختفي مظاهرها (فقط) بعد السابعة، حيث يتصّور الوالدان أن طفلهما أصبح كبيراً لا يغار وهو خطأ... فالطفل في المرحلة الثانية من حياته يقل اهتمامه واعتماده على والديه ويجد له وسطاًغير الأسرة بين أصدقائه ورفاقه في المدرسة أو الجيران... ولا تنعكس مظاهرها إلاّ في شجاره مع إخوته في الأسرة... أمّا في المجتمع فله القسط الأوفر من آثار الغيرة التي يصاب بها الأبناء.

أمّا أسباب الغيرة عند الطفل في المرحلة الأولى من عمره، فهي كالتالي:

أسباب الغيرة عن الطفل:

1 ـ الاهتمام بواحد وتجاهل الآخر.

2 ـ المقارنة بين الأبناء.

إنّ الكائن البشري صغيراً أم كبيراً، إمرأة أو رجلاً أسود أو أبيض... يمتلك قيمة وجودية من خلال سجود الملائكة له:

(وإذ قلنا للملائكة آسجدوا لآدَم). (البقرة/34)

إضافة إلى أنّ كل المخلوقات جاءت لتأمين احتياجاته ومسخّرة لخدمته:

(وسَخَّر لّكُمْ ما فيِ السموات وما في الأرض جميعاً منه). (سورة الجاثية/ الآية12)

وفي الحديث القدسي:

(يا ابن آدم خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي).

وقيمة أخرى إنّه يحمل نفحة من روح الله بخلاف الكائنات الأخرى:

(فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي). (سورة ص/ الآية72)

ولأهميّه وجود الكائن الإنساني اختصّت به أحكام إلهيّة منذ ولادته، مثل حرمة قتله ووجوب دفع الديّة حين تعرّضه لأيّ أذى مثل خدشه أو جرحه، أو جنونه وحتّى الطريق الذي يسير فيه لا يجوز تعريضه للأذى فيه بأن ترمي الأوساخ فيه أو تقطع الطريق بسيارة أو حاجة، حتى وقوفك للصلاة فيه... إلى غير ذلك من الأحكام الشرعية التي تعكس لنا مدى اهتمام الخالق بوجود الإنسان ووجوب احترامنا له.

وحين يتعرّض الطفل إلى تجاهل الآخرين يبرز العناد كوسيلة دفاعية لما يتعرّض له من أذى في عدم الإهتمام به... كذلك حين يهتمّ الوالدان بواحد ويتجاهلان الآخر... ولقد رفض المربّي الإسلامي هذا التعامل مع الأبناء لأنّه يزرع الحقد في قلبه لأفراد أسرته وحتى لأبويه وللناس... فلقد أبصر رسول الله(ص) رجلاً له ولدان فقبّل أحدهما وترك الآخر... فقال رسول الله(ص):

(فهلاّ واسيت بينَهُما). (من لا يحضره الفقيه/ ج3)


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net