متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
3 - الرجعة
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج1    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

3 - الرجعة:

ترى الشيعة الإمامية أن الله يرد قسماً من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها، فيعز فريقاً، ويذل فريقاً، ويديل المحقين من المبطلين، والمظلومين منهم من الظالمين (2).

وأما زمان الرجعة فهو عند قيام المهدي من آل محمد، ويقسم الشيخ المفيد الراجعين إلى الدنيا إلى فريقين، أحدهما: من علت درجته في الإيمان، وكثرت أعماله الصالحات، فيعزه الله، ويعطيه من الدنيا ما كان يتمناه.

وثانيهما: قد بلغ الغاية في الفساد، واقتراف السيئات، فيستنصر الله تعالى لمن تعدى عليه قبل الممات. ثم يصير الفريقان بعد ذلك إلى الموت والنشور (3).

على أن هناك وجهاً آخر للنظر، يقول الآلوسي في تفسيره: و تأول جماعة من الإمامية ما ورد من الأخبار في الرجعة على رجوع الدولة والأمر والنهي، دون رجوع الأشخاص، وإحياء الأموات (4).

وعلى أية حال، فالرجعة - كما يقول المظفر - ليست من الأصول التي

____________

(1) كامل الشيبي: المرجع السابق ص 242 - 243.

(2) المفيد: أوائل المقالات ص 50.

(3) نفس المرجع السابق ص 50.

(4) تفسير الآلوسي 6 / 315.

الصفحة 249
يجب الاعتقاد، والنظر إليها، وإنما اعتقادنا بها كان تبعاً للآثار الصحيحة الواردة عن آل البيت، الذين ندين بعصمتهم من الكذب، وهي من الأمور الغيبية التي أخبروا عنها، ولا يمتنع وقوعها (1).

ومن ثم فقد اختلف الشيعة في معنى الرجعة، بل إن فريقاً منهم أنكرها، ونفاها نفياً باتاً، و نقل هذا الاختلاف الطبرسي في مجمع البيان في تفسير آية النمل (رقم 83) قال تعالى: * (ويوم نحشر من كل أمة فوجاً من يكذب بآياتنا فهم يوزعون) *.

قال الطبرسي: استدل بهذه الآية على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلك من الإمامية، ووجه الدلالة - بزعم هؤلاء - أن اليوم الذي يحشر الله فيه فوجاً من كل أمة، لا يمكن أن يكون اليوم الآخر بحال، لأن هذا اليوم يحشر فيه جميع الناس، لا فوج من كل أمة، لقول الله تعالى * (وحشرنا هم فلم نغادر منهم أحداً) * (2)، فتعين أن يكون الحشر في هذه الدنيا - وليس في الآخرة -.

وأما الذين أنكروا الرجعة من علماء الإمامية فقد قالوا: إن الحشر في الآية يراد به الحشر في اليوم الآخر، لا في هذه الحياة، والمراد بالفوج رؤساء الكفار والجاحدين، فإنهم يحشرون ويجمعون لإقامة الحجة عليهم.

ويقول الأستاذ مغنية: وهكذا يفيد كلام الشيخ الطبرسي أن علماء الإمامية لم يتفقوا بكلمة واحدة على القول بالرجعة (3)، وقد أشار الشيخ أبو زهرة إلى ذلك فقال: ويظهر أن فكرة الرجعة على هذا الوضع ليست أمراً متفقاً عليه عند إخواننا الاثني عشرية، بل فيهم فريق لم يعتقده (4)، ويقول السيد محسن الأمين:

____________

(1) المظفر: عقائد الإمامية ص 84.

(2) سورة الكهف: آية 48.

(3) محمد جواد مغنية: الشيعة في الميزان ص 54 - 55.

(4) محمد أبو زهرة: الإمام الصادق ص 240.


الصفحة 250
الرجعة أمر نقلي، إن صح النقل به، لزم اعتقاده، وإلا فلا (1)، ولو كانت الرجعة من أصول الدين أو المذهب عند الإمامية، لوجب الاعتقاد بها، ولما وقع بينهم الاختلاف فيها (2).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net