متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
22 - الإمام علي: أعلم الصحابة وأقضاهم
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

22 - الإمام علي: أعلم الصحابة وأقضاهم

روى الإمام أحمد بسنده عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا دار الحكمة، وعلي بابها (2).

وروى أبو نعيم في الحلية بسنده عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسئل عن علي، فقال:

قسمت الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي علي تسعة أجزاء، والناس جزء واحد (3).

____________

(1) أنظر: عبد الكريم الخطيب: علي بن أبي طالب - بقية النبوة وخاتم الخلافة - بيروت 1975، محمد بيومي مهران الإمام علي بن أبي طالب - جزءان - السيدة فاطمة الزهراء - (بيروت 1990).

(2) فضائل الصحابة 2 / 635، وانظر ص 576، 581، 595، 675، 646، 647، 654، 699، 716، 719، 723، 764، الإستيعاب 2 / 38 - 49، 43، 44، نور الأبصار ص 79.

(3) حلية الأولياء 1 / 65.

الصفحة 253
وفي رواية عن أبي عون عن أبي صالح الحنفي عن علي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أوصني، قال: قل: ربي الله ثم استقم، قال: قلت: الله ربي، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، فقال: ليهنك العلم أبا الحسن، لقد شربت العلم شربا، ونهلته نهلا (1).

وفي رواية عن عبد الله بن مسعود قال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلا له ظهر وبطن، وإن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن (2).

وفي رواية عن هبيرة بن مريم، أن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، قام وخطب الناس وقال: لقد فارقكم رجل بالأمس، لم يسبقه الأولون، ولم يدركه الآخرون بعلم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه فيعطيه الراية، فلا يرتد حتى يفتح الله عز وجل عليه، جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ما ترك صفراء ولا بيضاء، إلا سبعمائة، فضلت من عطائه، أراد أن يشتري بها خادما (3).

وفي رواية عن معاذ بن جبل قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي، أخصمك بالنبوة، ولا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع، ولا يحجك فيها أحد من قريش، أنت أولهم إيمانا بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية (4).

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم، فليأت الباب - قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد (5).

وفي رواية عن جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا

____________

(1) حلية الأولياء 1 / 65.

(2) حلية الأولياء 1 / 65.

(3) حلية الأولياء 1 / 65.

(4) حلية الأولياء 1 / 65 - 66.

(5) المستدرك للحاكم 3 / 126 (وانظر تاريخ بغداد 4 / 348، 7 / 172، 11 / 49، تهذيب التهذيب

=>


الصفحة 254
مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (1).

وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن جابر بن عبد الله قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي - قول: هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، - يمد بها صوته - (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد البيت فليأت الباب) (2).

وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي: وأخرج ابن سعد عن علي أنه قيل له: ما لك أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديثا؟ قال: إني كنت إذا سألته أنبأني، وإذا سكت ابتدأني.

وأخرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال عمر بن الخطاب: علي أقضانا.

وأخرج الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي.

وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال: إذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا، لا نعدوها.

وأخرج عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر بن الخطاب يتعوذ بالله من معضلة، ليس فيها أبو حسن.

وعنه أيضا قال: لم يكن أحد من الصحابة يقول: (سلوني) إلا علي (3).

____________

<=

6 / 320، 7 / 427، كنز العمال 6 / 152، 6 / 156، فيض القدير 3 / 36، مجمع الزوائد 9 / 114).

(1) المستدرك للحاكم 3 / 127.

(2) تاريخ بغداد 2 / 377.

(3) السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 170 - 171 (تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد - القاهرة 1964).

الصفحة 255
وأخرج ابن عساكر عن ابن مسعود قال: أفرض أهل المدينة وأقضاها، علي بن أبي طالب.

وأخرج عن عائشة رضي الله عنها، أن عليا ذكر عندها، فقالت: أما إنه أعلم من بقي بالسنة.

وقال عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة: كان لعلي ما شئت من ضرس قاطع في العلم، وكان له البسطة في العشيرة، والقدم في الإسلام، والعهد برسول الله صلى الله عليه وسلم، والفقه في السنة، والنجدة في الحرب، والجود في المال (1).

وفي الرياض النضرة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أقضى أمتي علي - أخرجه في المصابيح الحسان.

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أقضانا علي بن أبي طالب - أخرجه السلفي.

وعن ابن مسعود قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة، علي بن أبي طالب.

وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تختصم الناس بسبع، ولا يحاجك أحد من قريش، أنت أولهم إيمانا بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية - أخرجه الحاكمي (2).

وفي كنز العمال عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد المدينة، فليأتها من بابها (3).

____________

(1) تاريخ الخلفاء ص 171.

(2) الرياض النضرة 2 / 262.

(3) كنز العمال 6 / 401.

الصفحة 256
وفي كنوز الحقائق: أنا مدينة العلم، وعلي بابها - قال أخرجه الديلمي (1).

وفي حلية الأولياء بسنده عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا دار الحكمة، وعلي بابها).

قال: رواه الأصبع بن نباتة والحارث عن علي نحوه، ومجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله (2).

وروى ابن عبد البر في الإستيعاب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه (3).

وعنه قال صلى الله عليه وسلم في أصحابه: أقضاهم علي بن أبي طالب.

وقال عمر بن الخطاب: علي أقضانا، وأبي أقرؤنا، وإنا لنترك أشياء من قراءة أبي (4).

وروى المحب الطبري في صواعقه: أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله، والطبراني والحاكم والعقيلي في الضعفاء، وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن علي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)، وفي رواية: فمن أراد العلم فليأت الباب، وفي أخرى عند الترمذي عن علي (أنا دار الحكمة، وعلي بابها)، وفي أخرى عند ابن عدي (علي باب علمي) (5).

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن الأعمش عن مجاهد عن ابن

____________

(1) كنوز الحقائق ص 43.

(2) حلية الأولياء 1 / 64.

(3) الإستيعاب في معرفة الأصحاب 2 / 38.

(4) الإستيعاب 2 / 38.

(5) الصواعق المحرقة ص 188 - 189.

الصفحة 257
عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فيأت بابه) (1).

وعن عبد الله بن مسعود: قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب (2).

وفي الإستيعاب قال ابن مسعود: إن أقضى أهل المدينة، علي بن أبي طالب (3).

وفي فضائل الصحابة لابن حنبل قال: كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة، علي بن أبي طالب (4).

وفي أسد الغابة: وروى يحيى بن معين عن عبدة بن سليمان عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: قلت لعطاء: أكان في أصحاب محمد أعلم من علي؟ قال: لا والله لا أعلمه (5).

وفي رواية ابن عبد البر عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: قلت لعطاء:

أكان في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد أعلم من علي؟ قال: لا، والله ما أعلمه.

وعن عائشة قالت: من أفتاكم بصوم عاشوراء، قالوا: علي، قالت:

علي، أما إنه لأعلم الناس بالسنة.

وعن ابن عباس قال: كنا إذا أتانا الثبت عن علي، لم نعدل به (6).

وفي أسد الغابة عن ابن عباس قال: لقد أعطي علي تسعة أعشار العلم، وأيم الله، لقد شاركهم في العشر العاشر (7).

____________

(1) أسد الغابة 4 / 100.

(2) أسد الغابة 4 / 100.

(3) الإستيعاب 3 / 41.

(4) فضائل الصحابة 2 / 646.

(5) أسد الغابة 4 / 100.

(6) الإستيعاب 3 / 40، التهذيب 6 / 396.

(7) أسد الغابة 4 / 100.

الصفحة 258
وفي الإستيعاب عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال: والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر (1).

وعن ابن مليكة عن ابن عباس عن عمر أنه قال: أقضانا علي، وأقرؤنا أبي (2).

وعن مطرق عن ابن إسحاق عن سعيد بن وهب قال: قال عبد الله: أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب (3).

وعن مغيرة قال: ليس أحد منهم أقوى قولا في الفرائض من علي (4).

وفي أسد الغابة، قال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص لعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة: يا عم، لم كان ضغو (ميل) الناس إلى علي؟ قال: يا ابن أخي، إن عليا كان له ما شئت من ضريس قاطع في العلم، وكان له البسطة في العشيرة، والقدم في الإسلام، والصهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والفقه في السنة، والنجدة في الحرب، والجود بالماعون (5).

وروى ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ من معضلة، ليس لها أبو حسن (6)، وكان يقول: لولا علي لهلك عمر (7).

وفي نور الأبصار: أن رجلا أتي به إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، - وكان صدر منه أنه قال لجماعة من الناس، وقد سألوه: كيف أصبحت؟ -

____________

(1) الإستيعاب 3 / 40.

(2) الإستيعاب 3 / 41.

(3) الإستيعاب 3 / 41.

(4) الإستيعاب 3 / 41.

(5) أسد الغابة 4 / 100، الإستيعاب 3 / 43.

(6) أسد الغابة 4 / 100، فضائل الصحابة 2 / 647 (7) الإستيعاب 3 / 39.

الصفحة 259
قال: أصبحت أحب الفتنة، وأكره الحق، وأصدق اليهود والنصارى، وأؤمن بما لا أراه، وأقر بما لم يخلق.

فأرسل عمر إلى علي رضي الله عنهما، فلما جاءه أخبره بمقالة الرجل، قال: صدق، يحب الفتنة، قال الله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة)، ويكره الحق، يعني الموت، قال الله تعالى: (وجاءت سكرة الموت بالحق)، ويصدق اليهود والنصارى، قال الله تعالى: (وقالت اليهود ليست النصارى على شئ * وقالت النصارى ليست اليهود على شئ)، ويؤمن بما لم يره، يؤمن بالله عز وجل، ويقر بما لم يخلق، يعني الساعة.

فقال عمر رضي الله عنه: أعوذ بالله من معضلة، لا علي بها، قال سعيد بن المسيب: كان عمر يقول: اللهم لا تبقني لمعضلة، ليس لها أبو الحسن.

وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال: إذا ثبت لنا الشئ عن علي، لم نعدل عنه إلى غيره (2).

وعن سعيد بن المسيب: ما كان أحد من الناس يقول: (سلوني، غير علي بن أبي طالب) (3).

وروى البخاري في صحيحه بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:

قال عمر رضي الله عنه: أقرؤنا أبي وأقضانا علي (4).

____________

(1) نور الأبصار ص 79.

(2) أسد الغابة 4 / 100.

(3) أسد الغابة 4 / 100.

(4) صحيح البخاري 6 / 23 - ورواه الحاكم في المستدرك 3 / 305، والإمام أحمد في المسند

=>


الصفحة 260
وروى البيهقي في السنن بسنده عن رقبة قال: خرج يزيد بن مسلم من عند الحجاج فقال: لقد قضى الأمير، فقال له الشعبي: وما هي؟ فقال: ما كان للرجل فهو للرجل، وما كان للنساء فهو للمرأة، فقال الشعبي: قضاء رجل من أهل بدر، قال: ومن هو؟ قال: لا أخبرك، قال: من هو؟ على عهد الله وميثاقه لا أخبره، قال: هو علي بن أبي طالب، قال: فدخل على الحجاج فأخبره، فقال الحجاج: صدق، ويحك إنا لم ننقم على علي قضاءه، قد علمنا أن عليا كان أقضاهم (1).

وروى ابن سعد في طبقاته بسنده عن أبي الطفيل قال علي، عليه السلام:

سلوني عن كتاب الله، فإنه ليس من آية، إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل (2).

ورواه ابن حجر العسقلاني أيضا في تهذيب التهذيب، وقال فيه: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية، إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار (3).

وذكره ابن حجر في إصابته، وابن عبد البر في استيعابه (4).

وروى الإمام الطبري في تفسيره بسنده عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا

____________

<=

5 / 113، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 65، ونسبه السيوطي في تفسير قوله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها) [ البقرة: آية 106 ] إلى النسائي وابن الأنباري في المصاحف، والبيهقي في الدلائل.

(1) سنن البيهقي 10 / 629.

(2) طبقات ابن سعد 2 / 101.

(3) تهذيب التهذيب 7 / 337.

(4) الإصابة في تمييز الصحابة 2 / 509، الإستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 43.

الصفحة 261
يقول: لا تسألوني عن كتاب ناطق، ولا سنة ماضية، إلا حدثتكم، فسأله ابن الكواء عن الذاريات، فقال: هي الرياح (1).

وعن أبي الصهباء البكري عن علي عليه السلام قال - وهو على المنبر - لا يسألني أحد عن آية من كتاب، إلا أخبرته، فقام ابن الكواء، فقال: ما الذاريات ذروا، قال: الرياح (2).

وفي كنز العمال: عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: شهدت علي بن أبي طالب يخطب، فقال في خطبته: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شئ يكون إلى يوم القيامة، إلا حدثتكم، سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية، إلا أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، أم في سهل نزلت أم في جبل، فقام إليه ابن الكواء فقال: يا أمير المؤمنين: ما الذاريات ذروا؟ فقال له: ويلك سل تفقها، ولا تسأل تعنتا، (والذاريات ذروا) الرياح، (فالحاملات وقرا) السحاب، (والجاريات يسرا) السفن، (فالمقسمات أمرا) الملائكة، فقال: فما السواد الذي في القمر، فقال: أعمى يسأل عن عمياء، قال الله تعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين * فمحونا آية الليل * وجعلنا آية النهار مبصرة)، فمحو آية الليل:

السواد الذي في المقر، قال: فما كان ذو القرنين أنبيا أم ملكا فقال: لم يكن واحدا منهما، كان عبدا لله، أحب الله وأحبه الله، وناصح الله فنصحه الله، بعثه الله إلى قوم يدعوهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الأيمن، ثم مكث ما شاء الله، ثم بعثه الله إلى قومه يدعوهم إلى الهدى، فضربوه على قرنه الأيسر، ولم يكن له قرنان كقرني الثور، قال: فما هذه القوس؟ قال: هي علامة كانت بين نوح وربه، وهي أمان من الغرق، فما البيت المعمور؟ قال: بيت فوق سبع سماوات تحت العرش، يقال الضراح يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة، قال: فمن الذين بدلوا نعمة الله كفرا؟ قال: هم

____________

(1) تفسير الطبري 26 / 116.

(2) تفسير الطبري 26 / 8116.

الصفحة 262
الأفجران من قريش، وقد كفيتموه يوم بدر، قال: فمن (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)، قال: (قد كان أهل حروراء منهم).

قال: أخرجه ابن الأنباري في المصاحف، وابن عبد البر في العلم (1) - وذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (2).

وفي الرياض النضرة عن محمد بن كعب القرظي قال: كان فمن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، - وهي حي - عثمان وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود من المهاجرين، وسالم مولى أبي حذيفة مولى لهم: أخرجه أبو عمر (3).

وروى ابن سعد في طبقاته بسنده عن جبلة بنت المصفح عن أبيها قال:

قال علي عليه السلام: يا أخا بني عامر، سلني عما قال الله ورسوله، فإنا نحن أهل البيت أعلم بما قاله الله ورسوله (4).

وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن أبي البختري عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، تبعثني إلى اليمن، ويسألوني عن القضاء، ولا علم لي به، قال: أدن، فدنوت، فضرب بيده على صدري، ثم قال: (اللهم ثبت لسانه واهد قلبه)، فلا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ما شككت في قضاءين اثنين بعد (5).

ورواه الحاكم في المستدرك، والنسائي في الخصائص والإمام أحمد في المسند، وأبو داوود الطيالسي في مسنده، والبيهقي في سننه، وأبو نعيم في

____________

(1) كنز العمال 1 / 228.

(2) فتح الباري 10 / 221.

(3) الرياض النضرة 2 / 294 - 295.

(4) الطبقات الكبرى 6 / 176.

(5) أسد الغابة 4 / 99.


الصفحة 263
الحلية، والخطيب البغدادي في تاريخه، والمتقي في كنز العمال، والمحب الطبري في الرياض النضرة (1).

وفي طبقات ابن سعد بسنده عن أبي البختري عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله، بعثتني، وأنا شاب، أقضي بينهم، ولا أدري ما القضاء، فضرب صدري بيده، ثم قال: (اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه، فوالذي فلق الحبة، ما شككت في قضاءين اثنين.

وعن سماك عن حنش بن المعتمر عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى اليمن قاضيا، فقلت: يا رسول الله، إنك ترسلني إلى قوم يسألونني ولا علم لي بالقضاء، فوضع يده على صدري، وقال: إن الله سيهدي قلبك، ويثبت لسانك، فإذا قعد الخصمان بين يديك، فلا تقضي حتى تسمع من الآخر، كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن يتبين لك القضاء، فما زلت قاضيا، أو ما شككت في قضاء بعد.

وعن أبي إسحاق عن حارثة عن علي قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم، إلى اليمن، فقلت يا رسول الله، إنك تبعثني إلى قوم شيوخ ذوي أسنان، وإني أخاف أن لا أصيب، فقال: إن الله سيثبت لسانك ويهدي قلبك (2).

وعن ابن عباس قال: قال عمر: أقضانا علي، وأقرؤنا أبي.

وعن عطاء قال: كان عمر يقول: علي أقضانا للقضاء، وأبي أقرؤنا للقرآن.

____________

(1) المستدرك للحاكم 3 / 135، 4 / 88، تهذيب الخصائص ص 33 مسند الإمام أحمد 1 / 83، 88، 111، 131، 149، مسند أبي داود الطيالسي 1 / 16، 69، حلية الأولياء 4 / 381، سنن البيهقي 10 / 86، كنز العمال 6 / 158، الرياض النضرة 2 / 263. والنظر فضائل الصحابة لابن حنبل 2 / 581، 699، 700، 716.

(2) الطبقات الكبرى 2 / 100 - 101.

الصفحة 264
وعن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب: علي أقضانا (1).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن قيس بن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة، فقال: سل علي بن أبي طالب، فهو أعلم، فقال: يا أمير المؤمنين، جوابك فيها أحب إلي من جواب علي، فقال: بئس ما قلت، ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يغره العلم غرا، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي، وكان عمر، إذا أشكل عليه شئ يأخذ منه، ولقد شهدت عمر، وقد أشكل عليه شئ، فقال: هاهنا علي، قم لا أقام الله رجليك (2).

وذكره المحب الطبري في الذخائر والرياض النضرة (3).

وفي الرياض النضرة عن جميل بن عبد الله بن يزيد المدني قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم، قضاء قضى به علي، فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت (4).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن أبي إسحاق عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي - بعد قتل علي - فقال: لقد فارقكم رجل أمس، ما سبقه الأولون بعلم، ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليبعثه ويعطيه الراية، فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء، إلا سبعمائة درهم من عطائه، كان يرصدها لخادم أهله (5).

____________

(1) الطبقات الكبرى 2 / 102.

(2) فضائل الصحابة 2 / 675.

(3) ذخائر العقبى ص 79، الرياض النضرة 2 / 206.

(4) الرياض النضرة 2 / 265.

(5) فضائل الصحابة 1 / 548، وانظر 2 / 595.

ورواه الإمام أحمد في المسند 1 / 199، وفي الزهد ص 133، وابن سعد في طبقاته 3 / 38، وابن حبان في الموارد ص 545، والطبراني في الكبير ص 793 - 781، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 146.

الصفحة 265
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ذكر عنده علي بن أبي طالب، فقال: إنكم لتذكرون رجلا كان يسمع وطء جبريل فوق بيته (1).

وذكره المحب الطبري في الذخائر والرياض النضرة (2).

وعن حميد بن عبد الله بن يزيد المدني، أنه ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم، قضاء قضى به علي بن أبي طالب، فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت) (3).

وروى يزيد بن هارون عن فطر عن أبي الطفيل قال: قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لقد كان لعلي من السوابق ما لو أن سابقة منها بين الخلائق لوسعتهم.

وله في القضاء والفتيا أخبار كثيرة، ولو ذكرنا ما سأله الصحابة - مثل عمر وغيره رضي الله عنهم - لأطلنا (4).

وقد روت بعض الكتب بعضا من قضايا الإمام علي وفتواه (5).

وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس: ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى، ما نزل في علي. وقال: نزل في علي ثلاثمائة آية (6).

____________

(1) فضائل الصحابة 2 / 654.

(2) ذخائر العقبى ص 94، الرياض النضرة.

(3) فضائل الصحابة 2 / 654.

(4) أسد الغابة 4 / 101.

(5) أنظر عن أشهر قضايا الإمام علي (أحمد حسن الباقوري: علي إمام الأئمة 169 - 247، الشبلنجي: نور الأبصار ص 79 - 80، سنن النسائي 2 / 108، المستدرك للحاكم 3 / 135 - 136، سنن البيهقي 8 / 111، 10 / 226 - 267، مشكل الآثار للطحاوي 1 / 320، 3 / 58، مسند الإمام أحمد 1 / 77، 5 / 58، الإستيعاب 3 / 38 - 44، فضائل الخمسة 2 / 265 - 308، كنز العمال 3 / 53، 181، الصواعق المحرقة ص 199، الرياض النضرة 2 / 257، 262، محمد بيومي مهران: الإمام علي بن أبي طالب 2 / 172 - 193).

(6) الصواعق المحرقة ص 196.

الصفحة 266
وفي الختام نقدم خطبة للإمام علي بن أبي طالب - كما جاءت في نهج البلاغة (1) - يقول الإمام:

(أما بعد حمدا لله، والثناء عليه، أيها الناس، فإني فقأت عين الفتنة، ولم يكن ليتجرئ عليها أحد غيري، بعد أن ماج غيهبها، واشتد كلبها، فاسألوني قبل أن تفقدوني، فوالذي نفسي بيده، لا تسألونني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة، ولا عن فئة تهدي مائة، وتضل مائة، إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها، وسائقها، ومناخ ركابها، ومحط رجالها، ومن يقتل من أهلها قتلا، ومن يموت منهم موتا).

(ولو قد فقدتموني ونزلت بكم كرائه الأمور، وحوازب الخطوب، لأطرق كثير من السائلين، وفشل كثير من المسؤولين، وذلك إذا قلصت حربكم، وشمرت عن ساق، وكانت الدنيا عليكم ضيقا، تستطيلون أمام البلاء عليكم، حتى يفتح الله لبقية الأبرار منكم).

(إن الفتن إذا أقبلت شبهت، وإذا أدبرت نبهت، ينكرن مقبلات، ويعرفن مدبرات، يحمن حوم الرياح يصبن بلدا، ويطئن بلدا).

(ألا وإن أخوف الفتن عليكم، فتنة بني أمية، فإنها فتنة عمياء مظلمة، عمت خطتها، وخصت بليتها، وأصاب البلاء من أبصر فيها، وأخطأ البلاء من عمى عنها).

(وأيم الله لتجدن بني أمية لكم أرباب سوء بعدي كالناب الضروس، تعذم بفيها، وتخبط بيدها، وتزبن برجلها، وتمنع درها، لا يزالون بكم، حتى لا يتركوا منكم، إلا نافعا لهم، أو غير ضار بهم).

(ولا يزال بلاؤهم عنكم، حتى لا يكون انتصار أحدكم عنهم، إلا مثل

____________

(1) شرح نهج البلاغة 7 / 44 - 45 (بيروت 1966).

الصفحة 267
انتصار العبد من ربه، والصاحب من مستصحبه، ترد عليكم فتنتهم شوها مخشية، وقطعا جاهلية، وليس فيها منار هدى، ولا علم يرى، نحن أهل البيت منها بنجاة، ولسنا فيا بدعاة، ثم يفرجها الله عنكم كتفريج الأديم، بمن يسومهم خسفا، ويسوقهم عنفا، ويسقيهم بكأس مصبرة، لا يعطيهم إلا لسيف، ولا يحلسهم إلا لخوف، فعند ذلك تود قريش بالدنيا وما فيها، لو يرونني مقاما واحدا، ولو قدر جزر جزور، لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه، فلا يعطونيه).

والإمام عليه السلام يقسم هنا بالله الذي نفسه بيده، أنهم لا يسألونه عن أمر يحدث بينهم وبين القيامة إلا أخبرهم به، وأنه ما صح من طائفة من الناس، يهتدي بها مائة، وتضل بها مائة، إلا وهو مخبر لهم - إن سألوه - برعاتها وقائدها وسائقها، ومواضع نزول ركابها وخيولها، ومن يقتل منها قتلا، ومن يموت منها موتا، وهذه الدعوى ليست من الإمام - والعياذ بالله - إدعاء الربوبية أو النبوة، ولكنه - يقول - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبره بذلك (1).

وكان - رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة - يقول: إني لست بنبي، ولا يوحى إلي، ولكن أعمل بكتاب الله وسنة نبيه، ما استطعت، فما أمرتكم من طاعة، فحق عليكم طاعتي، فيما أحببتم وكرهتم (2).

وفي نهج البلاغة مجموعة من الأحداث التي أخبر عنها الإمام، وجاءت بها الأيام، كما أخبر عنها (3).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net