متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الولادة
الكتاب : آداب الأسرة في الاسلام    |    القسم : مكتبة الفقه
الولادة :
هي المرحلة التالية لمرحلة الحمل مباشرة ، ويجب على المرأة في أول المخاض أن تخلو مع النساء ، ولا يجوز لأحدٍ من الرجال الدخول عليها أثناء المخاض مع الاختيار (1).
ويجوز عند الضرورة أن يقوم الرجل باجراء عملية الولادة لها إن عجزت النساء عن ذلك (2).
ويستحب على القابلة أن تأخذ الوليد وتمسح عنه الدم ، وتحنّكه بماء الفرات ، أو بماء عذب إن لم تجد ماء الفرات ، ويستحبّ لها أن تحنّكه بالعسل المخلوط مع الماء ، أو التحنيك بتربة الإمام الحسين (عليه السلام)
(3).
ويستحب على الوالدين أن يسمعا الوليد اسم الله تعالى بالأذان في أذنه اليمنى ، والاقامة في أُذنه اليسرى (4).
عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال : « قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : من وُلِدَ له مولود فليؤذّن في أُذنه اليمنى بأذان الصلاة ، وليقم في اليسرى فإنّها عصمة من الشيطان الرجيم
» (5).
ويستحب تسمية الوليد بأحسن الأسماء ، وليس ثمّة اسم أحسن من
____________
1) المقنعة : 521 . وجواهر الكلام 31 : 250 .
2) المبسوط 4 : 160 ـ 161 . وجواهر الكلام 31 : 250 .
3) المقنعة : 521 . وجواهر الكلام 31 : 252 .
4) المقنعة : 521 . وجواهر الكلام 31 : 251 .
5) الكافي 6 : 24 .

===============

( 49 )


اسم محمد ، فهو اسم رسول الله
(صلى الله عليه واله وسلم) .
وكان الأئمة من أهل البيت عليهم السلام يحثون المسلمين على تسمية أبنائهم وبناتهم بالاسماء التالية : (عبدالرحمن ـ وباقي أسماء العبودية لله ولصفاتهـ محمد ، أحمد ، علي ، حسن ، حسين ، جعفر ، طالب ، فاطمة)(1) .
ويكره التسمية ببعض الأسماء ؛ كالحكم ، وحكيم ، وخالد ، ومالك ، وحارث (2) .
واستحباب الاسم الحَسَن مقدمة لتحصين الوليد من السخرية والاستهزاء في كبره ، لأنّ الأسماء غير الحسنة تستهجن من قبل المجتمع ، إضافة إلى ذلك فإن الأسماء الحسنة كأسماء الأنبياء والأئمة والأولياء تجعل الطفل مرتبطاً بهم في سلوكه ومواقفه ، وهو في نفس الوقت نوع من التبرك بأفضل أسماء الشخصيات التي لها دور كبير في ارشاد الإنسانية وتقويمها .
ويستحب في اليوم السابع من الولادة أن تثقب أُذن الوليد ، ويحلق شعر رأسه ، ثم يجفّف ويتصدق بزنته ذهباً أو فضة ، ويختن في هذا اليوم ، ويعقّ عنه بشاة سمينة ، يعطى للقابلة منها الرجل بالورك ، ويفرّق باقي اللحم على الفقراء والمساكين ، ويعقّ عن الذكر بذكر من الغنم ، وعن الاُنثى بأُنثى منها (3).
____________
1) راجع الكافي 6 : 19 .
2) راجع الكافي 6 : 21 .
3) المقنعة : 521 ـ 522 . وجواهر الكلام 31 : 253 وما بعدها .

===============

( 50 )


عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : « يسمّى في اليوم السابع ، ويعقّ عنه ، ويحلق رأسه ، ويتصدّق بوزن شعره فضة ، ويبعث إلى القابلة بالرجل مع الورك ، ويطعم منه ويتصدّق » (1).
وفي رواية عنه (عليه السلام)
: « ... واحلق رأسه يوم السابع ، وتصدّق بوزن شعره ذهباً أو فضة » (2).
ولهذه المستحبات دور كبير في تعميق الأواصر الاجتماعية بالتصدق على الفقراء واطعام المحتاجين والمساكين ، ولها آثار نفسية حسنة للطفل حينما يترعرع ، ويفهم اعتناء الوالدين به في ولادته ، إضافة إلى الذكرى الحسنة عند من وصلته تلك الصدقة وتلك العقيقة ، حيث يكون عندهم محل احترام وتقدير .
ومن الأذكار المأثورة عند ذبح العقيقة ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام)
: « وجهت وجهي للّذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ، إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ، اللهمّ منك ولك اللهمّ هذا عن فلان بن فلان » (3).
وفي السيرة عقّ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عن الحسن (عليه السلام)
بيده وقال : « بسم الله عقيقة عن الحسن ، اللهمّ عظمها بعظمه ، ولحمها بلحمه ، ودمها بدمه ، وشعرها بشعره ، اللهمّ اجعلها وقاءً لمحمّد وآله » (4).
____________
1
) الكافي 6 : 29 .
2) الكافي 6 : 28 .
3) الكافي 6 : 31 .
4) الكافي 6 : 32 ـ 33 .

===============

( 51 )


وفي استحباب ثقب الأُذن والختان قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) : « إنّ ثقب أُذن الغلام من السُنّة ، وختانه لسبعة أيام من السُنّة » (1).
وللختان في اليوم السابع آثار صحية على الوليد ، قال الإمام الصادق (عليه السلام)
: « اختنوا أولادكم لسبعة أيام ، فإنّه أطهر وأسرع لنبات اللّحم ، وإنّ الأرض لتكره بول الأغلف » (2).
والختان في هذا اليوم يؤدي إلى سرعة الشفاء مع قلة الألم .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net