متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
بعمل الاستجارة رأى المهدي (ع)
الكتاب : أروع القصص في من رأى المهدي عليه السلام    |    القسم : مكتبة القُصص و الروايات

 

الحكاية التاسعة والأربعون
بعمل الاستجارة رأى المهدي (ع)

 

 

قال صحاب كتاب (النجم الثاقب) روى لي رجل قصة رؤيته للإمام المهدي (ع) فقال ما معناه:

 

إني كنت كثيراً ما أسمع من أهل المعرفة والديانة أن من لازم عمل الاستجارة في مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متوالية بنية رؤية الإمام المنتظر (ع) وفق لرؤيته وإن ذلك قد جرب مراراً فاشتاقت نفسي إلى ذلك ونويت ملازمة عمل الاستجارة في كل ليلة أربعاء ولم يمنعني من ذلك شدة حر ولا برد وأنا ملازم الاستجارة حتى مضى لي ما يقرب من مدة سنة وأنا ملازم لعمل الاستجارة وأبات في مسجد الكوفة على القاعدة المتعارفه.

 

ثم إني خرجت عشية يوم الثلاثاء على عادتي وكان الزمان شتاء، وكانت تلك العشية مظلمة جداً لتراكم الغيوم مع قليل المطر فتوجهت إلى المسجد وأنا مطمئن بمجيء الناس على العادة المستمرة حتى وصلت إلى المسجد وقد اشتد الظلام وكثر الرعد والبرق حتى وصلت إلى المسجد وأخذني الرعب من الوحدة لأني لم أصادف في المسجد الشريف أحداً أصلاً حتى أن الخادم المقرر للمجيء ليلة الأربعاء لم يأتي تلك الليلة.

 

فاستوحشت لذلك للغاية ثم قلت في نفسي ينبغي أن أصلي المغرب واعمل عمل الاستجارة عجالة وأمضي إلى مسجد الكوفة فصرت نفسي وقمت إلى صلاة المغرب فصليتها ثم توجهت لعمل الاستجارة وصلاتها ودعائها وكنت أحفظة.

 

فبينما أنا في صلاة الاستجارة إذ حانت مني التفاتة إلى المقام الشريف المعروف بمقام صاحب الزمان (ع) وهو في قبلة مكان المصلي فرأيت فيها ضياء كاملاً وسمعت فيه قراءة مصل فطابت نفسي وحصل كمال الأمن والاطمئنان وظننت أن في المقام الشريف بعض الزوار وأنا لم أطلع عليهم وقت قدومي إلى المسجد فأكملت عمل الاستجارة وأنا مطمئن القلب.

 

ثم توجهت نحو المقام الشريف ودخلته ورأيت فيه سيداً جليلاً مهاباً أهل العلم وهو قائم يصلي فارتاحت نفسي إليه وأنا أظن أنه من الزوار الغرباء لأني تأملته في الجملة فعلمت أنه (ليبس) من سكنة النجف الأشرف.

 

فشرعت في زيارة مولانا الحجة سلام الله عليه عملاً بوظيفة المقام، وصليت صلاة الزيارة فلما فرغت أردت أن أكلمه في المضي إلى مسجد الكوفة فهبته وأكبرته وأنا أنظر إلى خارج المقام فأرئ شدة الظلام واسمع صوت الرعد والمطر فالتفت إلي بوجهه الكريم برأفة وابتسام وقال لي: تحب أن تمضي إلى مسجد الكوفة؟ فقلت: نعم يا سيدنا! عادتنا أهل النجف إذا تشرفنا بعمل هذا المسجد نمضي إلى مسجد الكوفة ونبات فيه لأن فيه سكانا ًوخداماً وماء.

 

فقام، وقال: قم نمض إلى مسجد الكوفة فخرجت معه وأنا مسرور به وبحسن صحبته فمشينا في ضياء وحسن هواء وأرض يابسه لا تعلق بالرجل وأنا غافل عن حال المطر والظلام الذي كنت أراه حتى وصلنا إلى باب المسجد وهو –روحي فداه- معي أنا في غاية السرور والأمن بصحبته ولم أر ظلاماً ولا مطراً.

 

فطرقت الباب الخارجة عن المسجد وكانت مغلقة فأجابني الخادم من الطارق؟

 

فقلت: افتح الباب فقال من أين أقبلت في هذه الظلمة والمطر الشديد؟

 

فقلت: من مسجد السهلة فلما فتح الخادم الباب التفت إلى ذلك السيد الجليل فلم أراه وإذا بالدنيا مظلمة وأصابني المطر! فجعلت أنادي يا سيدنا يا مولانا! تفضل فقد فتحت الباب ورجعت إلى ورائي أتفحص عنه وأنادي فلم أر أحد أصلاً وأضرر بي الهواء والمطر والبرد في ذلك الزمان القليل، وجعلت ألوم نفسي على عدم غفلتي وكأني كنت نائماً فاستيقظت وجعلت ألوم نفسي على عدم التنبه لما كمنت أرى من الآيات الباهرة وأتذكر ما شاهدته وأنا غافل من كراماته: من الضياء العظيم في المقام الشريف مع أني لم أر سراجاً ولو كان في ذلك المقام عشرون لما وفى بذلك الضياء وذكرت أن ذلك السيد الجليل سماني باسمي مع أني لم أعرفه ولم أره قبل ذلك.

 

وتذكرت أني لما كنت في المقام كنت انظر إلى فضاء المسجد فأرى الظلام الشديد وأسمع صوت المطر والرعد وإني لما خرجت من المقام مصاحباً له (ع) كنت أمشي في ضياء بحيث أرى موضع قدمي والأرض يابسة والهواء عذب حتى وصلنا إلى باب المسجد ومنذ فارقني شاهدت الظلمة والمطر وصعوبة الهواء إلى غير ذلك من الأمور العجيبة التي أفادتني اليقين بأن الحجة صاحب الزمان (ع) الذي كنت أتمنى من فضل الله التشرف برؤيته وتحملت مشاق عمل الاستجارة عند قوة الحر والبرد لمطالعة حضرته (ع) فشكرت الله تعالى شأنه والحمد لله.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net