تمتلك النفس الإنسانية نوعين من الغرائز مادية ومعنوية، وفائدتهما لدفع الإنسان نحو النشاط الفكري والعملي... فالغريزة المادية تدفعه نحو تناول الطعام وشرب الماء والهروب من العدو وإلى ممارسة الجنس وإلى كل نشاط يشترك فيه مع الحيوان... أمّا المعنوية فتدفعه إلى طلب العلم وحبُّ الخير والتضحية في سبيل الآخرين وإلى كلّ نشاط يميّزه عن الحيوان.
والغرائز المادية تنمو وتكبر ولا تحتاج إلى رعاية واهتمام لإنمائها... وعلى صاحبها أن يلزمها حدّ الإعتدال فلا تضعف (الغريزة) فيكون مريضاً موجعاً كالّذي لا يملك شهوة نحو الطعام أو الجنس، وكذلك يجب عدم تركها تكبر وتخرج عن حدّ الاعتدال فيكون صاحبها منهوماً وشرهاً.
أمّا المعنوية فهي لا تنمو وتكبر إلاّ برعاية وعناية بالغة، وليس فيها حدّ للإعتدال، بل المطلوب إنماؤها في نفسه ولو كانت به خصاصة.
ومن خلال إلزام الغرائز المادية حدّ الإعتدال وإنماء الغرائز المعنوية نحصل على سعادتنا في الحياة الدنيا والآخرة ونتخلّص من الألم والعذاب فيهما... وتكون بالتربية الصحيحة للنفس التي عبّر رسولنا الأكرم محمّد(ص) عن هذا العمل بأنّه الجهاد الأكبر مقابل جهاد الأعداء.
|