متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
ضيفنا في الغرفة
الكتاب : أروع القصص في من رأى المهدي عليه السلام    |    القسم : مكتبة القُصص و الروايات

 

الحكاية الرابعة والخمسون

ضيفنا في الغرفة

 

 

قال العالم الفاضل المتقي الميرزا محمد تقي بن الميرزا كاظم الميزرا عزيز الله بن المولى محمد تقي المجلسي رحمهم الله سبط العلامة المجلسي الملقب بالألماسي في رسالة بهجة الأولياء كما نقله عنه تلميذه المرحوم الفاضل البصير الألمعي السيد محمد باقر بن السيد محمد شريف الحسيني الأصفهاني في كتاب نور العيون: حدثني بعض أصحابنا عن رجل صالح من أهل بغدا، قال: إني كنت قد سافرت في بعض السنين مع جماعة فركبنا السفينة وسرنا في البحر بعد مدة إلى جزيرة فسرت في أطراف الجزيرة فوصلت بعد اليأس من الحياة إلى صحراء فيها جبل عظيم.

 

فلما وصلت إليه رأيته محيطاً بالبحر إلا طرفاً منه يتصل بالصحراء واشتممت منه رائحة الفواكه ففرحت وزاد شوقي وصعد قدراً من الجبل حتى إذا بلغت إلى وسطه في موضع أملس مقدار عشرين ذراعاً لا يمكن الاجتياز منه أبداً فتحيرت في أمري فصرت أتفكر في أمري فإذا أنا بحية عظيمة كالأشجار العظيمة تستقبلني في غاية السرعة ففرت منها منهزماً مستغيثاً بالله تبارك وتعالى في النجاة من شرها كما نجاني من الغرق.

 

فإذا أنا بحيوان شبه الأرنب قصد الحية مسرعاً من أعلى الجبل حتى وصل إلى ذنبها فصعد منه حتى إذا وصل رأس الحية إلى ذلك الحجر الأملس وبقي ذنبه فوق الحجر وصل الحيوان إلى رأسها وأخرج من فمه حمة مقدار أصبع فأدخلها في رأسها ثم نزعها وأدخلها في موضع أخرى منها وولى مدبراً فماتت الحية في مكانها من وقتها وحدث فيها عفونة كادت نفسي أن تطلع من رائحتها الكريهة فما كان بأسرع من أن ذاب لحمها وسال في البحر وبقي عظامها كسلم ثابت في الأرض يمكن الصعود منها.

 

فتفكرت في نفسي: وقلت إن بقيت هنا أموت من الجوع فتوكلت على الله في ذلك وصعدت منها حتى علوت الجبل وسرت من طرف قبلة الجبل فإذا أنا بحديقة بالغة حد الغاية في الغضارة والنضارة والطراوة فسرت حتى دخلتها وإذا فيها أشجار مثمر كثيرة وبناء عال مشتمل على بيوتات وغرف كثيرة في وسطها.

 

فأكلت من تلك الفواكه واختفيت في بعض الغرف وأنا أتفرج الحديقة وأطرافها فإذا أنا بفوارس قد ظهروا من جانب البر قاصدي الحديقة يقدمهم رجل ذو بهاء وجمال وجلال وغاية من المهابة يعلم من ذلك أنه سيدهم فدخلوا الحديقة ونزلوا من خيولهم وخلو سبيلها وتوسطوا القبر فتصدر السيد وجلس الباقون متأدبين حوله.

 

ثم أحضروا الطعام فقال لهم ذلك السيد: أن لنا في هذا اليوم ضيفاً في الغرفة الفلانية ولا بد من دعوته إلى الطعام فجاء بعضهم في طلبي فخفت وقلت: أعفني من ذلك فأخبر السيد بذلك فقال: اذهبوا بطعامه إليه في مكانه ليأكله فلما فرغنا من الطعام أمر بإحضاري وسألني عن قصتي فحكيت له القصة فقال: أتحب أن ترجع إلى أهلك؟ قلت: نعم فأقبل على واحد منهم، وأمره بإيصالي إلى أهلي فخرجت وأنا وذلك الرجل من عنده.

 

فلما سرنا قليلاً قال لي الرجل: انظر فهذا سور بغداد! فنظرت إذا أنا بسوره وغاب عنب الرجل فتفطنت من ساعتي هذه، وعلمت أني لقيت سيدي ومولاي (ع) ومن سوء حظي حرمت من هذا الفيض العظيم فدخلت بلدي وبيتي في غاية من الحسرة والندامة.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net