تـذيـيـل سـلافـة العـصـر
للسيد عبدالله الجزائري
تحقيق السيد هادي باليل الموسوي
المكتبة الادبية المختصة ( 6 )
( 4 )
![](http://www.rafed.net/books/shear/sulafa/logo.gif)
( 5 )
المقدمة الحمد لله ربّ العالمين والصلاة على محمّد وآله الطاهرين ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
يضمّ التراث الأدبي الشيعي كنوزاً وافرةً ثريّة أفرغ فيها حَمَلة العلم والأدب ـ بصدقٍ ودأب ـ كل جهودهم الكبيرة التي ما برحت تمتاح من ريّها الأجيال ممّا حفظ لنا ـ حتى يومنا هذاـ كثيراً من الآثار الهامة الذائعة، وتعدُّ سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر للسيد علي بن أحمد بن محمّد معصوم الحسيني المدني واحدةً من الانجازات الكبيرة في مجال حفظ التراث الشعري الأدبي، معتبَرةً ـ بحقٍ ـ جهداً هاماً مستوعباً محيطاً بشكلٍ معجبٍ بكل ما وصلت إليه يراعة المؤلّف المشهور بعلمه وفضله وإحاطته الواسعة، سالكاً فيه مسلك مَن سبقه من كبار مؤرّخي الأدب، مضيفاً ما نتج من فكره الخصب واُسلوبه الفخم وصياغته الآسرة التي ترقى به إلى مصاف كتّاب عصور الأدب الاُولى رغم انّه عاش في النصف الثاني ثم في الربع الأوّل من القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين، ولا حاجة أن نشير إلى أنّ المؤلّف الجليل قد أحيى في غمار تراجمه ذكر شعراء كثيرين من الشيعة خاصة، كاد ان يأتي
( 6 ) عليهم النسيان، ممّا جعل كتابه موسوعةً يُرجع إليها ويُعتمد عليها وهو العالم الفاضل والثقة الجدير...
ولقد ترك كتاب سلافة العصر وهجاً ساطعاً ممتداً في القرون اللاحقة فأوحى لغير واحدٍ من رجال الفضيلة ان يستدركوا عليه ما فات مؤلِّفه الفاضل ـ وهو النزر القليل ـ ، من تراجم وأحوالٍ لأدباء عصره... وكان ممّن ذيَّل على أصله العلاّمة الجليل السيد عبد الله ابن السيد نور الدين علي ابن السيد نعمة الله الجزائري ذاكراً بعض أعلام الأدباء في مستدركٍ صغيرٍ سرعان ما ندرَ وجوده وصعبَ الحصول عليه حتى عدَّه بعضٌ من الآثار المفقودة ثم قيّض الله له من بعثه مَن رقدته أكثر من مرّةٍ في محاولات لم تستوف، مثيل جهد المحقّق الكاتب الأديب الفاضل السيد هادي باليل الموسوي الذي عثر على تتمّة هامّة للتذييل تسقّطها من مصدرٍ مخطوطٍ فرتّبها وحقّقها وقدّم لها وعلّق عليها بصورتها الماثلة هنا، والمكتبة الأدبية المختصّة التابعة لمكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني ـ دام ظلّه ـ إذ تفتح بطبع مثل هذا التذييل المغمور، باب جهودها القابلة لإحياء ما يقع في يديها من آثارٍ وكنوزٍ أدبيةٍ شيعيةٍ تسأل الباري عزّ وجل أن يوفّقها في مسيرتها ويجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم.
المكتبة الأدبية المختصة محرّم الحرام 1420 هـ
( 7 )
|