قرار رواية العلم ومنع القص:
لم يأت قرار رواية العلم إلا بعد أن وقف الإمام علي على باب مدينة العلم. روي أنه في أول خلافته خطب فأرشد الناس إلى كتاب الله وقال: " إن الله تعالى سبحانه أنزل كتابا هاديا بين فيه الخير والشر. فخذوا نهج الخير تهتدوا.
واصرفوا عن سمت الشر (3) تقصدوا (4). الفرائض الفرائض. أدوها إلى الله تودكم إلى الجنة. إن الله حرم حراما غير مجهول. وأحل حلالا غير مدخول.
وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها. وشد بالإخلاص والتوحيد حقوق
____________
(1) ابن أبي الحديد 23 / 5.
(2) العقد الفريد 276 / 1.
(3) أي أعرضوا عن طريقه.
(4) تقصدوا: أي تعدلوا. والقصد: العدل.
المسلمين في معاقدها (1). فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق. ولا يحل أذى المسلم إلا بما يجب (2). بادروا أمر العامة وخاصة أحدكم وهو الموت. فإن الناس أمامكم (3) وإن الساعة تحدوكم من خلفكم.
تخففوا تلحقوا. فإنما ينتظر بأولكم أخركم (4). اتقوا الله في عباده وبلاده. فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم. وأطيعوا الله ولا تعصوه. وإذا رأيتم الخير فخذوا به. وإذا رأيتم الشر فأعرضوا عنه (5).
فالإمام في أول خطاب له أمر بأخذ الخير وترك الشر. وأمر بأداء الفرائض وبين أن الله حرم حراما وأحل حلالا. وهذه الأمور لها أبواب. وكما علمنا أن سياسة القص وعدم الرواية تركت لها بصمات على أمور وبطانة السوء تركت لها بصمات على أمور أخرى. ودخل المنافقون في عصور الفتوحات بأحاديثهم التي تخدم مصالحهم. ونحن في هذا المقام سنترك تقسيم رواة هذا العصر لأمير المؤمنين علي. وبعد أن يحددهم لنا سنرى ما هو الباب الذي فتحه أمير المؤمنين في أول خطاب له لاغتراف العلم.
سئل الإمام عن أحاديث البدع. وعما في أيدي الناس من اختلاف الخبر.
فقال:
إن في أيدي الناس حقا وباطلا. وصدقا وكذبا. وناسخا ومنسوخا. وعاما وخاصا. ومحكما ومتشابها. وحفظا ووهما. ولقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهده حتى قام خطيبا. فقال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، وإنما أتاك الحديث أربعة رجال. ليس لهم خامس:
____________
(1) لأن الإخلاص والتوحيد داعيان إلى المحافظة على حقوق المسلمين صارفان عن انتهاك محارمهم.
(2) أي إلا بحق.
(3) أي سبقوكم.
(4) أي إنما ينتظر ببعث الموتى المتقدمين أن يموت الأواخر أيضا. فيبعث الكل جميعا في وقت واحد.
(5) ابن أبي الحديد 337 / 3.
رجل منافق مظهر لإيمان، متصنع بالإسلام، لا يتأثم ولا يتحرج. يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم متعمدا. فلو علم الناس أنه منافق كاذب لم يقبلوا منه. ولم يصدقوا قوله. ولكنهم قالوا: صاحب رسول الله رآه وسمع منه، ولقف عنه. فيأخذون بقوله. وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك. ووصفهم بما وصفهم به لك. ثم بقوا بعده. فتقربوا إلى أئمة الضلالة. والدعاة إلى النار بالزور والبهتان. فولوهم الأعمال. وجعلوهم حكاما على رقاب الناس فأكلوا بهم الدنيا. وإنما الناس مع الملوك والدنيا. إلا من عصم الله. فهذا أحد الأربعة.
ويفهم من كلام الإمام رضي الله عنه أن الخلفاء بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرفوا المنافقين لأن المنافق يسير بما في قلبه ويعامله الناس بظاهره. وعندما فتحت البلاد وكثرت الغنائم اختلط المنافقون بالأمراء في الأمصار فولوهم الأعمال والخلفاء لو كانوا يعرفون المنافقين بأعيانهم ما استطاع الأمراء وضعهم على رقاب الناس. ثم يقول الإمام رضي الله عنه عن الصنف الثاني: ورجل سمع من رسول الله شيئا لم يحفظه على وجهه، فوهم فيه، ولم يتعمد كذبا. فهو في يديه. ويرويه ويعمل به. ويقول: أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو علم المسلمون أنه وهم فيه لم يقبلوه منه. ولو علم هو أنه كذلك لرفضه.
ثم يقول الإمام عن الصنف الثالث: ورجل ثالث سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا يأمر به ثم إنه نهى عنه وهو لا يعلم أو سمعه ينهي عن شئ ثم أمر به وهو لا يعلم فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ فلو علم أنه منسوخ لرفضه. ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.
ثم يقول الإمام في الصنف الأخير: وآخر رابع لم يكذب على الله ولا على رسوله. مبغض للكذب خوفا من الله. وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يهم بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به على سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه. فهو حفظ الناسخ فعمل به. وحفظ المنسوخ فجنب عنه
وعرف الخاص والعام. والمحكم والمتشابه. فوضع كل شئ موضعه. وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلام له وجهان: فكلام خاص، وكلام عام، فيسمعه من لا يعرف ما عنى الله سبحانه به ولا ما عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحمله السامع. ويوجهه على غير معرفة بمعناه. وما قصد به وما خرج به أجله. وليس كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يسأله ويستفهمه. حتى إن كانوا يحبون أن يجئ الأعرابي والطارئ فيسأله عليه الصلاة والسلام حتى يسمعوا. وكان لا يمر بي من ذلك شئ إلا سألته عنه وحفظته. فهذه وجوه ما عليه الناس في اختلافهم وعللهم في رواياتهم (1).
وقول الإمام إنه كان لا يمر به شئ من ذلك إلا سأل النبي عنه وحفظه له شواهد كثيرة. فعلاوة على أنه كان لا يفارق النبي في مواطن كثيرة. فإنه كان له من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدخلان مدخل بالليل ومدخل بالنهار (2) يقول له فيهما ما غاب عنه ويفسر له فيهما ما استفسر عنه. وحفظ علي رضي الله عنه لجميع ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء في حديث صحيح وذلك في قوله تعالى: (وتعيها أذن واعية) فعن علي قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي.
فما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسيته " (3)، ولذا كان علي يقول: " إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا ناطقا " (4)، وقال: " سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار في سهل أم في جبل " (5)، وهذا كله كان لحكمة من ورائها هدف. وهذا الهدف يشع في أحاديث رواها أئمة الحديث عند قوله تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)
____________
(1) ابن أبي الحديد 591 / 3.
(2) رواه النسائي 2 / 12.
(3) رواه الضياء بسند صحيح وابن مردويه وأبو نعيم (كنز العمال 177 / 13.
(4) الطبقات الكبرى 338 / 2. (5) الطبقات 338 / 2.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الهادي هو علي بن أبي طالب " (1).
وبعد أن بين الإمام مصادر الرواية بين ما ترتب على ذلك من اختلاف:
ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام. فيحكم فيها برأيه. ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره. فيحكم فيها بخلاف قوله. ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم. فيصوب آراءهم جميعا وإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد. أفأمرهم الله تعالى بالاختلاف فأطاعوه. أم نهاهم عنه فعصوا. أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول عن تبليغه وأدائه. والله تعالى يقول: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) (2)، وفيه تبيان كل شئ. وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا وأنا لا اختلاف فيه: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) (3)، وأن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق. لا تفنى عجائبه. ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات إلا به " (4).
وبعد أن بين الإمام اختلاف الرواة وما ترتب عليه من اختلاف الفتوى. فتح أبواب البحث: أيها الناس إنه من استنصح الله وفق. ومن اتخذ قوله دليلا هدى للتي هي أقوم. فإن جار الله آمن. وعدوه خائف. وإنه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعظم. فإن رفعة الذين يعلمون ما عظمته أن يتواضعوا له. وسلامة الذين يعلمون ما قدرته أن يستسلموا له. فلا تنفروا من الحق نفار الصحيح من الأجرب. والباري من ذي السقم. واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه. ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه. ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه. فالتمسوا ذلك عند أهله. فإنهم عيش العلم. وموت الجهل، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم. وصمتهم عن منطقهم.
وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه. فهو بينهم شاهد
____________
(1) رواه ابن جرير (الفتح الرباني 185 / 18).
(2) سورة الأنعام: الآية 38.
(3) سورة النساء: الآية 82.
(4) ابن أبي الحديد 233 / 1.
صادق. وصامت ناطق " (1).
ومما سبق علمنا أن الإمام علي أمر بأخذ الخير وترك الشر. ثم بين ما في أيدي الناس من اختلاف الخبر. وما ترتب على ذلك من الاختلاف في الفتوى لتعدد الآراء. ثم فتح الإمام طريق البحث للوقوف على أسباب ذلك وقال:
" واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه " ثم ساق الباحث إلى كتاب الله ليقف عند الذي نقضه. ثم اختصر المسافة للتيسير على الباحث فبين أن المعرفة والأخذ بميثاق الكتاب والتمسك به جميع ذلك في دائرة " أهله " وهو قوله: " فالتمسوا ذلك عند أهله " وروي أنه قال في أول خطبة خطبها في خلافته:
ألا إن أبرار عترتي وأطايب أرومتي. أحكم الناس صغارا. وأعلم الناس كبارا.
ألا وإنا أهل بيت من علم الله علمنا. وبحكم الله حكمنا. ومن قول صادق سمعنا. فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا " (2)، وقال: " نحن الشعار والأصحاب. والخزنة والأبواب. لا تؤتى البيوت إلا من أبوابها فمن آتاها من غير أبوابها سمي سارقا " (3)، وقال في أهل البيت: " هم عيش العلم. وموت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم. وظاهرهم عن باطنهم. وصمتهم عن حكمة منطقهم. لا يخالفون الحق ولا يختلفون عليه. وهم دعائم الإسلام. وولائج الاعتصام " (4).
ومن الطبيعي أن النص ورواية شعر المجون لا مجال لهما في هذه المساحة الزمنية والمكانية. ومن الطبيعي أن توجيه الدعوة للبحث يقتضي عودة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقد حث الإمام على تدارس الحديث وقال: " تزاوروا وتدارسوا الحديث ولا تتركوه يدرس (أي اقرأوه
____________
(1) ابن أبي الحديد 203 / 3.
(2) ابن أبي الحديد.
(3) ابن أبي الحديد 247 / 3.
(4) ابن أبي الحديد 287 / 4.
وتعهدوه لئلا تنسوه) (1)، وحذر الإمام من خلط الحديث بما كان يجري بالساحة من فعل وخلافة. فقال: " تعلموا العلم. فإذا علمتموه فاكظموا عليه. ولا تخالطوه بضحك وباطل فتمحه القلوب (2) وزيادة في الاحتياط رد كل علم إلى عالمه حتى لا تخترق الرواية فقال ": إذا قرأت العلم على العالم فلا بأس أن ترويه عنه " (3)، ثم بشر الذين يروون الحديث فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم ارحم خلفائي (ثلاث مرات) قيل يا رسول الله: ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون من بعدي ويروون أحاديثي ويعلمونها للناس " (4).
أما بخصوص انسحاب القص روي عن أبي البحتري: قال: دخل علي بن أبي طالب المسجد، فإذا رجل يخوف. فقال: ما هذا؟ قالوا: رجل يذكر الناس. فقال: ليس برجل يذكر الناس. ولكنه يقول: أنا فلان بن فلان اعرفوني. فأرسل إليه. فقال: أتعرف الناسخ من المنسوخ، قال: لا، فقال أمير المؤمنين: فاخرج من مسجدنا ولا تذكر فيه (5).
وروى مسدد بسند صحيح عن سعيد بن هند. أن عليا مر بقاص فقال: ما يقول؟ قالوا: يقص، قال: لا ولكن يقول اعرفوني (6)، وعن أبي يحيى قال: مر علي وأنا أقص فقال: هل عرفت الناسخ من المنسوخ؟ قلت: لا، قال: أنت أبو اعرفوني " (7).
والسياسة الإعلامية (إعرفوني) هي التي تقدم الناس إلى العامة بعد أن تنسج حولهم خيوطا براقة كما ساعدت على إيجاد شخصيات خرافية وقصص خرافية تخدم مصالح معينة. وكما انسحب القص انسحب شعر الجاهلية والأديرة
____________
(1) الخطيب (كنز العمال 304 / 10).
(2) عبد الله بن الإمام أحمد والخطيب (كنز العمال 304 / 10).
(3) المرهبي (كنز العمال 294 / 10).
(4) الطبراني والخطيب والديلمي وابن النجار (كنز العمال 295 / 10).
(5) العسكري والمرزوي (كنز العمال 281 / 10).
(6) مسدد (كنز العمال 282 / 10).
(7) المرزوي (كنز العمال 281 / 10).
والخمور، وروى ابن أبي الحديد. أن عليا كان يأمر بمحاربة شعراء أهل الشام الذين يروجون شعر الأديرة، وروى أن كعب بن جعيل عندما شرب الخمر وأقام علي بن أبي طالب عليه الحد. غضب ولحق بمعاوية وهجا عليا " (1)، ولما كانت الخمور زادا للشعراء والقصاصين فإن أمير المؤمنين حرق مركز صناعتها وذلك فيما رواه ربيعة بن زكار قال: نظر علي بن أبي طالب إلى قرية. فقال: ما هذه القرية؟ قالوا: قرية تدعى زرارة يلحن فيها ويباع فيها الخمر. فأتاها بالنيران وقال: إضرموها: فإن الخبيث يأكل بعضه بعضا. فاحترقت (2)، وكان علي رضي الله عنه يوصي الشعراء بتعلم القرآن.
وإذا كانت الإصلاحات العلوية قد شملت عزل الأمراء والتسوية في الأموال والرحمة بالإنسان والحيوان والعودة إلى رواية العلم كما كان على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فإن هذه الإصلاحات فتحت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أبوابا دخلت منها أصناف من الصدود. فنبلاء قريش وطبقتها العليا منهم من وجد أن عليا ساوى بينه وبين الطبقة السفلى فتحركت فيهم مشاعر لا تختلف كثيرا عن مشاعر الذين شعروا بالضجر يوم أن ساوى الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم وبين بلال وخباب وعمار وغيرهم. وهؤلاء إما فروا إلى معاوية في الشام وإما تفرغوا للكيد داخل القوات الإسلامية العلوية. ومنهم من وجد أن عودة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستظهر فضل علي بن أبي طالب لا محالة وستدين أطرافا أخرى بصورة من الصور فوجدوا أن السبيل لقطع هذا الطريق هو تشكيك الناس في علي بن أبي طالب بأنه ليس وحده من أهل البيت وأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل البيت أيضا ولهن ماله وعليهن ما عليه وأن خروجه على إحداهن هو شق لصف أهل البيت. والذين ذهبوا إلى هذا المسلك استندوا على عمق مساحة اللارواية وما ترتب عليها من نسيان أو تناس للرواية فضلا على وجود جيل كامل في الأمصار
____________
(1) ابن أبي الحديد 799 / 1.
(2) أبو عبيد (كنز العمال 504 / 5).
لم يسمع من النبي ولم يره وكثير منهم استمد علومه من فقهاء الأمراء وهي علوم لن تنصف علي بن أبي طالب في أكثر الأحوال.
ومنهم أيضا من كان يطمع في الكرسي بعد أن مهد يوم الشورى الطريق له كي يحلم بهذه الأحلام. ومن الأصناف الذين وجدوا في الاصلاح العلوي عقبة في طريقهم. صنف عمل على امتداد تاريخه في الجاهلية والإسلام من أجل الملك وحده. وذلك بعد استحواذ بني هاشم على مفاخر قريش في الجاهلية واختيار الله لهم في الإسلام. فهذه الأمور أصابت أطرافا أخرى بعقدة النقص.
ولو ردوا كل شئ إلى الله ما أصابتهم هذه العقد.
ونرى قبل تسليط الضوء على هذه الأمور أن نلقي نظرة سريعة على القيادة التي قامت بهذه الإصلاحات لنرى هل القيادة كانت تعمل من أجل الكرسي. أم أن المال مطلبها. أم أنها كانت قيادة الحجة. قيادة الزهد رداؤها وسيفها هو سيف الزهد ابتغاء وجه الله.