متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
6 - قوله (ص) لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج2    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

6 - قوله صلى الله عليه وسلم لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي: -

روى البخاري في صحيحه بسنده عن سعد قال: سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى (3).

____________

(1) مهدي السماوي: الإمامة في ضوء الكتاب والسنة ص 175.

(2) محمد عبده يماني: علموا أولادكم محبة آل النبي صلى الله عليه وسلم - جده 1992 ص 55.

(3) صحيح البخاري 5 / 24.

الصفحة 87
وروى البخاري أيضا بسنده عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج إلى تبوك واستخلف عليا، فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء، قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس نبي بعدي (1).

وروى مسلم في صحيحه بسنده عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن وقاص عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعدا، فلقيت سعدا، فحدثته بما حدثني عامر، فقال: أنا سمعته، فقلت: أنت سمعته، فوضع إصبعيه على أذنيه، فقال: نعم، وإلا فاستكتا (2).

وروى مسلم أيضا بسنده عن الحكم عن مصعب بن سعد بن وقاص قال:

خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، تخلفني في النساء والصبيان، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي (3).

وروى مسلم في صحيحه أيضا بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا، فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب، فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: خلفتني مع النساء والصبيان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موصى، إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لهما، فقال: ادعوا لي عليا، فأتي به أرمد،

____________

(1) صحيح البخاري 6 / 3.

(2) صحيح مسلم 15 / 173 - 75 (بيروت 1981).

(3) صحيح مسلم 15 / 175.

الصفحة 88
فبصق في عينه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية: فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم... دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي (1).

وروى مسلم أيضا بسنده عن شعبة عن سعد بن إبراهيم: سمعت إبراهيم بن سعد عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى (2).

وروى النسائي في الخصائص بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: أمر معاوية سعدا فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب، فقال: أما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، وخلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: أتخلفني مع النساء والصبيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر:

لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فتطاولنا إليها فقال: ادعوا إلي عليا، فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ولما نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي) (3).

هذا وقد روى الإمام النسائي حديث المنزلة هذا بعدة طرق، وبصيغ مختلفة (4).

____________

(1) صحيح مسلم 15 / 175 - 176.

(2) صحيح مسلم 15 / 176.

(3) النسائي: تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه - تهذيب وترتيب كمال يوسف الحوت - عالم الكتب - (بيروت 1983) ص 19 - 20.

(4) تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ص 19، 20، 28، 29، 39، 40، 41، 42، 43، 44، 45، 46، 72 (وهي الأحاديث الشريفة أرقام 8، 9، 21، 41،

=>


الصفحة 89
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن الحسن بن سعد مولى علي عليه السلام، (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يغزو غزوة له قال: فدعا عليا فأمره أن يتخلف على المدينة، فقال: لا أتخلف بعدك يا رسول الله أبدا، قال (أي علي):

فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعزم علي لما تخلفت، قبل أن أتكلم، قال: فبكيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا علي؟ قلت: يا رسول الله، يبكيني خصال غير واحدة، تقول قريش غدا: ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله، ويبكيني خصلة أخرى، كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل الله، لأن الله يقول: (ولا يطؤون موطأ يغيظ الكفار * ولا ينالون من عدو نيلا).. إلى آخر الآية، فكنت أريد أن أتعرض لفضل الله).

(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما قولك تقول قريش: ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله، فإن لك بي أسوة، قد قالوا: ساحر وكاهن وكذاب، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي؟ وأما قولك أتعرض لفضل الله، فهذه أبهار من فلفل، جاءنا من اليمن، فبعه واستمتع به أنت وفاطمة، حتى يأتيكم الله من فضله، فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.

وذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى: (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله) في أواخر التوبة، وقال: أخرجه ابن مردويه عن علي (1).

وأخرج الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد عن أبيه سعد سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس بعدي نبي؟ قال سعيد: فأحببت أن أشافه بذلك

____________

<=

42، 43، 44، 45، 46، 47، 48، 49، 50، 51، 52، 53، 54، 55، 56، 57، 58، 112).

(1) المستدرك للحاكم 2 / 337، الفيروزآبادي: فضائل الخمسة 1 / 302 - 303.

الصفحة 90
سعدا، فلقيته فذكرت له ما ذكرني عامر، قال: فوضع إصبعيه في أذنيه، ثم قال: استكتا، إن لم أكن سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم (1).

هذا وقد روى الإمام أحمد حديث المنزلة هذا في الفضائل (2) والمسند (3) بطرق وصيغ مختلفة، ورواه أيضا الهيثمي في مجمع الزوائد (4)، والمتقي في كنز العمال (5).

وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى بسنده عن أبي سعيد قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك، وخلف عليا في أهله، فقال بعض الناس: ما منعه أن يخرج به، إلا أنه كره صحبته، فبلغ ذلك عليا، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا ابن أبي طالب، أما ترضى أن تنزل مني بمنزلة هارون من موسى) (6).

وعن عبد الله بن شريك قال: سمعت عبد الله بن رقيم الكناني قال: قدمنا المدينة، فلقينا سعد بن مالك فقال، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، وخلف عليا، فقال له: يا رسول الله خرجت وخلفتني، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي (7).

وعن سعيد بن المسيب قال قلت لسعد بن مالك: إني أريد أن أسألك عن حديث، وأنا أهابك أن أسألك عنه، قال: لا تفعل يا ابن أخي، إذا علمت أن عندي علما، فسلني عنه ولا تهبني، فقلت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي حين خلفه

____________

(1) فضائل الصحابة 2 / 633.

(2) فضائل الصحابة 2 / 566، 567، 592، 610، 7611 612، 633، 642، 643، 633، 670، 7675 682 - 684 (وهي الأحاديث أرقام 954، 956، 1006، 1041، 1045، 1078، 1091، 1093، 1131، 1143، 1153، 1168).

(3) مسند الإمام أحمد 1 / 170، 175، 177، 184، 330، 6 / 369.

(4) مجمع الزوائد 9 / 109، 110، 111، 119.

(5) كنز العمال 3 / 154، 5 / 40، 6 / 154، 188، 395، 405.

(6) الطبقات الكبرى 3 / 14، 15.

(7) الطبقات الكبرى 3 / 15.

الصفحة 91
بالمدينة في غزوة تبوك قال قال: أتخلفني في الخالفة في النساء والصبيان؟

فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، فأدبر علي مسرعا، وكأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع (1).

وروى الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده عن حبشي بن جنادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله تعالى عنه: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي (2).

ورواه الهيثمي في مجمعه (3)، نقلا عن الطبراني في الثلاثة.

وفي الحلية أيضا بسنده عن سعيد بن المسيب عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، في غزوة تبوك: خلفتك أن تكون خليفتي في أهلي، قلت: لا أتخلف بعدك يا نبي الله، قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي (4)؟ - ورواه المتقي في كنز العمال (5)، والهيثمي في مجمعه (6).

وفي رواية عن سعيد بن المسيب قال: قال سمعت سعدا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي بن أبي طالب: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، قال الحضرمي في حديثه: بلى رضيت رضيت (7).

وفي الحلية أيضا بسنده عن الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد قال:

____________

(1) الطبقات الكبرى 3 / 15.

(2) حلية الأولياء 4 / 345، وانظر 7 / 194 - 197.

(3) مجمع الزوائد 9 / 109.

(4) حلية الأولياء 7 / 196.

(5) كنز العمال 6 / 404.

(6) مجمع الزوائد 9 / 110.

(7) حلية الأولياء 7 / 195.


الصفحة 92
خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: أتخلفني في النساء والصبيان، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، قال أبو نعيم: صحيح مشهور من حديث شعبة عن الحكم (1).

وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده إلى المأمون عن الرشيد عن المهدي قال: دخل علي سفيان الثوري، فقلت: حدثني بأفضل فضيلة عندك لعلي، رضي الله تعالى عنه، فقال: حدثني سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي (2).

وروى المتقي في كنز العمال بسنده عن ابن عباس قال عمر بن الخطاب، كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في علي ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح، ونفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي متكئ على علي بن أبي طالب، حتى ضرب بيده على منكبه، ثم قال:

أنت يا علي أول المؤمنين إيمانا، وأولهم إسلاما، ثم قال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وكذب علي من زعم أنه يحبني ويبغضك (3).

وروى المتقي في كنز العمال أيضا عن عامر بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي ثلاث خصال، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فأدخل عليا وفاطم وابنيهما عليهم السلام، تحت ثوبه، ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي، وقال له:

حين خلفه في غزاة غزاها، فقال علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء

____________

(1) حلية الأولياء 7 / 196.

(2) تاريخ بغداد 4 / 71.

(3) كنز العمال 6 / 395.

الصفحة 93
والصبيان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي؟ وقوله يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه، فتطاول المهاجرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ليراهم، فقال: أين علي؟ قالوا: هو أرمد، قال: ادعوه فدعوه، فبصق في عينيه، ففتح الله على يديه - قال أخرجه ابن النجار (1).

وفي كنز العمال أيضا بسنده عن أبي ذر قال: لما كان أول يوم البيعة لعثمان، اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد، وجاء علي بن أبي طالب فأنشأ يقول: إن أحق ما ابتدأ به المبتدئون، ونطق به الناطقون، وتفوه به القائلون، حمدا لله والثناء عليه بما هو أهله، والصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم... إلى إن قال: فهل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلى أن قال: فهل لخلق مثل هذه المنزلة؟ نحن صابرون، ليقضي الله أمرا كان مفعولا - قال: أخرجه ابن عساكر (2).

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد، بسنده عن أم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي - قال رواه أبو يعلى والطبراني (3).

وفي رواية أخرى عن ابن عمر، أن النبي قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي - قال رواه الطبراني في الكبير والأوسط (4).

وروى ابن عبد البر في الإستيعاب بسنده عن يحيى بن معين عن مروان بن معاوية الفزاري عن موسى الجهني عن فاطمة بنت علي قالت: سمعت أسماء

____________

(1) كنز العمال 6 / 405.

(2) كنز العمال 3 / 154 وانظر روايات أخرى في 5 / 40، 6 / 154، 188، 405، 8 / 215.

(3) مجمع الزوائد 9 / 109.

(4) مجمع الزوائد 9 / 110، وانظر 9 / 109 - 110.

الصفحة 94
بنت عمير تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس بعدي نبي (1).

وروى ابن حجر العسقلاني في الإصابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي في غزوة تبوك: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك لست بنبي، أي لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي (2).

هذا وقد ورد حديث المنزلة هذا أيضا في أسد الغابة (3)، وفي الرياض النضرة (4)، وفي ذخائر العقبى (5)، وفي صواعق ابن حجر (6)، وفي تحفة الأحوذي (7)، ورواه ابن ماجة (8)، والترمذي (9)، في صحيحهما، والخطيب البغدادي في تاريخه (10)، والطحاوي في مشكل الآثار (11)، وابن هشام في السيرة (12)، وابن الأثير في الكامل (13)، وابن عساكر في تاريخه (14)، والمسعودي في مروج الذهب (15)، وابن كثير في السيرة (16)، وابن قيم الجوزية

____________

(1) الإستيعاب في معرفة الأصحاب 3 / 34.

(2) الإصابة في تمييز الصحابة 2 / 509.

(3) أسد الغابة 4 / 104، 106.

(4) الرياض النضرة 2 / 214، 215، 216، 270، 326.

(5) ذخائر العقبى ص 120.

(6) الصواعق المحرقة ص 73، 74، 187.

(7) تحفة الأحوذي 10 / 228 (حديث رقم 3808).

(8) صحيح ابن ماجة ص 12.

(9) صحيح الترمذي 10 / 235.

(10) تاريخ بغداد 1 / 324، 2 / 323، 3 / 228، 4 / 204، 282، 7 / 452، 8 / 52، 9 / 394، 10 / 43، 11 / 432.

(11) مشكل الآثار 2 / 309.

(12) سرة ابن هشام 4 / 382.

(13) الكامل في التاريخ 2 / 278.

(14) تاريخ ابن عساكر 1 / 107.

(15) مروج الذهب 1 / 711.

(16) ابن كثير: السيرة النبوية 4 / 12.

الصفحة 95
في زاد المعاد (1)، والندوي في السيرة، وابن عبد الوهاب في مختصر السيرة (2)، وكذا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في مختصر السيرة (3)، كما جاء في السيرة الحلبية (4)، وفي خاتم النبيين لأبي زهرة (5)، ومحمد رسول الله للصادق عرجون (6)، ورواه المقدسي في البدء والتأريخ (7).

ولعل من الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى عدة نقاط، لعل من أهمها (أولا) أن هذا الحديث الشريف من الأحاديث المتواترة، بل هو - كما يقول ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة - بأنه الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام (8).

وإذا رغبت في التأكد من ذلك بالاطلاع على بعض الرواة، فاسمع ما يقول (ابن أبي الحديد) بعد ذكره الإنذار يوم الدار، وقول الرسول في حقه (هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا) يقول الإمام: أنا يا رسول الله أكون وزيرك عليه، ويدل على أنه وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم من نص الكتاب والسنة، قول الله تعالى: (واجعل وزيرا من أهلي * هارون أخي * أشدد به أزري * وأشركه في أمري) (9)).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم - في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام

____________

(1) زاد المعاد 3 / 530.

(2) الندوي: السيرة الثبوتية، ابن عبد الوهاب: مختصر السيرة ص 165.

(3) مختصر سيرة الرسول ص 393.

(4) السيرة الحلبية 3 / 104.

(5) أبو زهرة: خاتم النبيين 2 / 1078.

(6) محمد الصادق عرجون: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم 4 / 444 - 445.

(7) البدء والتأريخ 4 / 239.

(8) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 13 / 210 - 211، مهدي السماوي: الإمامة في ضوء الكتاب والسنة ص 235.

(9) سورة طه: آية 29 - 31.

الصفحة 96
- (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي).

وهكذا ثبت النبي صلى الله عليه وسلم للإمام علي جميع مراتب هارون من موسى، فهو إذن وزير النبي صلى الله عليه وسلم، وشادا أزره، ولولا أنه صلى الله عليه وسلم، خاتم النبيين، لكان الإمام شريكا في أمره.

ومنها (ثانيا) أن هذا الحديث الشريف، قد تكرر من النبي صلى الله عليه وسلم في مناسبات عدة، مما يدل على اهتمامه الخاص، وتأكيده الشديد، حتى صار نقله يرسل إرسال المسلمات في فضائل الإمام علي، بحيث لا تستطيع الدنيا حجبه.

ومنها (ثالثا) أن مضمون الحديث الشريف عام، وإعطاء المنزلة بهذا الشمول، منزلة هارون من موسى، وقد فصلها القرآن تفصيلا، وقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم الإمام علي بن أبي طالب، أخا له، وآثره بذلك على من سواه، تحقيقا لعموم الشبه بين الإمام علي وهارون عليه السلام.

ومنها (رابعا) أن الحديث الشريف قد أعطى للإمام بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم ما كان لهارون بالنسبة لموسى عليهما السلام - ما عدا النبوة - وقد أشارت معظم الروايات إلى ذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم (إلا أنه لا نبي بعدي) أو (لا نبوة بعدي)، ولا ريب في أن استثناء النبوة أمر لا بد منه، إذ لم يدع أحد أن عليا كان نبيا - سواء في حياة رسول الله أو بعد مماته - وإنما هو وصي رسول الله، خاتم النبيين، وهو سيد الوصيين، وأبو العترة الطاهرة المطهرة، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

ولا ريب في أن الحديث الشريف إنما يدل على أن الإمام علي بن أبي طالب إنما هو كف ء لخلافة النبي من بعده، وأنه قد خلفه على أمته - وإن ظلمه الناس - ولهذا يقول صاحب الدعوة صلى الله عليه وسلم للإمام علي: أنت مني كهارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وهكذا أخرج النبي صلى الله عليه وسلم النبوة الثابتة لهارون، وأبقي للإمام جميع ما لهارون.


الصفحة 97
ومكانة هارون من موسى بينها القرآن الكريم، إذ طلب موسى من ربه أن يرسل معه وزيرا، هارون أخاه، يشركه في أمره، وقد أعطي الإمام علي - بموجب حديث المنزلة - عموم منزلة هارون من موسى ما عدا النبوة، لأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، هو خاتم النبيين، فلا نبوة بعده، ومن ثم فإن للإمام علي الخلافة - خلافة النبي صلى الله عليه وسلم - يقول ابن أبي الحديد (وقال له صلى الله عليه وسلم: لولا أني خاتم الأنبياء، لكنت شريكا في النبوة، فإن لا تكن نبيا، فإنك وصي نبي ووارثه بل أنت سيد الأوصياء، وإمام المتقين.

ومن المعروف أن أظهر المنازل التي لهارون من موسى (وزارته) له، وشد أزره به، وإشراكه معه في أمره، وخلافته عنه، وفرض طاعته على جميع أمته، بدليل قول الله تعالى: (واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري)، وقوله تعالى: (أخلفني قي قومي * وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)، وقوله تعالى: (قد أوتيت سؤلك يا موسى).

ومن ثم فإن الإمام علي بن أبي طالب، بحكم هذه النصوص، إنما هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه ووزيره في أهله، وشريكه في أمره - على سبيل الخلافة عنه، وليس على سبيل النبوة - وأفضل أمته، وأولاهم به حيا وميتا، وله عليهم من فرض الطاعة زمن النبي - بوزارته له - مثل الذي كان لهارون على أمة موسى، زمن موسى (1).

وهكذا يمكن القول بأن حديث المنزلة هذا، إنما هو دليل واضح على خلافة علي للنبي صلى الله عليه وسلم، وأن الخلافة غير النبوة، ولو كان مع النبوة غيرها لاستثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم (2).

ويذهب القمي إلى أن الحديث دليل على إمامة علي، وأن النبي أعلمهم

____________

(1) مهدي السماوي: الإمامة ص 235 - 256.

(2) سليم بن قيس: السقيفة ص 104.

الصفحة 98
أن منزلة علي منه كمنزلة هارون من موسى - غير النبوة - وقد جعله في حياته نظير نفسه، وأنه أولى بهم بعده، كما كان هو أولى بهم منهم بأنفسهم، إذ جعله في المباهلة كنفسه (1).

ويقول أبو حنيفة النعمان المغربي: ولا يقتضي قول النبي لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه خليفته في أمته، كما قال موسى لهارون:

أخلفني في قومي (2).

ويؤكد الصدوق دلالة هذا الحديث على الإمامة، ويقول: سئل جابر بن عبد الله الأنصاري عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى... قال: استخلفه بذلك ولاه على أمته في حياته وبعد وفاته، وفرض عليهم طاعته، فمن لم يشهد له بعد هذا القول بالخلافة فهو من الظالمين) (3).

وينشر ابن رستم الطبري هذا الحديث، وكل الوجوه التي تحمله، ويذكر أن النبي جعل منزلة علي منه منزلة هارون من موسى - واستثنى النبوة، وأوجب كل ما كان لهارون من موسى، وأنه بهذا دل على خلافته، لأن هارون من موسى، ولو بقي بعده، كما أن هارون كان أحب الناس إلى موسى، فكذلك علي أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أخوة هارون لموسى أخوة النسب، أما أخوة علي للنبي صلى الله عليه وسلم، فكانت أخوة الدين والمشاكلة والمشابهة.

ويرى الشيخ المفيد أن حديث المنزلة نص لا خفاء فيه على إمامة علي، لأن الرسول حكم له بالفضل على الجماعة، والنصرة والوزارة والخلافة في حياته وبعد مماته، والإمامة له، بدليل أن هذه المنازل كلها كانت لهارون من

____________

(1) سعد القمي: المقالات والفرق ص 16، وانظر: العقد الفريد 5 / 16.

(2) النعمان المغربي: دعائم الإسلام 1 / 20.

(3) الصدوق: معاني الأخبار ص 74.

الصفحة 99
موسى في حياته، وإيجاب جميعها لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، إلا ما أخرجه الاستثناء (1) (أي النبوة).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net