متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
قصة الحاج علي البغدادي
الكتاب : أروع القصص في من رأى المهدي عليه السلام    |    القسم : مكتبة القُصص و الروايات

 

الحكاية الرابعة والأربعون
قصة الحاج علي البغدادي

 

 

نقل الحاج علي البغدادي أيده الله قائلاً:اجتمع في ذمتي ثمانون توماناً من مال الإمام (ع) فذهبت إلى النجف الأشرف فأعطيت عشرين توماناً منه لجناب علم الهدى والتقى الشيخ مرتضى أعلى الله مقامه وعشرين توماناً إلى جناب الشيخ محمد حسين المجتهد الكاظمي وعشرين توماناً وعشرين توماناً لجناب الشيخ محمد حسن الشروقي وبق في ذمتي عشرون توماناً كان في قصدي أن أعطيها إلى جناب الشيخ محمد حسن الكاظمي آل ياسيني ايده الله عند رجوعي فعندما رجعت إلى بغداد كنت راغباً في التعجيل بأداء ما بقي في ذمتي فتشرفت في يوم الخميس بزراية الإمامين الهمامين الكاظمين (عليها السلام) وبعد ذلك ذهبت إلى خدمة جناب الشيخ سلمه الله وأعطيته مقداراً من العشرين توماناً وواعدته بأني سوف أعطي الباقي بعدما أبيع بعض الأشياء تدريجياً وأن يجيزني أن أوصله إلى أهله وعزمت على الرجوع إلى بغداد في عصر ذلك اليوم وطلب جناب الشيخ مني أن أتأخر فاعتذرت بأن علي أن أوفي عمال النسيج أجورهم فإنه كان من المرسوم أن أسلم أجرة الأسبوع عصر الخميس فرجعت وبعد أن قطعت ثلث الطريق تقريباً رأيت سيداً جليلاً قادماً من بغداد من أمامي فعندما قرب مني سلم علي وأخذ بيدي مصافحاً ومعانقاً وقال: أهلاً وسهلاً وضمني إلى صدره وعانقني وقبلني وقبلته وكان على رأسه عمامة خضراء مضيئة مزهرة وفي خده المبارك خال أسود كبير فوقف وقال: حاج علي على خير على خير أين تذهب؟

 

قلت: زرت الكاظمين (عليهما السلام) وأرجع إلى بغداد.

 

قال: هذه الليلة ليلة الجمعة فارجع.

 

قلت: لا ياسيدي لا أتمكن.

 

فقال: في وسعد ذلك فارجع حتى أشهد لك بأنك من موالي جدي أمير المؤمنين (ع) ومن موالينا ويشهد لك التاريخ كذلك فقد قال تعالى: ﴿وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ﴾.

 

وكان ذلك منه إشارة إلى مطلب كان في ذهني ان ألتمس من جناب الشيخ أن يكتب لي شهادة بأني من موالي أهل البيت عليهم السلام لأضعها في كفني.

 

فقلت: أي شيء وكيف تشهد لي؟

 

قال: من يوصل حقه إليه كيف لا يعرف من أوصله؟

 

قلت: أي حق؟

 

قال: ذلك الذي أوصلته إلي وكيلي.

 

قلت: من هو وكيلك.

 

قال: الشيخ محمد حسن

 

قلت: وكيلك؟

 

قال: وكيلي.

 

وكان قد قال الجناب الأقا السيد محمد وكان قد خطر في ذهني إن هذا السيد الجليل يدعوني باسمي مع أني لا أعرفه فقلت في نفسي لعله يعرفني وأنا نسيته ثم قلت في نفسي أيضاً: أن هذا السيد يريد مني شيئاً من حق السادة وأحببت أن أوصل إليه شيئاً من مال الإمام (ع) الذي عندي.

 

فقلت: يا سيد بقي من عندي شيء من حقكم فرجعت في أمره إلى جناب الشيخ محمد حسن لأؤدي حقكم يعنى السادات بإذنه.

 

فقلت: هل قبل الذي أديته؟

 

فقال: نعم

 

خطر في ذهني أن هذا السيد يقول بالنسبة إلى العلماء الأعلام (وكلائنا) فاستعظمت ذلك فقلت: العلماء وكلاء في قبض حقوق السادات وغفلت.

 

ثم قال: ارجع زر جدي.

 

فرجعت وكانت يده اليمنى بيدي اليسرى فعندما سرنا رأيت في جانبنا الأيمن نهراً ماؤه أبيض صاف جار وأشجار الليمون والنارنج والرمان والعنب وغيرها كلها مثمرة في وقت واحد مع أنه لم يكن موسمها وقد تدلت فوق رؤوسنا.

 

قلت: ما هذا النهر وما هذه الأشجار؟

 

قال: إنها تكون مع كل من يزورنا ويزورنا ويزور جدنا من موالينا.

 

فقلت: أريد أن أسألك؟

 

قال: أسال.

 

قلت: كان الشيخ المرحوم عبدالرزاق رجلاً مدرساً فذهبت عنده يوماً فسمعته يقول: لو أن أحداً كان عمره كله صائماً قائماً ليله وحج أربعين حجة وأربعين عمره ومات بين الصفا والمروة ولم يكن من موالي أمير المؤمنين (ع) فليس له شيء؟

 

قال: نعم والله ليس له شيء.

 

فسألته عن بعض أقربائي هل هو من موالي أمير المؤمنين (ع)؟

 

قال: نعم، هو وكل من يرتبط بك.

 

فقلت: سيدنا إلى مسألة.

 

قال: أسأل.

 

قلت: يقرأ قراء تعزية الحسين (ع) إن سليمان الأعمش جاء عند شخص وسأله عن زيارة سيد الشهداء (ع) فقال: بدعة فرأى في المنام هودجاً بين الأرض والسماء فسأل من في الهودج؟ فقيل له فاطمة الزهراء وخديجة الكبرى (عليهما السلام) فقال: إلى أين تذهبان؟ فقيل إلى زيارة الحسين (ع) في هذه الليلة فهي ليلة الجمعة ورأى رقاعاً تتساقط من الهودج مكتوب فيها أمان من النار لزوار الحسين (ع) في ليلة الجمعة أمان من النار يوم القيامة فهل هذا الحديث صحيح؟

 

قال: نعم صحيح وتام.

 

قلت: سيدنا يقولون من زار الحسين (ع) ليلة الجمعة فهي له أمان.

 

قال: نعم والله (جرت الدموع من عينيه المباركتين وبكى).

 

قلت: سيدنا مسألة.

 

قال: أسأل.

 

قلت: زرنا الإمام (ع) سنة تسع وستين ومائتين وألف (1269) وألقينا بأحد الأعراب الشروقين من سكان البادية في الجهة الشرقية من النجف الأشرف في درود واستضفناه وسألنا كيف هي ولاية الرضا (ع)؟

 

قال: الجنة ولي خمسة عشر يوماً أكل من مال مولاي الإمام الرضا (ع) فكيف يجرؤ منكر ونكير أن يدينا مني في قبر وقد نبت لحي ودمي من طعامه (ع) في مضيفه؟ فهل هذا صحيح أن علي بن موسى الرضا (ع) يأتي ويخلصه من منكر ونكير؟

 

فقال: نعم والله أن جدي هو الضامن.

 

قلت: سيدنا أريد أن أسألك مسألة صغيرة؟

 

قال: أسأل.

 

قلت: وهل زيارتي للإمام الرضا (ع) مقبولة؟

 

قال: مقبولة إن شاء لله

 

قلت: سيدنا مسألة؟

 

قال: بسم الله.

 

قلت: إن الحاج محمد حسين القزاز (بزار باشي) ابن المرحوم الحاج أحمد القزاز (بزاز باشي) هل زيارته مقبولة أم لا (وقد كان رفيقنا في السفر وشريكنا في الصرف في طريق مشهد الإمام الرضا (ع)؟

 

قال: العبد الصالح زيارته مقبولة.

 

قلت سيدنا مسألة؟

 

قال: بسم الله.

 

قلت: إن فلانا من أهل بغداد- وكان رفيقنا في السفر- هل زيارته مقبولة؟

 

فسكت.

 

قلت: سيدنا مسألة؟

 

قال: بسم الله.

 

قلت: هل سمعت هذه الكلمة أم لا؟ فهل إن زيارته مقبولة أم لا؟

 

فلم يجبني.

 

ونقل الحاج المذكور أنه كان ذلك الشخص وعدة نفر من أهل بغداد المترفين قد انشغلوا في السفر باللهو واللعب وكان ذلك الشخص قد قتل أمه.

 

فوصلنا في الطريق إلى مكان واسع على طرفيه بساتين مقابل بلدة الكاظمين الشريفة وكان موضوع من ذلك الطريق متصلاً ببساتين من جهته اليمنى لمن يأتي من بغداد وهو ملك لبعض الأيتام السادة وقد أدخلته الحكومة ظلماً في الطريق وكان أهل التقوى والورع من سكنة هاتين البلدتين يجتنبون دائماً المرور من تلك القطعة من الأرض.

 

ورأيته (ع) يمشي في تلك القطعة فقلت: يا سيدي هذا الموضع ملك لبعض الأيتام السادة ولا ينبغي التصرف فيه.

 

قال: هذا الموضع ملك جدنا أمير المؤمنين (ع) وذريته وأولادنا ويحل لموالينا التصرف فيه وكان في القرب من ذلك المكان على الجهة اليسرى بستان ملك الشخص يقال له الحاج الميزرا هادي وهو من أغنياء العجم المعروفين وكان يسكن في بغداد قلت: سيدنا هل صحيح ما يقال بأن أرض بستان الحاج ميزرا هادي ملك الإمام موسى بن جعفر (ع)؟

 

قال: ما شأنك بهذا؟ وأعرض عن الجواب.

 

فوصلنا إلى ساقية ماء فرعت من شط دجلة للمزارع والبساتين في تلك المنطقة وهي تمر في ذلك الطريق وعندها يتشعب الطريق إلى فرعين باتجاه البلدة أحد الطريقين سلطاني (أي حكومي) والآخر طريق السادة فاختار (ع) طريق السادة.

 

فقلت: تعال من هذا الطريق يعنى الطريق السلطاني.

 

قال: لا نذهب من طريقنا.

 

فما خطونا إلا خطوات فوجدنا أنفسنا في الصحن المقدس عند موضع خلع الأحذية من دون أن نمر بزقاق ولا سوق.

 

فدخلنا الإيوان من جهة باب المراد التي هي الجهة الشرقية مما يلي الرجل.

 

ولم يمكث (ع) في الرواق المطهر ولم يقرأ إذن الدخول ودخل ووقف على باب الحرم، فقال: زر

 

قلت: إني لا أعرف القراءة.

 

قال: أقرأ لكز

 

قلت: نعم

 

فقال: أأدخل يالله السلام عليك يا رسول السلام عليك يا أمير المؤمنين وهكذا سلم على كل إمام من الأئمة عليهم السلام حتى بلغ في السلام إلى الإمام العسكري (ع) وقال: السلام عليك يا أبالحسن العسكري، ثم قال: تعرف إمام زمانك؟

 

قلت: وكيف لا أعرفه؟

 

قال: سلم على إمام زمانك.

 

فقلت: السلام عليك يا حجة يا صاحب الزمان يا ابن الحسن.

 

فتبسم وقال: عليك السلام ورحمة الله وبركاته فدخلنا في الحرم المظهر وانكببنا على الضريح المقدس وقبلناه فقال لي: زر

 

قلت: لا أعرف القراءةز

 

قال: أقرأ لك الزيارة؟

 

قلت: نعم

 

قال: أي زيارة تريد؟

 

قلت: زورني بأفضل الزيارات.

 

قال: زيارة أمين الله هي الأفضل.

 

ثم أخذ بالقراءة وقال السلام عليكما يا أميني الله في أرضه وحجتيه على عباده... إلخ.

 

وأضيئت في هذه الأثناء مصابيح الحرم فرأيت الشموع مضاءة ولكن الحرم مضاء ومنور بنور آخر مثل نور الشمس والشموع تضيء مثل المصباح في النهار في الشمس وكنت قد أخذتني الغفلة بحيث لم انتبه إلى هذه الآيات.

 

فعندما انتهى من الزيارة جاء إلى الجهة التي تلي الرجل فوقف في الجانب الشرقي خلف الرأس، وقال: هل تزور جدي الحسين (ع)؟

 

قلت: نعم أزور فهذه ليلة الجمعة.

 

فقرأ زيارة وارث وقد فرغ المؤذنون من آذان المغرب فقال لي: صل والتحق بالجماعة فجاء إلى المسجد الذي يقع خلف الحرم المطهر وكانت الجماعة قد انعقدت هناك ووقف هو منفرداً في الجانب الأيمن لإمام الجماعة محاذاياً له ودخلت أنا في الصف الأول حيث وجدت مكاناً لي هناك.

 

فعندما انتهيت لم أجده فخرجت من المسجد وفتشت في الحرم فلم أره وكان قصدي أن الأقيه وأعطيه عدة قرانات وأستضيفه في تلك الليلة ثم جاء بذهني: من يكون هذا السيد؟! وانتبهت للآيات والمعجزات المتقدمة ومن انقيادي لأمره في الرجوع مع ما كان لي من الشغل المهم في بغداد وتسميته لي باسمي مع أني لم أكن قد رأيته من قبل وقوله (موالينا) وأني أشهد ورؤية النهر الجاري والأشجار المثمرة في غير الموسم وغير ذلك مما تقدم مما كان سبباً ليقيني بأنه الإمام المهدي (ع) وبالخصوص في فقرة إذن الدخول وسؤاله لي بعد السلام على الإمام العسكري (ع) هل تعرف إمام زمانك؟ فعندما قلت أعرفه قال: سلم فعندما سلمت تبسم ورد السلام.

 

فجئت عند حافظ الأحذية وسألت عنه فقال: خرج وسألني: هل كان هذا السيد رفيقك؟ قلت: نعم.

 

فجئت إلى بيت مضيفي وقضيت الليلة فعندما صار الصباح ذهب إلى جناب الشيخ محمد حسن ونقلت له كلما رأيت.

 

فوضع يده على فمي ونهاني عن إظهار هذه القصة وإفشاء هذا السر وقال: وفقك الله تعالى فأخفيت ذلك ولم أظهره لأحد إلى أن مضى شهر من هذه القضية فكنت يوماً في الحرم المطهر فرأيت سيداً جليلاً قد اقترب مني وسألني ماذا رأيت؟ وأشار إلى قصة ذلك اليوم!

 

قلت: لم ار شيئاً

 

فأعاد علي ذلك الكلام وانكرت بشدة.

 

فاختفى عن نظري ولم أره بعد ذلك.

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net