المدخل
ما هو الجواب؟
كيف نحصل على السعادة؟
كيف نتخلّص من الألم؟
الجميع يسأل باختلاف ألوانهم وأديانهم... وتهمّهم الإجابة التي عليها يتحدّد سلوكهم وحركتهم وكدّهم... فهل يكفي ان نأكل ما نشتهيه ونفعل ما نريد حتّى نحصل على السعادة؟ وهل يكفى أن لا نجوع ولا نعرى حتّى نتخلّص من الألم؟
الجميع يقول لا.
فالسعادة عند الجميع ليست محصورة في إشباع حاجات البدن والجسد... بل تتعدّى إلى إشباع الحاجات النفسية... فما أسعدنا حين تكون يدنا مبسوطة تلبّي حاجات الفقير.
وما أبهجنا في إيثارنا غيرنا على أنفسنا.
إنَّ سعادة النفس هي الأساس في سعادة البدن وليس العكس... فالزوجة حين يغدق الزوج عليها بما تختار من الأطعمة، وما يحلو لها من الملابس، وما غلا من الحلي، ولكنّه لا يسمعها كلمات الحب، ويخلو حديثه من الكلمة الحلوة... مقابل أخرى يتعذّب جسدها في خشونة العيش لفقر زوجه وقلّة ما عنده ولكنّه يغدقها بالحبِّ والعشق... أنّنا لو تخيّرنا بين حياة المرأتين لفضّلنا الثانية لما فيها من حلاوة مع علمنا بعذاب الجسد مقابل الأخرى التي يتنعّم جسدها وتتعذّب نفسها... لأنّ سعادة النفس تطغى على الجسد وتريحه، ولكن الجسد حين يسعد لا يؤثر على إسعاد النفس إلاّ بشكل بسيط جداً... ولذا أصبح من الضروري الإهتمام بالنفس ومعرفة كيفية الحصول على سعادتها وقايتها من الألم.
|