متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الخاتمة
الكتاب : المشاكل الجنسية للشباب    |    القسم : مكتبة التربية و الأخلاق

الخاتمة

نموذج من أحكام القرّاء

 

لقد وصلتنا عدّة رسائل بشأن هذا الكتاب، لا يسعنا هنا إلاّ أن نعرض واحدة منها كما وردت بعيداً عن كلّ تغيير وتنقيح.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

باسم الله ربّ الشباب وبسم الله الذي خلق جميع الناس أطهاراً.

[ 154 ]

رجاءً دعوني أكتب لكم - كما وعدتكم - دون مقدمة ما جرى لي ليطلّع على ذلك سائر الشباب:

أنا فتى في التاسعة عشرة من العمر، كنت مولعاً وما زلت بالقرآن والإمام الخمينى(رضي الله عنه)، كنت أنفر (في مرحلة المراهقة) - من النظر إلى الأجنبية على أنّه يمثل خطيئة كبيرة. وقد حصل لي بعض التغيير حين دخلت مرحلة البلوغ والتحقت بالدراسة الإعدادية، فنفذ الشيطان شيئاً فشيئاً إلى قلبي ليحرفني عن طريقي الواضح حتى أصبح عليّ من الطبيعي النظر إلى الأجنبيات، وقد تعرّفت على بعض أصحاب السوء الذين أخذوا يزيّنون لي عادة سيئة فمارستها لأربع سنوات، لقد شهدت هبوطاً ملموساً في المستوى العلمي في الإعدادية طيلة هذه السنوات الأربع، كنت الأوّل على زملائي في المتوسطة، في حين أصبحت مكملا في الإعدادية، كنت بعيداً عن الله لأربع سنوات، وضيعاً أربع سنوات، وغافلا أربع سنوات.

[ 155 ]

لقد فقدت كلّ شيء بما في ذلك صحّتي خلال أربع سنوات، وقد بدت عوارض هذه العادة السيئة تظهر بوضوح، فالجسم ضعيف والوجه شاحب اللون والحافظة ضعيفة واليد مرتعشة والعين جاحظة و...

وقد أفقت من غفلتي في السنة الأخيرة من الدراسة الإعدادية، فحاولت الاقلاع عن هذه العادة ولكن دون فائدة، كنت أستطيع التحمّل ليومين أو ثلاث ولم ألبث لأعود ثانية، ثمّ سعيت جاهداً خلال صيف عام 1991م للتخلّص من تلك العادة المقيتة فلم يكتب لي النجاح، إستعذت بالله واستغثت بأئمة الهدى(عليهم السلام)وذريتهم، وكنت أصغي لتلاوة القرآن وأجهش بالبكاء، كنت أرغب آنذاك لأن أبكي بدل الدموع دماً، إلاّ أنّ الدمع جفّ في عيني، كنت أُحاول أن أشكو همّي ولكن لمن؟ لقد ناجيت الله حين كنت أستمع القرآن وسألته الأخذ بيدي فأقلعت عن ذلك العمل ثلاثة أيام ثمّ عدت ثانية لممارسته، ثمّ انفجرت بالبُكاء واتجهت صوب أحد الحمامات فاغتسلت

[ 156 ]

وقررت ألاّ أعود لهذا العمل، وليتكم تشعرون بالحالة التي تنتابني حين أُقرر الإقلاع عن تلك العادة، أو أقلع عنها حقاً؟ فقد كنت أشعر بسرور مفرط وكأنّ الله قد تجاوز عن جميع سيئاتي، ولكن لعنة الله على الشيطان...

والخلاصة كنت أصغي عند أصيل كلّ يوم إلى القرآن وأبكي متضرعاً إلى الله في أن يساعدني، ثمّ أُصلّي وأطلب من الله أن ينقذني وكلّ من أُبتلي بهذه العادة المقيتة.

طبعاً كنت آنذاك أنظر إلى زملائي ومدى التقدّم الذي يحرزوه بينما أتراجع القهقري، لم أُقبل في الإمتحانات الوزارية والسبب ما أشرت إليه، ولكن يبقى لطف الله وأبوابه مشرعة للسائلين لا تُغلق، وأخيراً طالعني كتاب في المكتبة وهو «مشاكل الشباب الجنسية» فاشتريته وكان انقاذي وانتشالي من ورطتي على يديه، لقد أنقذني هذا الكتاب من موت الوضاعة، لا شك في أنّ الشباب إذا التزموا بهذا الكتاب

[ 157 ]

سيجدون الخلاص من مشكلتهم، فلله الحمد الذي تلطّف عليّ وأنقذني من هذا الموت البطيئ، لقد قرأت الكتاب ونفّذت وصاياه بحذافيرها، كما كنت أدعو الله بعد الصلاة لانقاذي وسائر الشباب من هذه العادة البغيضة، كما كنت أُكثر من تلاوة آية الكرسي، وكلّما عرض لي الذنب لجأت إليها، كما كنت أقرأ الايتين (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلاّ الله ولم يُصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون) و (إنّ الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فاذا هم مبصرون).

وهكذا كنت أقرأ الآيات حتى أطرد تلك الأفكار من ذهني، لقد اتخذت قراري في البداية على غض بصري عن النظر إلى النساء (مهم جداً) وأعددت برنامجاً ليومي بحيث لم يعد لديّ الوقت لذلك العمل... والتزمت بوصايا الكتاب، فعملت على تقوية إيماني واستمدت العون من الله، كنت

[ 158 ]

مؤمناً بالعبادة التي وردت في آخر الكتاب «نحن على ثقة تامّة بأنّ المصابين بهذه العادات السيئة سيتماثلون للشفاء إذا التزموا لشهر بالعمل بهذه الوصايا».

والخلاصة لقد وفقت بعد عدّة مرات من عقد العزم على الإقلاع من هذه العادة، ولي الآن شهران على تركها، لقد شعرت بسرور غامر بعد انتهاء الشهر الأوّل، فسجدت شكراً لله، وما زلت أشكر وادعُ الله أن يمنّ بتوفيقه على جميع الشباب من اعتادوا هذه العادة البغيض (إن شاء الله).

ليعلم جميع الاُخوة بأنّ الإلتزام لشهر بوصايا هذا الكتاب وتطبيقها بحذافيرها انّما يعني الإقلاع عن تلك العادة بالمرّة.

ولا يسعني هنا إلاّ أن أوصف لكم مشاعري : أشعر بأني أُريد أن أصرخ بأعلى صوتي لقد نجوت من الموت، موت الوضاعة والضلال، أُريد أ أبكي دموع الفرح دماً، أُريد أن أتأمّل الطبيعة الجميلة، أُريد أن أتحدث إلى أُسرتي وأضحك

[ 159 ]

معهم، فقد نسيت هذا الضحك والكلام ولم أعد إليه إلاّ قبل شهرين، اللهمّ لك الحمد والشكر فلا تهمل عبدك وان أمهلته، اللهم لك الحمد أن عرّفتني الحق والحقيقة.

أُيّها الشباب الأعزاء : إن كنتم لم تُلوثوا لحد الآن فاحفظوا طهركم وإلاّ فطهّروا أنفسكم، طالعوا هذا الكتاب، واعملوا بوصاياه وأيقنوا بالعلاج.

أيُها الأُخوة : إذا عزمتم وفشلتم فلا تيأسوا وكرّوا العزم فانكم منتصرون، وهنا نوصي بمطالعة كتاب «أفضل السبل للتغلب على القلق والإضطراب».

وأما أنتم أيها الأُخوة الذين تجشمتم عناء طبع ونشر هذا الكتاب وأنقذتم آلاف الشباب من هذه المستنقعات الخطيرة، فلستم بحاجة إلى شكرنا فجزاكم الله خير الجزاء.

اللهمّ خُذ بيدنا لطاعتك، واجتناب معصيتك، وصن عيوننا عن النظر إلى المحرمات، اللهم أعد عليّ ذاكرتي وحافظتى.

[ 160 ]

اللهم وفّقنا لتلافي ما فرط من أمرنا في الماضي حين وقعنا في تلك العادة السيئة.

اللهمّ أعنا على عدم العود إليها.

اللهمّ وفّق كلّ من يسعى لمساعدة هؤلاء الشباب الحيارى.

وأدخلهم فسيح جنّاتك، اللهم لك الحمد والشكر

في أمان الله وأسألكم الدعاء

 


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net