18 - الإمام علي: أحد أصحاب الكساء الخمسة:
روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم، غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ويطهركم تطهيرا) (3).
____________
(1) السيرة الحلبية 3 / 236.
(2) الحافظ أبو نعيم: دلائل النبوة ص 297 - 298، فضائل الخمسة 1 / 249.
(3) صحيح مسلم 15 / 194 - 195.
ورواه الحاكم في المستدرك، والطبراني في الصغير، والزمخشري في الكشاف، والفخر الرازي في التفسير الكبير، والسيوطي في الدر المنثور (1).
وروى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن شهر بن حوشب عن أم سلمة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال لفاطمة: ائتني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم، فألقى عليهم كساء فدكيا، قال: ثم وضع يده عليهم، ثم قال: اللهم إن هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد، إنك حميد مجيد، قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي، وقال:
إنك على خير (2).
ورواه الطحاوي في مشكل الآثار، والمتقي الهندي في كنز العمال، وذكره السيوطي في الدر المنثور، وقال: أخرجه الطبراني (3).
وفي رواية أخرى في المسند (4) أيضا عن أم سلمة قالت: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بيتي يوما إذ قالت الخادم: إن عليا وفاطمة بالسدة، قالت:
فقال لي: قومي فتنحي لي عن أهل بيتي، قالت: فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي وفاطمة، ومعها الحسن والحسين، وهما صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما، واعتنق عليا بإحدى يديه، وفاطمة باليد الأخرى، فقبل فاطمة وقبل عليا، فأغدق عليهم خمصية سوداء، فقال: اللهم إليك، لا إلى النار، أنا وأهل بيتي، قالت: فقلت: وأنا يا رسول الله، فقال:
وأنت.
وذكره المحب الطبري في الذخائر، وقال أخرجه أحمد، والمتقي في كنز
____________
(1) المستدرك للحاكم 3 / 147، المعجم الصغير للطبراني 22 / 5.
(2) مسند الإمام أحمد 6 / 323.
(3) مشكل الآثار 1 / 334، كنز العمال 7 / 103.
(4) مسند الإمام أحمد 6 / 296.
العمال، وقال: أخرجه ابن أبي شيبة، ثم ذكره أيضا مختصرا، وقال: أخرجه الطبراني (1).
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن شداد أبي عمار قال: دخلت على واثلة ين الأسقع - وعنده قوم فذكروا عليا فشتموه فشتمه معهم - فقال: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى فقال: أتيت فاطمة أسألها عن علي، فقالت: توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست أنتظره، حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه علي وحسن وحسين، فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسنا وحسينا، كل منهما على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه - أو قال كساء - ثم تلا هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق (2).
ورواه الإمام الطبري في التفسير، والترمذي في صحيحه، والسيوطي في الدر المنثور، والهيثمي في مجمع الزوائد (3).
وفي رواية أيضا عن شداد بن عبد الله قال: سمعت واثلة بن الأسقع - وقد جئ برأس الحسين بن علي - قال: فلقيه رجل من أهل الشام، فغضب واثلة وقال: والله لا أزال أحب عليا وحسنا وحسينا وفاطمة أبدا، بعد إذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في منزل أم سلمة يقول فيهم ما قال، قال واثلة: رأيتني في ذات يوم، وقد جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في منزل أم سلمة، وجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله، وجاء الحسين كأجلسه على فخذه اليسرى وقبله، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه، ثم دعا بعلي فجاء، ثم أغدق عليهم كساء خيبريا، كأني أنظر إليه، ثم قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
____________
(1) ذخائر العقبى ص 21، كنز العمال 7 / 103.
(2) فضائل الصحابة 2 / 577 - 578.
(3) تفسير الطبري 22 / 5 - 6، والترمذي 5 / 351، 663، تفسير الدر المنثور للسيوطي 5 / 198، مجمع الزوائد 9 / 166.
البيت ويطهركم تطهيرا، فقلت لواثلة: ما الرجس؟ قال: الشك في الله عز وجل (1).
وفي رواية عن الأوزاعي قال: حدثني شداد أبو عمار قال: سمعت واثلة بن الأسقع يحدث، قال: طلبت علي بن أبي طالب في منزله، فقالت فاطمة: قد ذهب يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفراش، وأجلس فاطمة على يمينه، وعلي على يساره، وحسن وحسين بين يديه، فلفع عليهم بثوبه، فقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (2).
وفي رواية عن عطاء بن أبي رباح قال: حدثني مع سمع أم سلمة تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان في بيتها، فأتته فاطمة ببرمة فيها خريزة، فدخلت بها عليه فقال: ادعي لي زوجك وابنيك، قالت: فجاء علي وحسن وحسين فدخلوا عليه، فجلسوا يأكلون من تلك الخريزة، وهو على منامة له على دكان، تحته كساء خيبري، قالت: وأنا في الحجرة أصلي، فأنزل الله عز وجل هذه الآية:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (3).
قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده، فألوى بها إلى السماء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحاميتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت: فأدخلت رأسي البيت، قلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال:
إنك إلى خير، إنك إلى خير (4).
وأخرجه أيضا أحمد في المسند (5).
____________
(1) فضائل الصحابة 2 / 672 - 673.
(2) سورة الأحزاب: آية 33، فضائل الصحابة 2 / 786 - 787.
(3) سورة الأحزاب: آية 33.
(4) فضائل الصحابة 2 / 787 - 588.
(5) مسند الإمام أحمد 6 / 292، 298.
وفي رواية عن شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لفاطمة: ائتني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم، فألقى عليهم كساء فدكيا، قالت: ثم وضع يده عليه، ثم قال: اللهم إن هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد، وعلى آل محمد، إنك حميد مجيد، وقالت أم سلمة:
فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي، وقال: إنك على خير (1).
وفي رواية عن شهر بن حوشب قال: سمعت أم سلمة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - حين جاء نعي الحسين بن علي، لعنت أهل العراق، فقالت: قتلوه قتلهم الله، غروه وذلوه لعنهم الله، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت لها فيها عصيدة، تحملها فوق طبق لها، حتى وضعتها بين يديه فقال لها: أين ابن عمك؟ قالت: هو في البيت، قال: اذهبي فادعيه، وائتني بإبنيه، قالت: فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد، وعلي يمشي في أثرهما، حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجلسهما في حجره، وجلس علي على يمينه، وجلست فاطمة على يساره، قالت أم سلمة: فاجتذب كساء خيبريا، كان بساطا على المنامة في المدينة، فلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا، فأخذ بشماله طرفي الكساء، وألوى بيده اليمنى إلى ربه عز وجل، قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم أهل بيتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقلت: يا رسول الله، ألست من أهلك؟ قال: بلى، فادخلي في الكساء، قالت: فدخلت في الكساء، بعد ما قضى دعاءه لابن عمه، وابنيه وابنته فاطمة (2).
وأخرجه الإمام أحمد أيضا في المسند. ورواه الطبراني في الكبير (3).
وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن زبيد عن شهر بن حوشب عن أم
____________
(1) فضائل الصحابة 2 / 602، المسند 6 / 323.
(2) فضائل الصحابة 2 / 685 - 686.
(3) المسند 6 / 298، معجم الطبراني الكبير 3 / 114.
سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل عليا وفاطمة والحسن والحسين كساء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة: قالت يا رسول الله، أنا منهم، قال: إنك إلى خير (1).
ورواه الإمام أحمد في المسند (2).
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرحمة هابطة قال: ادعوا لي، ادعوا لي، فقالت صفية: من يا رسول الله؟ قال: أهل بيتي: عليا وفاطمة والحسن والحسين، فجئ بهم، فألقى عليهم كساء، ثم رفع يديه، ثم قال: اللهم هؤلاء آلي، فصل على محمد وعلى آل محمد، وأنزل الله عز وجل (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (3).
وروى المتقي في كنز العمال عن واثلة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمع فاطمة وعليا والحسن والحسين تحت ثوبه وقال: اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، اللهم إن هؤلاء مني، وأنا منهم، فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم، قال واثلة:
وكنت على الباب فقلت: وعلي يا رسول الله بأبي أنت وأمي، قال: اللهم وعلى واثلة - قال أخرجه الديلمي (4).
وروى الهيثمي في مجمع الزوائد بسنده عن واثلة بن الأسقع قال: خرجت وأنا أريد عليا، فقيل لي: هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأممت إليهم فأجدهم في حظيرة من قصب، رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين، قد جعلهم
____________
(1) أسعد الغابة 4 / 110.
(2) مسند الإمام أحمد 6 / 292.
(3) المستدرك للحاكم 3 / 147.
(4) كنز العمال 7 / 92.
تحت ثوب، قال: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم - قال رواه الطبراني (1).
وروى الإمام النسائي في الخصائص (2) بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: أمر معاوية سعدا فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب (لقب للإمام علي) فقال: أما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبه، لأن يكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، وقد خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله، أتخلفني مع النساء والصبيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فتطاولنا إليهما فقال: ادعوا إلي عليا، فأتي به أرمد، فبصق في عينه، ودفع الراية إليه، ولما نزلت: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي.
وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)، قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين، فقال:
هؤلاء أهلي، قالت: فقلت يا رسول الله، أفما أنا من أهل البيت؟ قال: بلى، إن شاء الله عز وجل (3).
وعن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر، إذا خرج لصلاة الفجر، يقول: الصلاة يا أهل بيت محمد (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (4).
____________
(1) مجمع الزوائد 9 / 167.
(2) تهذيب الخصائص ص 19 - 20.
(3) أسد الغابة 7 / 222، 343، المستدرك للحاكم 3 / 146.
(4) أسد الغابة 7 / 223، تحفة الأحوذي 9 / 67 - 68.
وفي تفسير ابن كثير: عن أبي سعيد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت:
إن هذه الآية نزلت في بيتي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، قالت: وأنا جالسة على باب البيت، فقلت: يا رسول الله:
ألست من أهل البيت؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إنك إلى خير، أنت من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: وفي البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي وفاطمة والحسن والحسين، رضي الله عنهم (1).
وعن ابن حوشب عن ابن عم له قال: دخلت مع أبي على عائشة، رضي الله عنها، فسألتها عن علي، رضي الله عنه فقالت رضي الله عنها: تسألني عن رجل كان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تحته ابنته، وأحب الناس إليه؟ لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، رضي الله عنهم، فألقى عليهم ثوبا، فقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)، قالت: فدنوت منهم فقلت: يا رسول الله، وأنا من أهل بيتك، فقال صلى الله عليه وسلم: تنحي، فإنك إلى خير (2).
وعن بكير بن مسمار قال: سمعت عامر بن سعد رضي الله عنه قال: قال سعد رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - حين نزل عليه الوحي - فأخذ عليا وابنيه وفاطمة رضي الله عنهم، فأدخلهم تحت ثوبه، ثم قال: (رب هؤلاء أهلي، وأهل بيتي) (3).
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزلت هذه الآية في خمسة: في وفي علي وحسن وحسين وفاطمة (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (4).
____________
(1) تفسير ابن كثير 3 / 772.
(2) تفسير ابن كثير 3 / 772 - 773.
(3) تفسير ابن كثير 3 / 773.
(4) تفسير ابن كثير 3 / 773.
وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن شداد بن عبد الله قال: سمعت واثلة بن الأسقع - وقد جئ برأس الحسين - فلعنه رجل من أهل الشام، ولعن أباه، فقام واثلة وقال: والله لا أزال أحب عليا والحسن والحسين وفاطمة، بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول فيهم ما قال، لقد رأيتني ذات يوم، وقد جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بيت أم سلمة، فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله، ثم جاء الحسين وأجلسه على فخذه اليسرى وقبله، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه، ثم دعا بعلي ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، قلت لواثلة: ما الرجس، قال: الشك في الله عز وجل (1).
وعن عطية قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم، على فاطمة، وهي تعصد عصيدة، فجلس حتى بلغت، وعندها الحسن والحسين، فقال صلى الله عليه وسلم: إرسلوا إلي علي، فجاء فأكلوا، ثم اجتر بساطا كانوا عليه، فجللهم به ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا فسمعت أم سلمة فقالت: يا رسول الله، وأنا معهم، قال: إنك على خير - أخرجه أبو موسى (2).
وروى الترمذي بسنده عن عمرو بن أبي سلمة - ربيب النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في بيت أم سلمة، فدعا فاطمة وحسنا وحسينا، فجللهم بكساء، وعلي خلف ظهره، فجللهم بكساء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال: أنت على مكانك، وأنت على خير (3) - قال رواه الطحاوي في مشكل الآثار، وابن جرير في تفسيره، وابن الأثير في أسد الغابة (4).
____________
(1) أسد الغابة 2 / 121.
(2) أسد الغابة 4 / 46 - 47.
(3) صحيح الترمذي 2 / 209.
(4) مشكل الآثار 2 / 319، تفسير الطبري 22 / 6 - 7، أسد الغابة 2 / 12.
وفي صحيح الترمذي أيضا عن شهر بن حوشب عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم، جلل الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة، وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: إنك إلى خير.
قال: هو أحسن شئ روى في هذا الباب، ثم قال: وفي الباب عن عمرو بن أبي سلمة، وأنس بن مالك، ومعقل بن يسار وعائشة (1).
ورواه أيضا الإمام الطبري في التفسير، والإمام أحمد في المسند، وابن الأثير في أسد الغابة، وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب، والمحب الطبري في ذخائر العقبى (2).
وفي صحيح الترمذي كذلك عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر، إذا خرج إلى صلاة الفجر، يقول: الصلاة يا أهل البيت، (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (3).
قال: وفي الباب عن أبي الحمراء ومعقل بن يسار وأم سلمة - ورواه الإمام الطبري في التفسير، والحاكم في المستدرك وابن حنبل في المسند، وابن الأثير في أسد الغابة، والمتقي في كنز العمال، والسيوطي في الدر المنثور (4).
وروى الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، قال:
لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى الرحمة هابطة، قال: ادعوا لي، ادعوا لي، فقالت صفية: من يا رسول الله؟ قال: أهل بيتي، عليا وفاطمة والحسن والحسين،
____________
(1) صحيح الترمذي 2 / 319.
(2) تفسير الطبري 22 / 6، مسند الإمام أحمد 6 / 306، أسد الغابة 4 / 29، تهذيب التهذيب 2 / 297، ذخائر العقبى ص 21.
(3) صحيح الترمذي 2 / 209.
(4) المسند 3 / 252، أسد الغابة 5 / 521، كنز العمال 7 / 103، المستدرك 3 / 158.
فجئ بهم، فألقى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كساء، ثم رفع يديه، ثم قال: اللهم هؤلاء آلي، فصل على محمد، وعلى آل محمد، وأنزل الله عز وجل: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (1).
وروى السيوطي في تفسيره (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) قال:
وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، وفي البيت سبعة، جبريل وميكائيل عليهما السلام، وعلي فاطمة والحسن والحسين، وأنا على الباب، قلت: يا رسول الله، ألست من أهل البيت؟ قال: إنك إلى خير، إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أيضا: وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد قال: كان يوم أم سلمة، أم المؤمنين رضي الله عنها، فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن وحسين وفاطمة وعلي، عليهم السلام، فضمهم إليه، ونشر عليهم الثوب، والحجاب على أم سلمة مضروب، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة رضي الله عنها: فأنا معهم يا نبي الله؟ قال: أنت مكانك، وإنك على خير.
وقال أيضا: وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزلت هذه الآية في، وفي علي وفاطمة وحسن وحسين (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
وقال أيضا: وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، وابن جرير، وابن المنذر،
____________
(1) المستدرك للحاكم 3 / 147.
وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم، والبيهقي في سننه، عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى فاطمة ومعه حسن وحسين وعلي، عليهم السلام، حتى دخل، فأدنى عليا وفاطمة، فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسنا وحسينا، كل واحد منها على فخذه، ثم لف عليهم ثوبه، وأنا مستدبرهم، ثم تلا هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
وقال أيضا: وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه، في قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، قال: هم أهل بيت طهرهم الله من السوء، واختصهم برحمته.
وقال: وحدث الضحاك بن مزاحم، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول: نحن أهل بيت طهرهم الله، من شجرة النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وبيت الرحمة، ومعدن العلم (1).
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليا وفاطمة والحسن والحسين، ثم أدرا عليهم الكساء، فقال: هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا)، وأم سلمة على الباب فقالت: يا رسول الله: ألست منهم؟
فقال: (إنك لعلى خير، وإلى خير) (2) - قال رواه الإمام الطبري في التفسير (3).
وروى الإمام الطبري في تفسيره (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزلت هذه الآية في خمسة: في
____________
(1) تفسير الدر المنثور للسيوطي 5 / 198 - 199، فضائل الخمسة 1 / 227 - 230.
(2) تاريخ بغداد 10 / 278.
(3) تفسير الطبري 22 / 7.
وفي علي وحسن وحسين وفاطمة، (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (1) - قال: ورواه الهيثمي في مجمعه (2)، والمحب الطبري في الذخائر (3).
وعن أبي سعيد الخدري أيضا: أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فعدهم في يده فقال: خمسة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين (4).
وقال: الطبراني في الأوسط، وذكره علي بن سلطان في مرقاته (5).
وروى الطحاوي في مشكل الآثار (6) بسنده عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
وفي رواية في مشكل الآثار أيضا عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (7).
وفي رواية عن عامر بن سعد عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي (8) - رواه الإمام الطبري في التفسير (9).
____________
(1) تفسير الطبري 22 / 5.
(2) مجمع الزوائد 9 / 167.
(3) ذخائر العقبى ص 24.
(4) تفسير الطبري 22 / 5.
(5) مرقاة علي بن سلطان 5 / 590.
(6) أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي: مشكل الآثار 1 / 332 (ط مجلس دائرة المعارف النظامية - حيدرآباد الدكن 1333 هـ).
(7) مشكل الآثار 1 / 332.
(8) مشكل الآثار 1 / 332.
(9) تفسير الطبري 22 / 7.
وفي رواية عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في بيتي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، يعني في سبعة: جبريل وميكائيل ورسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلي وفاطمة والحسن والحسين، وما قال: إنك من أهل البيت (1).
وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن أبي الحمراء قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء إلى باب علي عليه السلام، أربعين صباحا، بعدما دخل علي على فاطمة عليها السلام، فقال: السلام علكيم أهل البيت ورحمة الله وبركاته (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (2).
وفي رواية عن أبي الحمراء أيضا قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتي باب علي وفاطمة عليهما السلام، ستة أشهر، يقول: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (3).
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أم سلمة، أنها قالت: في بيتي نزلت هذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي قالت أم سلمة: يا رسول الله ما أنا من أهل البيت؟
قال: إنك إلى خير، وهؤلاء أهل بيتي، اللهم أهل بيتي أحق (4).
ورواه الحاكم أيضا في المستدرك، والبيهقي في السنن، والطحاوي في مشكل الآثار، والخطيب البغدادي في تاريخه، وابن الأثير في أسد الغابة، والمحب الطبري في الذخائر (5).
____________
(1) مشكل الآثار 1 / 333.
(2) مجمع الزوائد 9 / 169.
(3) مجمع الزوائد 9 / 121.
(4) المستدرك للحاكم 2 / 416.
(5) المستدرك للحاكم 3 / 147، مشكل الآثار 1 / 334، سنن البيهقي 2 / 150، أسد الغابة 7 / 223، تاريخ بغداد 9 / 126، ذخائر العقبى ص 23.
وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن أبي الطفيل قال: خطبنا الحسن بن علي بن أبي طالب، فحمد الله وأثنى عليه (وساق الحديث، إلى أن قال)، ثم قال: أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا ابن النبي صلى الله عليه وسلم، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، وأنا ابن السراج المنير، وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا (1).
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أنه في أصحاب الكساء هؤلاء، والذين باهل بهم النبي صلى الله عليه وسلم، إنما نزلت فيهم آية المودة قال الله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى) (2)، هذا وقد روى الزمخشري في الكشاف في تفسير هذه الآية الكريمة، قال: وروى أنها لما نزلت: قيل: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة، وابناهما.
وقال الفخر الرازي في التفسير الكبير (في تفسير آية الشورى 23) - بعد أن نقل الرواية المتقدمة عن صاحب الكشاف - ما لفظه: فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم، لوجوه، الأول: قوله تعالى: (إلا المودة في القربى)، ووجه الاستدلال به ما سبق، يعني به ما تقدم من قوله قبل ذلك من أن آل محمد، عليهم السلام هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل، كانوا هم الآل، ولا شك في أن فاطمة وعليا والحسن والحسين، عليهم السلام، كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشد التعلقات، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر، فوجب أن يكونوا هم الآل.
والثاني: لا شك في أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يحب فاطمة عليها السلام، قال صلى الله عليه وسلم: (فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما يؤذيها)، كما ثبت بالنقل المتواتر أن
____________
(1) مجمع الزوائد 9 / 146.
(2) سورة الشورى: آية 23.
النبي صلى الله عليه وسلم، كان يحب عليا والحسن والحسين، عليهم السلام، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله (واتبعوه لعلكم تهتدون) وقوله تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) (1)، ولقوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) (2).
والثالث: أن الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء، خاتمة التشهد في الصلاة، وهو قوله: (اللهم صل على محمد وآل محمد) (وبارك على محمد وآل محمد) أو (ارحم محمدا وآل محمد).
وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب، قال الإمام الشافعي: (150 هـ / 767 م - 204 هـ / 820 م):
يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتف بساكن خيفها والناهض سحر إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كما نظم الفرات الفائض إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي (3)
وروى المحب الطبري في ذخائر العقبى عن ابن عباس قال: لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)، قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما (4).
وذكره المحب الطبري في الصواعق المحرقة، وقال أخرجه أحمد والطبراني وابن أبي حاتم الحاكم عن ابن عباس، والشبلنجي في نور الأبصار عن البغوي في تفسيره، والهيثمي في مجمعه (5).
وروى المحب الطبري في صواعقه: وروى أبو الشيخ وغيره عن علي -
____________
(1) سورة النور: آية 63.
(2) سورة الأحزاب: آية 21.
(3) فضائل الخمسة 1 / 263 - 264.
(4) سورة الشورى: آية 23، ذخائر العقبى ص 25.
(5) الصواعق المحرقة ص 258 - 259، نور الأبصار ص 101، مجمع الزوائد 7 / 103، 9 / 168.
رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة - قال: فينا آل حم آية، لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن، ثم قرأ (قل لا أسألكم عليه أجرا، إلا المودة في القربى) (1).
وروى الإمام الطبري في تفسيره عن ابن أبي الديلم قال: لما جئ بعلي بن الحسين، عليهما السلام، أسيرا، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام، فقال: الحمد لله الذي قتلكم، واستأصلكم، وقطع قرني الفتنة، فقال له علي بن الحسين عليه السلام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم، قال: أقرأت آل حم؟ قال: قرأت القرآن، ولم أقرأ آل حم، قال: ما قرأت (قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى) قال: وإنكم لأنتم هم؟ قال: نعم (2) - وذكره المحب الطبري في صواعقه، وقال: أخرجه الطبراني (3).
وقال ابن العربي (468 هـ / 1165 م - 543 هـ / 1240 م).
رأيت ولائي آل طه فريضة * على رغم أهل البعد يورثني القربا فما طلب المبعوث أجرا على الهدى * بتبليغه إلا المودة في القربى (4)
وروى أبو نعيم في الحلية بسنده عن الإمام جعفر الصادق عن أبيه الإمام محمد الباقر عن جابر قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، أعرض علي الإسلام، فقال، تشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، قال: تسألني عليه أجرا؟ قال: لا، إلا المودة في القربى، قال: قرباي أو قرباك؟ قال: قرباي، قال: هات أبايعك، فعلى من لا يحبك، ولا يحب قرباك لعنه الله، قال صلى الله عليه وسلم: آمين (5).
____________
(1) الصواعق المحرقة ص 259.
(2) تفسير الطبري 25 / 16.
(3) الصواعق المحرقة ص 259.
(4) الصواعق المحرقة ص 259.
(5) حلية الأولياء 3 / 201.
|