متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
2 - التقية
الكتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) ج1    |    القسم : مكتبة أهل البيت (ع)

2 - التقية:

التقية: اسم مصدر ل‍ً توقىً وً اتقىً، تقول: توقيت الشئ، واتقيته، وتقيته، تقى وتقية، أي حذرته.

ويقول العلامة المظفري: إن التقية من الوقاية، فهي جنة تدرأ بها المخاوف والأخطار، أي أن الغرض من التقية أن يحافظ المرء على عرضه أو نفسه أو ماله، مخافة عدو، فيظهر غير ما يضمر، فهي إذن مداراة وكتمان، وتظاهر بما ليس هو الحقيقة، فمن كان على دين أو مذهب ثم لم يستطيع أن يظهر دينه أو مذهبه، فيتظاهر بغيره، فذلك تقية.

هذا ولم ترد عبارة تقية في القرآن الكريم، وإنما جاءت بلفظ تقاة.

ويذهب الشريف الرضي (359 - 406 هـ‍) (1)، والزمخشري (467 - 538 هـ‍) (2) أن تقاة قرأت تقية، ومن الواضح أن المراد بها هنا التظاهر

____________

(1) الشريف الرضي: - هو نقيب العلويين أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، ولد عام 359 هـ‍، و توفي يوم الأحد سادس المحرم - وقيل صفر - عام 406 هـ‍، وكان شاعراً مفلقاً حتى قيل إنه أشعر قريش، وقد ابتدأ ينظم الشعر وله عشر سنين، وله ديوان في أربع مجلدات، وقد أصبح نقيب الطالبيين في عام 383 هـ‍، بعد أن تنازل له أبوه عنها، وقال ابن جني النحوي عنه أنه حفظ القرآن في مدة يسيرة، وصنف كتاباً في مجازات القرآن، فجاء نادراً في بابه، كما صنف كتاباً في معاني القرآن يتعذر وجود مثله دل على توسعه في علم النحو واللغة، وانظر عن مصادر ترجمته وفيات الأعيان 4 / 414 - 420، شذرات الذهب 3 / 182 - 184، تاريخ بغداد 2 / 245 - 246، وقام الدكتور إحسان عباس بعمل دراسة عنه نشرت في بيروت 1957 م.

(2) الزمخشري: - هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري، الإمام الكبير في التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان، كان إمام عصره بغير مدافع، وصاحب التصانيف البديعة، والتي منها: الكشاف في تفسير القرآن العزيز والمحاجاة بالمسائل النحوية، والمفرد المركب في العربية، والفائق في تفسير الحديث، وأساس البلاغة في اللغة وربيع الأبرار وفصوص الأخيار ومتشابه أسامي الرواة والنصائح الكبار والنصائح الصغار وضالة الناشد والرائض في علم الفرائض والمفصل في النحو والأنموذج في النحو. وغيرها وغيرها.

=>


الصفحة 208
بموالاة الأعداء، على أساس أن تتقوا منهم تقاة أي تحذروهم، وتتجنبوا الأذى منهم، ومن هنا يتبين أن الخوف والمحافظة على النفس في مواطن الخطر هما أساس التقية، وأن القرآن قد أباح للمسلمين - وبخاصة المسلمين الذين عناهم هنا - الخائفين على دمهم، أن يتخذوا الكافرين أولياء تقاة أو تقية، على أمل زوال الظروف التي دعتهم إلى هذه الضرورة، والضروريات تبيح المحظورات، كما هو معروف (1).

ويقول ابن حزم الأندلسي: وقد أباح الله كلمة الكفر عند التقية، وأباح بها الدم في غير التقية (2)، هذا وقد اعتمدت التقية على ركائز ثلاثة من الكتاب والسنة والعقل.


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net