( 14 ) أُم مسلم بن عبد الله شاعرة عربية موالية لأمير المؤمنين عليه السلام ، حضرت معه يوم الجمل. روى الطبري في تأريخه عن عمر بن شبة ، قال : حدثنا أبو الحسن ، قال : حدثنا شبر بن عاصم ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن عمار بن معاوية الدهني ، قال : أخذ علي مصحفاً يوم الجمل فطاف به في أصحابه وقال : من يأخذ هذا المصحف يدعوهم إلى ما فيه وهو مقتول ؟ فقام اليه فتى من أهل الكوفة عليه قباء أبيض محشو فقال : أنا ، فأعرض عنه . ثم كرر كلامه سلام الله عليه ثانياً وثالثاً فكان الفتى يقوم له قائلاً : أنا ، فدفعه إليه فدعاهم فقطعوا يده اليمنى ، فأخذه بيده اليسرى فدعاهم فقطعوا يده اليسرى ، فأخذه بصدره والدماء تسيل على قبائه فقتل رضي الله عنه ، فقال علي : « الآن حل قتالهم » . فقالت اُم الفتى بعد ذلك فيما ترثي :
لاهم إن مسلماً دعاهـم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم واُمهــم قائمة تراهم * يأتمرون الغي لا تنهاهـم قد خُضبت منه علقٍ لحاهم (1) وفي موضع آخر قال الطبري أيضاً : كتب إلي السري ، عن شعيب ، عن ____________ (1) تأريخ الطبري 4 : 511 .
( 71 ) سيف ، عن مخلد بن كثير ، عن أبيه ، قال : ارسلنا مسلم بن عبد الله يدعو بني أبينا فرشقوه كما صنع القلب بكعب رشقاً واحداً فقتلوه ، فكان أول من قتل بين يدي عائشة ، فقالت اُم مسلم ترثيه :
لاهــم إن مسلمـاً أتـاهـم * مستسلماً للمـوت إذ دعاهــم إلى كتـاب الله لا يخشـاهـم * فرملـوه مـن دم إذ هاجهــم واُمهــــم قائمـة تراهـم * يأتمرون الغي لا تنهـاهـم (1) وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : إن التي رثته هي اُم ذريح العبدية ـ وقد مر ذكرها سابقاً ـ قائلة :
يا رب إن مسلمـــاً أتاهم * بمصحـف أرسله مولاهــم للعـدل والإيمان قد دعاهـم * يتلـو كتـاب الله لا يخشاهـم فخضبــوا من دمه ضباهم * واُمهــم وافقــة تراهــم تأمروهم بالغي لا تنهاهم (2) ويمكن أن يكون كل من اُمه واُم ذريح قد رثته ، والله العالم (3) .
*** ____________ (1) تأريخ الطبري 4 : 529 . (2) شرح نهج البلاغة 9 : 112 . (3) أعيان الشيعة 3 : 477 .
( 72 )
|