( 36 ) العجوز ذكر أصحاب المقاتل أن عجوزاً حضرت واقعة الطف يوم عشوراء مع الإمام الحسين عليه السلام ، وشاهدت ما جرى على آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من مصائب ومحن ، وشاركتهم في ذلك كله . فبعد استشهاد زوجها بين يدي سيده ومولاه الإمام الحسين عليه السلام تقدم ولدها وفلذة كبدها ليدافع عن الحسين عليه السلام وعياله ، ثم يستشهد دفاعاً عن دينه وعقيدته . وبعد استشهاد ولدها نراها تأخذ عموداً وتنزل إلى ساحة المعركة لتقاتل الأعداء ، إلا أن الامام الحسين عليه السلام أرجعها إلى النساء ودعا لها . في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ثم خرج شاب قتل أبوه في المعركة ، وكانت اُمه عنده فقالت : يا بُني اُخرج وقاتل بين يدي ابن رسول الله حتى تقتل . فقال : أفعل ، فخرج فقال الحسين : « هذا شاب قتل أبوه في المعركة ولعل اُمه تكره خروجه » . فقال الشاب : اُمي أمرتني يا بن رسول الله ، فخرج وهو يقول :
أميري حسين ونعم الأمير * سرور فؤاد البشير النذير علـي وفاطمــة والداه * فهل تعلمون له من نظير ثم قاتل وقتل وحز رأسه ورمي به إلى عسكر الحسين ، فأخذت اُمه رأسه وقالت : أحسنت يا بني يا قرة عيني وسرور قلبي . ثم رمت برأس ابنها رجلاً فقتلته ، وأخذت عمود خيمة وحملت على القوم وهي تقول :
( 139 )
إني عجوز في النسا ضعيفة * باليــة خاويــة نحيفــة أضربكــم بضربـة عنيفة * دون بني فاطمــة الشريفـة فضربت رجلين فقتلتهما ، فأمر الحسين بصرفها ودعا لها (1) . وذكر ذلك ابن شهر آشوب في المناقب مع اختلاف يسير في الشعر (2) . ومن خلال مطالعتي القاصرة لم أتعرف على اسم هذه المرأة ولا اسم زوجها وولدها ، لذلك سميناها بالعجوز .
*** ____________ (1) مقتل الحسين عليه السلام 2 : 21 . (2) المناقب 4 : 104 .
( 140 )
|