متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
28 - قاتل الإمام علي أشقى الناس
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

28 - قاتل الإمام علي أشقى الناس:

روى الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية بسنده عن سماك عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي: من أشقى الأولين؟ قال: عاقر الناقة، قال: فمن أشقى الآخرين؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: قاتلك.

____________

(1) تاريخ الطبري 3 / 11 - 12.

(2) ابن سعد: الطبقات الكبرى 3 / 15 (ط دار التحرير - القاهرة 1969).

الصفحة 317
وروى أيضا عن أبي حر بن أبي الأسود عن أبيه قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: قال لي عبد الله بن سلام - وقد وضعت رجلي في غرز الركاب - لا تأت العراق، فإنك إن أتيتها أصابك بها ذباب السيف، قال: وأيم الله لقد قالها، والله لقد قالها لي النبي صلى الله عليه وسلم، لي قبله، قال أبو الأسود قفلت: تالله ما رأيت رجلا محاربا يحدث بهذا قبلك غيرك (1).

وروى النسائي الخصائص بسنده عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقام بها شهرا فصالح فيها بني مدلج، وحلفاءهم من ضمرة، فوادعهم، فقال لي علي رضي الله عنه: هل لك يا أبا اليقظان أن نأتي هؤلاء، نفر من بني مدلج يعملون في عين لهم، فننظر كيف يعملون، قال: قلت: إن شئت فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة، ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في ظل سور من النخل، وفي دقعاء من التراب، فنمنا فوالله ما أهبنا، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحركنا برجله، وقد تربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها، يومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي رضي الله عنه: ما لك يا أبا تراب - لما يرى عليه من التراب - ثم قال: ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه، وأخذ بلحيته (2).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن الضحاك بن مزاحم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،: يا علي تدري من شر الأولين؟ - وقال وكيع مرة عن الضحاك عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي تدري من أشقى الأولين؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: عاقر الناقة، قال: تدري من شر - وقال مرة من أشقى

____________

(1) البداية والنهاية 7 / 355.

(2) تهذيب الخصائص 86 - 78.

الصفحة 318
الآخرين؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: قاتلك (1).

وأخرجه الإمام أحمد في المسند، والدولابي في الكنى، والهيثمي في مجمعه، والبغوي في معجم الصحابة، وابن سعد في طبقاته، والنسائي في الخصائص (2).

ورواه الحاكم في المستدرك، والطحاوي في مشكل الآثار، والمتقي الهندي في كنز العمال، وقال: أخرجه البغوي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم وابن عساكر وابن النجار (3).

وروى الإمام أحمد في المسند بسنده عن عبد الله بن سبع قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: لتخضبن هذه من هذه، فما ينتظر بي الأشقى، قالوا:

يا أمير المؤمنين، فأخبرنا به نبي عترته، قال: إذا تالله تقتلون بي غير قاتلي (4).

ورواه ابن سعد في طبقاته، والخطيب البغدادي في تاريخه (5).

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي سنان الدؤلي: أنه عاد عليا في شكوى له شكاها، قال: فقلت له: لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه، فقال: لكني والله ما تخوفت على نفسي منه، لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصادق المصدوق يقول: إنك ستضرب ضربة هنا - وأشار إلى صدغيه - فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك، ويكون صاحبها أشقاها، كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود (6).

____________

(1) فضائل الصحابة 2 / 566.

(2) مسند الإمام أحمد 4 / 262، 263، والكنى والأسماء 3 / 163 (حيدرآباد 132 هـ)، مجمع الزوائد 9 / 136، معجم الصحابة (ل 301)، طبقات ابن سعد 3 / 22 - 23، تهذيب الخصائص ص 86 - 87.

(3) المستدرك للحاكم 3 / 140، مشكل الآثار 1 / 351، كنز العمال 6 / 399.

(4) مسند الإمام أحمد 1 / 130.

(5) تاريخ بغداد 5712، الطبقات الكبرى 3 / 22.

(6) المستدرك للحاكم 3 / 113.

الصفحة 319
وروى ابن عبد البر في الإستيعاب بسنده عن عثمان بن صهيب عن أبيه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لعلي: من أشقى الأولين؟ قال: الذي عقر الناقة - يعني ناقة صالح - قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قال: لا أدري، قال: الذي يضربك على هذا - يعني يافوخه - ويخضب هذه - يعني لحيته (1) -.

وروى الأعمش عن حبيب بن ثابت عن ثعلبة الحاني: أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، لتخضبن هذه - يعني لحيته - من دمي هذا - يعني رأسه (2) -.

ويقول ابن عبد البر: وذكر النسائي من حديث عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال لعلي رضي الله عنه: أشقى الناس الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذا - وضع يده على رأسه - يعني يخضب هذه - يعني لحيته -.

وذكره الطبري وغيره، كما ذكره ابن إسحاق في السيرة، وهو معروف من رواية محمد بن كعب القرظي عن يزيد بن جشم عن عمار بن ياسر، وذكره ابن أبي خيثمة من طرق - وكان قتادة يقول: قتل علي رضي الله عنه، على غير مال احتجبه، ولا دنيا أصابها (3).

وعن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة قال: كان علي رضي الله عنه - إذا رأى ابن ملجم - قال:

أريد حياته ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد

وكان علي رضي الله عنه، كثيرا ما يقول: ما يمنع أشقاها، أو ما ينتظر أشقاها، أن يخضب هذه من دم هذا، يقول: والله لتخضبن هذه من دم هذا، ويشير إلى لحيته ورأسه، خضاب دم، لا خضاب عطر ولا عبير.

____________

(1) الإستيعاب 3 / 59 - 60.

(2) الإستيعاب 3 / 60.

(3) الإستيعاب 3 / 60.

الصفحة 320
وعن عمر بن شيبة عن أبي عاصم النبيل، وموسى بن إسماعيل عن سكين بن عبد العزيز العبدي: أنه سمع أباه يقول: جاء عبد الرحمن بن ملجم يستحمل عليا فحمله، ثم قال:

أريد حياته ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد

أما أن هذا قاتلي، قيل: فما يمنعك منه، قال: إنه لم يقتلني بعد.

وأتى علي رضي الله عنه، فقيل له: أن ابن ملجم يسم سيفه، ويقول: إنه سيفتك بك فتكة يتحدث بها العرب، فبعث إليه فقال له: لم تسم سيفك، قال:

لعدوي وعدوك، فخلى عنه، وقال: ما قتلني بعد (1).

وقال السيوطي في الخصائص الكبرى: أخرج الحاكم وصححه عن علي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك ستضرب ضربة ههنا، وضربة ههنا، وأشار إلى صدغيه، فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك.

وأخرج الحاكم وصححه وأبو نعيم عن عمار بن ياسر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لعلي: أشقى الناس الذي يضربك على هذه - يعني قرنه - حتى تبتل هذه من الدم، يعني لحيته (2).

وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي: وأخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن عمار بن ياسر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أشقى الناس رجلان: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه - يعني قرنه - حتى تبتل منه هذه [ من الدم ] - يعني لحيته.

وقد ورد ذلك من حديث علي وصهيب وجابر بن سمرة وغيرهم (3).

____________

(1) الإستيعاب 3 / 60 - 61.

(2) الخصائص الكبرى 2 / 124.

(3) تاريخ الخلفاء ص 173.

الصفحة 321
وروى أبو داود الطيالسي في مسنده بسنده عن زبيد بن وهب قال: جاء رأس الخوارج إلى علي عليه السلام فقال: إتق الله فإنك ميت، فقال: لا، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ولكني مقتول من ضربة من هذه تخضب هذه - وأشار بيده إلى لحيته - عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خاب من افترى (1).

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن عثمان بن صهيب عن أبيه قال:

قال علي: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أشقى الأولين؟ قلت: عاقر الناقة، قال:

صدقت، قال: فمن أشقى الآخرين؟ قلت: لا علم لي يا رسول الله، قال: الذي يضربك على هذا - وأشار بيده إلى يافوخه - وكان يقول: وددت أنه قد انبعث أشقاكم، فخضب هذه من هذه - يعني لحيته من دم رأسه (2).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net