( 13 ) أُم كلثوم الكبرى بنت الإمام أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه . اُمها فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله. كانت من فواضل نساء عصرها ، ذات زهد وعبادة ، وبلاغة وشجاعة ، وكانت ذكية فطنة ، فصيحة لها أشعار ، جليلة القدر عظيمة المنزلة عند أهل البيت عليهم السلام . حضرت واقعة الطف مع أخيها الحسين عليه السلام ، وأدت دورها التبليغي بكل جرأة واقتدار حيث خطبت في الكوفة خطبتها المشهورة التي أدت إلى توعية الناس وتعريفهم بأن الذين أمامهم هم آل الرسول صلى الله عليه وآله ، وحرمه وليسوا خوارج كما يدعي يزيد لعنة الله عليه . وأنشدت بعد خطبتها المعروفة عدة أبيات شعرية هي :
قتلتم أخي ظلماً فويل لأمكم * ستجـزون ناراً حرها يتوقد سفكتم دماءً حرم الله سفكها * وحرمهـا القرآن ثم محمـد ألا فابشروا بالنار انكم غداً * لفي سقـرٍ حقاً يقيناً تُخلّـدوا
( 69 ) وإني لأبكي في حياتي على أخــي * علـى خير من بعد النبي سيولــد بدمع غزير مستهـل مـكـفـكـف * علـى الخد مني دائماً ليس يجمد(1)
وعندما رجعت إلى المدينة قالت :
مدينــة جـدنــا لا تقبلينـــا * فبالحسـرات والأحــزان جينــا ألا فاخبــر رســول الله عنــا * بأنـا قد فجعنــا فـي أخيـنــا وقد نسب الطريحي في منتخبه قصيدة تتكون من ثمانية وأربعين بيتاً إلى اُم كلثوم الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام ، ومطلع هذه القصيدة البيتان المذكوران . ونقل ذلك عنه الحاج علي دخيل في كتابه « اُم كلثوم بنت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام » . والظاهر أن البيتين الأولين من هذه القصيدة لأم كلثوم ، والباقي لأحد الشعراء ، والله العالم (2)
*** ____________ (1) اللهوف : 66 . (2) اللهوف : 66 ، المنتخب للطريحي : 499 ، اُم كلثوم بنت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : 42 .
( 70 )
|