متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
38 ـ الأستاذ ناجي الحرز (الفتح المقدس)
الكتاب : ليلة عاشوراء في الحديث و الأدب    |    القسم : مكتبة الأدب و الشعر
38 ـ للشاعر الأستاذ ناجي الحرز (1)

الفتح المقدس

يُحيِّرُني مصابُكَ كـلَّ عــامِ * ويختطفُ الجسارةَ من كلامـي
فأحشدُ في يدٍ ظمـأى القـوافي * وأشعلُ في اليدِ الأُخرى عُرامي
فتنطفىءُ الحروفُ علـى رؤاهُ * الغريقةِ في السيوفِ وفي السِّهامِ
فأمتشقُ الدموعَ تـذبُّ عنــي * وتؤنِسُ ركبَ حُبِّكَ في عِظامي

** *

أُحبُّكَ يا حسيــنُ وأنت أدرى * لأي مَدى يُغامرُ بي هيامـــي
فَبعضُ الوجدِ أنشُرُه لِـــواءً * وَبعضُ الوجدِ أسرجُهُ أمامــي
وأجترحُ الخُطى حتــى إذا ما * وقفنَ بلهفتي بيــنَ الخيــامِ
سمِعتُكَ ليلةَ التوديـعِ تتلـــو * مواثيــقَ المحبَّةِ والسّــلامِ

____________
(1) هو : الشاعر المبدع الأستاذ ناجي داود علي الحرز ، ولد سنة 1379 هـ في المبرّز ـ الأحساء ، نظم الشعر في سنٍ مُبكّر في الثانية عشرة من عمره ، حصل على دبلوم في المعهد الثانوي التجاري في الأحساء ، وله مشاركات في النوادي الادبية والدينية ، والكتابات النثرية والاجتماعية ، ومن نتاجه الأدبي المطبوع : 1 ـ ديوان نشيد ونشيج ( قصائد وجدانية ) 2 ـ ديوان يا حبيبي يا محمد ( اناشيد إسلامية ) 3 ـ ديوان الوسيلة ، ( قصائد ولائية ) 4 ـ الإمام علي في وجدان الشاعر ( دراسة أدبية نقدية لملحمة الغدير )..

===============

( 387 )

وتُقسِمُ أن يظلَّ الديـنُ حيـــاً * بفيضِ جراحِكَ الحُمْرِ الدَّوامـي
رأيتكَ ليلةَ التوديــعِ فجــراً * كأنكَ أحمدٌ خيــرُ الأنـــامِ
وعباســاً يكادُ يشبُ نـارَ الـ * ـعزيمةِ في السِّنانِ وفي الحُسامِ
وزينبَ تستعدُّ لخطـبِ يـــومٍ * يَشيبُ لهولـهِ رأسُ الغُـــلامِ
ويَرجعُ جانبُ الدُنيــا فتيّـــاً * ترفُّ عليه أسـرابُ الحَمَــامِ

* * *

أليلةَ يومِ عاشــوراءَ عُـودي * لكونٍ ساغـبٍ للعدلِ ظامـــي
لأكبادٍ مُروَّعــةٍ تُساقـــى * كؤوسُ المُرِّ من صابٍ وجــامِ
لأعيُّننا التي في الـذُلِّ شاخـتْ * ولا تَنفـكُ تَحلُــمُ بالفِطـــامِ
أليلةَ يومِ عاشــوارءَ عُـودي * بكُلِّ الصحو والهمَـمِ العظـــامِ
أعيــدي فتحَكِ القُدْسيَّ زهواً * حُسينيَّاً على الــداءِ العُقـــامِ
وصُبِّي النورَ في شرقٍ وغربٍ * وليسَ على عـراقٍ أو شـــامِ
فقد عَمَّ الظلامُ وعـادَ حَيَّــاً * أبو سُفيانُ ينفـخُ في الظـــلامِ

ناجي الحرز
الأربعاء 19 / 4 / 1317 هـ
الهفّوف ـ الأحساء





===============

( 388 )

الأستاذ ناجي الحرز

إمتازت قصيدة الحرز برشاقة القفز على الموضوع عندما ترك الشاعر المداخل التقليدية المثبتة للولوج فدخل من النوافذ لا من الأبواب بل تسلق أسوار الموضوع من الواجهات الخلفية فاختار زاوية نظر ذاتية بعيداً عن التسجيل المباشر والتوثيق المطابق والإيغال في التفاصيل.
تبدأ القصيدة بإعلان الحيرة المتكررة كل عام مع حلول الذكرى التي تختطف فروسية الكلام وشجاعته ، فمع وقوف الشاعر بأدواته الفنية وتأملاته الجمالية لكن الحروف تنطفيء عندما تكشف الرؤيا الشعرية أمام الشاعر صورة الإمام الحسين عليه السلام غريقاً بين السيوف والسهام ، فيترك الشاعر القصيدة ويرفع لافتة الدموع المقابلة لحالة الوجد المرتعش في عظامه والمصورة ـ ببراعة ـ بهيئة ركب أو موكب موالات محتاج للأنس الذي يجده في الدموع ولا يجده في القصيدة.
فالحرز يعلف هيامه ووجده في مسيرته نحو الجرح الخالد وهو يجترح ـ بشاعريته ـ خطاه التي تحمل لهفته وشوقه للقاء فيسمع ثم يرى ويتخلص الى نداء الليلة ومطالبتها بالعودة الى زمنه الحاضر في شكل إسقاط تأريخي يقارن فيه بين زمنين ويعلن عن حاجة زمانه الى طف جديد وفتح قدسي يمتد على كل الأرض :

أليلة يـوم عاشوراء عــودي * بكل الصحو والهمم العظــام
وصبي النور في شرق وغرب * وليس على عــراق أو شـام

===============

( 389 )

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net