( 10 ) أُم ذريح العبدية
شاعرة عربية موالية لأمير المؤمنين علي عليه السلام ، حضرت معه يوم الجمل .
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة نقلاً عن أبي مخنف : إن علياً دفع مصحفاً يوم الجمل إلى غلام اُسمه مسلم ليدعو أهل الجمل إلى ما فيه فقطعوا يديه وقتلوه ، فقالت اُم ذريح العبدية في ذلك :
يــا رب إن مسلماً أتاهم * بمصحف أرسله مولاهــم للعـدل والإيمان قد دعاهم * يتلوا كتاب الله لا يخشاهـم فخضبـوا من دمه طباهم * واُمهم واقفـة تراهــــم تأمرهم بالغي لا تنهاهم (1)
وذكر الطبري في موضعين من تأريخه : أن التي رثته هي اُمه :
الأول :
قال : حدثني عمر بن شبة ، قال : حدثنا أبو الحسن ، قال : حدثنا شبر بن عاصم ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن عمار بن معاوية الدهني ، قال : أخذ علي مصحفاً يوم الجمل فطاف به في أصحابه وقال : من يأخذ هذا المصحف يدعوهم ____________ (1) شرح نهج البلاغة 9 : 112 .
( 63 ) إلى ما فيه وهو مقتول ؟ فقام إليه فتى من أهل الكوفة عليه قباء أبيض محشو فقال : أنا ، فأعرض عنه ، ثم كرر كلامه سلام الله عليه ثانياً وثالثاً فكان الفتى يقوم له قائلاً : أنا ، فدفعه إليه فدعاهم فقطعوا يده اليمنى ، فأخذه بيده اليسرى فدعاهم فقطعوا يده اليسرى ، فأخذه بصدره والدماء تسيل على قبائه ، فقتل رضى الله عنه ، فقال علي : « الآن حل قتالهم » فقالت اُم الفتى بعد ذلك فيما ترثي :
لاهم إن مسلما دعاهم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم وأمهــم قائمة تراهم * يأتمرون الغي لا تنهاهم قد خضبت منه علق لحاهم (1)
الثاني :
قال : كتب إلي السري عن شعيب ، عن سيف ، عن مخلد بن كثير ، عن أبيه قال : أرسلنا مسلم بن عبد الله يدعو بني أبينا فرشقوه ـ كما صنع القلب بكعب ـ رشقاً واحداً فقتلوه ، فكان أول من قتل بين يدي عائشة ، فقالت اُم مسلم ترثيه :
لاهم إن مسلماً أتاهــم * مستسلماً للموت إذ دعاهــم إلى كتاب الله لا يخشاهم * فرملـوه من دمٍ إذ جــاهم واُمهم قائمـة تراهــم * يأتمرون الغي لا تنهاهـم (2)
ويمكن أن يكون كل من اُمه واُم ذريح قد رثته ، والله العالم (3) . ____________ (1) تأريخ الطبري 4 : 511 . (2) تأريخ الطبري 4 : 529 . (3) أعيان الشيعة 3 : 477 .
|