37 - علي كنفس النبي صلى الله عليه وسلم:
روى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن أبي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لينتهين بنو ربيعة، أو لأبعثن عليهم رجلا كنفسي، ينفذ فيهم أمري، فيقتل المقاتلة، ويسبي الذرية، فما
____________
(1) مجمع الزوائد 9 / 134.
(2) مجمع الزوائد 7 / 234.
(3) كنوز الحقائق ص 65.
(4) كنز العمال 6 / 157.
(5) كنز العمال 6 / 157.
راعني إلا وكف عمر في حجزتي من خلفي: من يعني؟ قلت: إياك يعني وصاحبك؟ قال: فمن يعني؟ قلت: خاصف النعل، قال: وعلي يخصف النعل (1).
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لينتهين بنو وليعة (2)، أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي، يمضي فيهم أمري، يقتل المقاتلة، ويسبي الذرية، قال: فقال أبو ذر، فما راعني إلا برد كف عمر في حجزتي من خلفي، فقال: من تراه يعني؟ قلت: ما يعنيك، ولكن يعني خاصف النعل (3)؟ أخرجه الترمذي وأبو بكر بن شيبة والهيثمي (4).
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الرحمن بن عوف، قال: افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم، مكة، ثم انصرف إلى الطائف، فحاصرهم ثمانية أو سبعة، ثم أوغل غدوة أو روحة، ثم نزل ثم هجر، ثم قال: أيها الناس، إني لكم فرط، وإني أوصيكم بعترتي خيرا، موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن عليكم رجلا مني - أو كنفسي - فليضربن أعناق مقاتليهم، وليسبين ذراريهم قال: فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر، فأخذ بيد علي عليه السلام، فقال: هذا.
قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد (5).
وذكره المتقي في كنز العمال، وابن حجر في صواعقه - كلاهما عن
____________
(1) تهذيب الخصائص ص 47.
(2) يذهب ابن سعد في طبقاته أن بني وليعة هم ملوك حضرموت، جمادة ومخوس ومشرع وأبضعة (الطبقات الكبرى 1 / 349) في وفد حضرموت.
(3) فضائل الصحابة 2 / 571 - 572.
(4) صحيح الترمذي 5 / 634، المطالب العالية 4 / 56، مجمع الزوائد 9 / 163.
(5) المستدرك للحاكم 2 / 120.
ابن شيبة (1) - وذكره الهيثمي في مجمعه مرتين، قال في الأولى: رواه أبو يعلى، وقال في الثانية: رواه البزار (2).
وفي تفسير الزمخشري لقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) الآية (3)، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الوليد بن عقبة - أخا عثمان لأمه وهو الذي ولاه عثمان الكوفة، بعد سعد بن أبي وقاص، فصلى بالناس وهو سكران، صلاة الفجر مربعا، ثم قال: هل أزيدكم، فعزله عثمان - إلى أن قال:
مصدقا إلى بني المصطلق وكانت بينه وبينهم إحنة، فلما شارف ديارهم ركبوا مستقبلين له، فحسبهم مقاتليه، فرجع، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: قد ارتدوا، ومنعوا الزكاة، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أن يغزوهم، فبلغ القوم فوردوا، وقالوا:
نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله، فاتهمهم فقال: لتنتهين أو لأبعثن إليكم رجلا، هو عندي كنفسي يقاتل مقاتلتكم، ويسبي ذراريكم، ثم ضرب بيده على كتف علي عليه السلام (4).
وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن جابر بن عبد الله، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الوليد بن عقبة - وساق الحديث إلى أن قال - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لينتهين بنو وليعة، أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي، يقتل مقاتلتهم، ويسبي ذراريهم، وهو هذا، ثم ضرب بيده على كتف علي بن أبي طالب، رضي الله عنه - قال: رواه الطبراني في الأوسط (5).
وفي كنز العمال عن عمرو بن العاص أنه قال: لما قدمت من غزوة ذات السلاسل، وكنت أظن أن ليس أحد أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مني، فذكر أناسا
____________
(1) كنز العمال 6 / 405، الصواعق المحرقة ص 194.
(2) مجمع الزوائد 134، 9 / 163.
(3) سورة الحجرات: آية 6.
(4) تفسير الزمخشري 2 / 393 (القاهرة 1344 هـ / 1925 م).
(5) مجمع الزوائد 7 / 110.
إلى أن قال عمرو بن العاص، قلت: يا رسول الله فأين علي؟ فالتفت صلى الله عليه وسلم، إلى أصحابه، فقال: إن هذا يسألني عن النفس.
قال: أخرجه ابن النجار (1).
وفي صواعق ابن حجر: وأخرج ابن أبي شيبة بسنده عن عبد الرحمن بن ف قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، انصرف إلى الطائف، فحصرها سبع عشرة ليلة، أو تسع عشرة ليلة، ثم قام خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
أوصيكم بعترتي خيرا، وإن موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، ولأبعثن إليكم بجلا مني، أو كنفسي يضرب أعناقكم، ثم أخذ بيد علي، رضي الله عنه، ثم قال: هذا هو (2).
وروى ابن عبد البر في استيعابه عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لوفد ثقيف - حين جاء - (لتسلمن أو لأبعثن رجلا مني، - أو قال مثل نفسي - فليضربن أعناقكم، وليسبين ذراريكم، وليأخذن أموالكم، قال عمر: فوالله ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ، وجعلت أنصب صدري له، رجاء أن يقول: هو هذا، قال: فالتفت إلى علي رضي الله عنه، فأخذ بيده، ثم قال: هو هذا، هو هذا) (3).
وفي الرياض النضرة عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لوفد ثقيف: لتسلمن أو لأبعثن عليكم رجلا مني - أو قال مثل نفسي - فليضربن أعناقكم، وليسبين: ذراريكم، وليأخذن أموالكم، قال عمر فوالله ما تمنيت الإمارة، إلا يومئذ، فجعلت أنصب صدري، رجاء أن يقول: هو هذا، قال: فالتفت إلى علي، فأخذه بيده، وقال: هو هذا.
____________
(1) كنز العمال 6 / 400.
(2) الصواعق المحرقة ص 194.
(3) الإستيعاب 3 / 46.
قال: أخرجه عبد الرازق في جامعه، وأبو عمر وابن السمان (1).
وعن زيد بن نفيع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لينتهين بنو ربيعة، أو لأبعثن رجلا كنفسي، يمضي فيهم أمري، يقاتل المقاتلة، ويسبي الذرية، قال: قال أبو ذر: فما راعني، إلا برد كف عمر في حجزتي من خلفي، فقال: من تراه يعني؟ قلت: ما يعنيك، ولكن يعني خاصف النعل - يعني عليا - قال: أخرجه أحمد في المناقب (2).
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من نبي، إلا وله نظير في أمته، وعلي نظيري، قال: أخرجه الخلعي (3).
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال في خطبته في حجة الوداع: لأقتلن العمالقة في كتيبة، فقال له جبريل عليه السلام:
أو علي؟ قال: أو علي بن أبي طالب (4).
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن ابن طاوس عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لوفد ثقيف - حين جاؤوه - والله لتسلمن أو لأبعثن إليكم رجلا مني - أو قال مثل نفسي - فليضربن أعناقكم، وليسبين ذراريكم، وليأخذن أموالكم، قال عمر: فوالله ما اشتهيت الإمارة، إلا يومئذ، جعلت أنصب صدري له، رجاء أن يقول: هذا، فالتفت إلى علي، فأخذ بيده، ثم قال: هو هذا، هو هذا، مرتين (5).
وأخرجه عبد الرازق في المصنف، وأبو بكر بن أبي شيبة في المطالب العالية، والهيثمي في مجمع الزوائد (6).
____________
(1) الرياض النضرة 2 / 216.
(2) الرياض النضرة 2 / 216.
(3) الرياض النضرة 2 / 216 - 217.
(4) المستدرك للحاكم 3 / 126.
(5) فضائل الصحابة 2 / 593.
(6) مصنف عبد الرازق 11 / 226، المطالب العالية 4 / 57، مجمع الزوائد 9 / 134.
وروى ابن سعد في طبقاته بسنده عن الإمام جعفر الصادق عن أبيه الإمام الباقر عن جابر قال: قضى علي بن أبي طالب دين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقضى أبو بكر عدته (1).
وعن عبد الواحد بن أبي عون: أن، لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر علي صائحا يصيح: من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أو دين فليأتني، فكان يبعث كل عام عند العقبة يوم النحر، من يصيح بذلك، حتى توفي علي، ثم كان الحسن بن علي يفعل ذلك حتى توفي، ثم كان الحسين يفعل ذلك، وانقطع ذلك بعده، رضوان الله عليهم وسلامه، قال ابن أبي عون: فلا يأتي أحد من خلق الله إلى علي بحق ولا باطل، إلا أعطاه (2).
وفي حلية الأولياء بسنده عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعطيت في علي خمسا، أما إحداها فيواري عورتي، والثانية يقضي ديني، والثالثة أنه متكافئ في طول الموقف، والرابعة فإنه عوني على حوضي، والخامسة فإني لا أخاف عليه أن يرجع كافرا بعد إيمان، ولا زانيا بعد إحصان (3).
وفي كنز العمال عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في علي خمس خصال، لم يعطها نبي في أحد قبلي، أما خصلة فإنه يقضي ديني ويواري عورتي، وأما الثانية فهو الذائد عن حوضي، وأما الثالثة فإنه مشكاة لي في طريق الحشر يوم القيامة، وأما الرابعة فإن لوائي معه يوم القيامة، وتحته آدم وما ولد، وأما الخامسة فإني لا أخشى أن يكون زانيا بعد إحصان، ولا كافرا بعد إيمان، قال: أخرجه العقيلي (4).
____________
(1) الطبقات الكبرى 2 / 89.
(2) الطبقات الكبرى 2 / 89.
(3) حلية الأولياء 10 / 211.
(4) كنز العمال 6 / 403.
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن أبي الحسناء عن الحكم عن حنش عن علي قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن أضحي عنه، فأنا أضحي عنه أبدا (1).
قال: وأخرجه أحمد أيضا في المسند، ورواه عبد الله في زيادات المسند، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة، ورواه البيهقي في سننه، والحاكم في المستدرك، وأبو داود في سننه، والترمذي في صحيحه (2).
وعن أبي الحسناء عن الحكم عن حنش قال: رأيت عليا يضحي بكبشين، فقلت له: ما هذا؟ فقال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أضحي عنه (3).
وروى الإمام أحمد في المسند بسنده عن ابن عباس قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع مائة بدنة، نحر منها ثلاثين بدنة بيده، ثم أمر عليا فنحر ما بقي منها، وقال: أقسم لحومها وجلالها وجلودها بين الناس، ولا تعط الجزار منها شيئا، وخذ لنا من كل بعير حذية (قطعة) من لحم، ثم اجعلها في قدرة واحدة، حتى نأكل من لحمها، ونحسو من مرقها، ففعل (4).
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن حنش قال: ضحى علي بكبشين، كبش عن النبي صلى الله عليه وسلم وكبش عن نفسه، وقال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أضحي عنه، فأنا أضحي أبدا.
قال: هذا حديث صحيح الإسناد (5).
وروى أبو داود في سننه (باب الأضحية عن الميت) بسنده عن أبي
____________
(1) فضائل الصحابة 2 / 698.
(2) المسند 1 / 107، 2 / 152، زيادات المسند 1 / 149، 150، سنن البيهقي 9 / 288، المستدرك للحاكم 4 / 229، صحيح الترمذي 4 / 84.
(3) فضائل الصحابة 2 / 702.
(4) المسند 1 / 260، وانظر: المسند 3 / 331، سنن البيهقي 5 / 6، 238.
(5) المستدرك للحاكم 4 / 229.
الحسناء عن الحكم عن حنش قال: رأيت عليا، رضي الله عنه، يضحي بكبشين، فقلت له: ما هذا، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصاني أن أضحي عنه، فأنا أضحي عنه (1).
وروى النسائي في الخصائص بسنده عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عبد الله بن الحرث عن جده عن علي بن أبي طالب قال: مرضت فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل علي، وأنا مضطجع فاتكأ إلى جنبي ثم سجاني بثوبه، فلما رآني قد برئت، قام إلى المسجد يصلي، فلما قضى صلاته، جاء فرفع الثوب وقال: قم يا علي، فقمت، وقد برئت، كأنما لم أشك شيئا قبل ذلك، فقال: ما سألت ربي شيئا في صلاتي، إلا أعطاني، وما سألت لنفسي شيئا، إلا سألت لك (2).
وفي رواية عن القاسم بن زكريا بن دينار قال قال لي علي رضي الله عنه:
وجعت وجعا، فأتيت فأقامني في مكانه، وقام يصلي، وألقى علي طرف ثوبه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم يا علي قد برئت، لا بأس عليك، وما دعوت لنفسي بشئ إلا دعوت لك بمثله، وما دعوت بشئ، إلا أستجيب لي - أو قال أعطيت - إلا أنه قيل لي: لا نبي بعدي (3).
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن عياش العامري عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل اليمن وفد ليشرح، قال:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتقيمن الصلاة، أو لأبعثن إليكم رجلا يقتل المقاتلة، ويسبي الذرية، قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أنا، أو هذا، وانتشل بيد علي (4).
____________
(1) سنن أبي داود 2 / 85 (ط الحلبي - القاهرة 1952).
(2) تهذيب الخصائص ص 82 - 83.
(3) النسائي: تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ص 13 (بيروت 1983).
(4) فضائل الصحابة 2 / 599 - 600.
وفي الرياض النضرة عن علي عليه السلام قال: لما كنا يوم الحديبية، خرج لنا أناس من المشركين، منهم سهيل بن عمرو، وأناس من رؤساء المشركين، فقالوا: يا رسول الله، خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا، فأرددهم إلينا، فإن كان بهم فقه في الدين سنفقهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر قريش لتنتهين أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين، قد امتحن الله قلبه على الإيمان، فقالوا: من هو يا رسول الله، وقال أبو بكر: من هو يا رسول الله؟ وقال عمر: من هو يا رسول الله؟ قال: هو خاصف النعل، وكان أعطى عليا نعله يخصفها، ثم التفت على من عنده، وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قال: أخرجه الترمذي، وقال: حسن صحيح (1).
وفي نهج البلاغة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لوفد ثقيف: لتسلمن أو لأبعثن إليكم رجلا مني - أو قال: عديل نفسي - فليضربن أعناقكم أو ليسبين ذراريكم، وليأخذن أموالكم، قال عمر: فما تمنيت الإمارة، إلا يومئذ، وجعلت أنصب له صدري، رجاء أن يقول: هو هذا، فالتفت فأخذ بيد علي، وقال: هو هذا، مرتين.
وفي رواية: لتنتهي يا بني وليعة (حي في كندة)، أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي، يمضي فيكم أمري، يقتل المقاتلة، ويسبي الذرية، قال أبو ذر: فما راعني إلا برد كف عمر في حجزتي (موضع الإزار) من خلفي يقول: من تراه يعني؟ فقلت: إنه لا يعنيك، وإنما يعني خاصف النعل، وإنه قال: هو هذا (2).
وروى مسلم في صحيحه والترمذي والحاكم في المستدرك: ولما نزلت هذه الآية (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) - الآية (3)، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليا
____________
(1) الرياض النضرة 2 / 252.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9 / 167.
(3) سورة آل عمران: آية 61.
وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي (1).
وفي الصواعق المحرقة: وأخرج الدارقطني: أن عليا يوم الشورى احتج على أهلها، فقال لهم: أنشدكم بالله، هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الرحم مني، ومن جعله صلى الله عليه وسلم، نفسه، وأبناءه أبناءه، نساءه نساءه، غيري، قالوا: اللهم لا (2).
وروى السيوطي في تفسير آية المباهلة (آل عمران: آية 61) قال: وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، العاقب والسيد فدعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلمنا يا محمد، قال:
كذبتما، إن شئتم أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام، قالا: فهات، قال: حب الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير، قال جابر: فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه إلى الغد، فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ثم أرسل إليهما، فأبيا أن يجيباه، وأقرا له، فقال: والذي بعثني بالحق، لو فعلا، لأمطر عليهم الوادي نارا.
قال جابر: فيهم نزلت (تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) - الآية قال جابر: أنفسنا وأنفسكم، رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي عليه السلام، وأبناءنا، الحسن والحسين، عليهما السلام، ونساءنا: فاطمة عليها السلام (3).
____________
(1) صحيح مسلم 15 / 175 - 176، صحيح الترمذي 2 / 166، المستدرك للحاكم 3 / 150، سنن البيهقي 7 / 63.
(2) الصواعق المحرقة ص 239.
(3) الحافظ أبو نعيم: دلائل النبوة ص 297 - 298 (دار الباز - مكة المكرمة 1977)، فضائل الخمسة 1 / 249.
|