متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
35 ـ الأستاذ محمد الماجد (خصلة شعر لساعدي)
الكتاب : ليلة عاشوراء في الحديث و الأدب    |    القسم : مكتبة الأدب و الشعر

35 ـ للشاعر الأستاذ محمد الماجد (1)

خصلةُ شَعرٍ لساعديَّ

ومن ذا سيعبر بين الفراتين.. ؟
هذا أنا..
رب هذا المسيل المولّه بالصافنات الجيادْ !
قرون وأنت تمرّين من ههنا ياجيادْ
على هذه الأضلع الخاوياتْ
بربك أي المضامير رحت تجوبين فيّ ؟
وأي الأعنة شدّت يداي ؟
أحبك يامن تجيبين نذري
عقدت على ساعدي الضعيفين
خصلة شعر لحيدك
ثم ارتميت اقبل نقش الحوافر فوق الصعيد
____________
(1) هو : الشاعر الاستاذ محمد حسن يوسف الماجد ، ولد سنة 1386 هـ في سنابس تاروت إحرى مناطق القطيف ، حاز على شهادة البكالوريوس في العمارة من كلية تصاميم البيئة في جامعة الملك للبترول والمعادن سنة 1411 هـ و يعمل حالياً في إدارة المشاريع والصيانة بالإدارة العامة للتعليم ، و له مشاركة في النوادي الأدبية والثقافية.

===============

( 373 )

اقوم و اهوي عليها مراراً!
اقوم..
واهوى عليها مراراً!
فهلا تعجلت برني
فهذا صدى الحمحمات يذيب فؤادي
ـ قرون عليه ـ
ومازال يملأ صدري نحيبا
جياد الخلاص
اضاء لك البرق ليل المتاهة فاجري
صراطك : صدري … وقلبي.. و نحري
صراطك : هذا الممدد بين الفراتين
رب المسيل الموله بالصفنات الجياد
افيقيه عدواً..
اقضي مضاجع هذا الرفات..
قليل من العدو يسكر رمسى..!
فطوفى عليه مطاف الجوامح
انعلن جمراً..
واشربن نخب الطفوف
ذرفن الدموع علي ساكنيها
وزرن ( الغريب )..

===============

( 374 )

تحلقن حول الضريح المدمى
ألوفا.. الوف
الا يا جياد..!
قليل من العدو يسكر رمسي
فأصحو..
لينشق عن مدنف لايتوب
تحمل مالايطاق
وعاد تحمل مالايطاق
وعاد.. وعاد..
الى ان افاق
محمد الماجد
20 / 3 / 1417 هـ
سنابس




===============

( 375 )

الأستاذ أحمد الماجد

قصيدة الماجد ( خصلة شعر لساعديّ ) إعتمدت الوحدة العضوية في نسيجها بمتابعة متأملة لحركة خيول يستعطيها أن تأتي من زمن عصيّ لتمسح البعد المأساوي عن صفحة الوجود ، وانعكست حركة الخيول إيقاعاً نفسياً داخلياً أحاط أجواء القصيدة في مونولوجها الداخلي وتداعياتها المتسائلة الباحثة عن الخلاص من ليل المتاهة.
الإستعطاء تبدّى في عنف الأسئلة المتتالية ، فالنص يبدأ بسؤال كبير ( من ذا سيعبر بين الفراتين ؟ ) والعبور ببقعة جغرافية محددة رَمَزَ لها الشاعر بالفراتين فأزاح الدلالة عن أن تكون مخصوصة بالفرات ـ وهو مفردة تنتظم في تشكيلة الطف جغرافياً وشعورياً ـ ليذهب أبعد في انتظار ما سيحدث فيخاطب الخيول ليعرّفها بنفسه ( هذا أنا ربُّ هذا المسيل المولّه بالصافنات الجياد ) إنه صاحب المسيل والإقتران المائي واضح في تتابع ( الفراتين ـ المسيل ) لكن هذا المسيل هو تيار الوعي الذي يلازم الحب هنا بصيغة الخلاص فهو مولّه بالصافنات الجياد في إسقاط قرآني لتلبّس شخصية النبي سليمان عليه السلام بشكل ناقص ، فهو أضلع خاويات تتساءل بإلحاح مقترن بالقسم ( بربك أيُّ المضامير رحت تجوبين فيَّ ؟ ) في حركة داخلية نفسية هي حركة الأمل داخل الذات و ( أيّ الأعنّة شدّت يداي ؟ ) وهو أمل آخر عندما تقبض يداه على أعنّة غير محدّدة للخيول ، ليبتدأ مونولوجاً عاطفياً يناجيها به من ( أحبك يا من تجيبين نذري ) إلى أن تظهر صنمية الحب في تقبيل

===============

( 376 )

نقش الحوافر فوق الصعيد وتكون آثار الأمل الصغيرة هي الأمل كلّه في قيام وهويّ ينتهي إلى التحضيض والطلب ( فهلاًّ تعجّلت برئي ) ويتحوّل جانب حسيّ من الأمل هو ( صدى الحمحمات ) إلى نحيب ذائب في القلب لنبدأ حركة أخرى من ندائه لها لكن على التخصيص هنا ( جياد الخلاص ) ويطرح عهداً وميثاقا بالتضحية قائماً على الإستعطاف والإلحاح في الطلب ( أفيقيه عدواً.. قضّي مضاجع هذا الرفات ) وهي حالة يأس من النهوض والقيام الذاتي فتتمّ مطالبة الأمل المجسد في الخيول في حركتها الصاخبة الممتلئة بالحيوية ( قليل من العدو يسكر رمسي ) هذه الحاجة إلى ومض بسيط لتنبعث الحرائق وتدب الحياة ، ويتكرر هذا الخطاب ثانية في القصيدة لتلحقه لفظة ( فأصحو ) هذه الصحوة المطلوبة بإصرار مبدئي تأخذ شكل الحتمية في عودة الروح إلى أوصال المدنف التي تحملت عناء المسيرة ، وتكرر هذا التحمل والمعاناة إلى أن تتم الإفاقة والنهوض.
قصيدة الماجد ولائية الجذور وعقيدية الإنطلاقة بشكل يخلق واقعية خاصة يمكن أن نسميها الواقعية الشعرية التي لاتصاحب الواقع الحقيقي لتطابقه ، بل لتوازيه وتنهل من ينابيعه بإختيار صادر عن موقف وتجربة وتوجه جمالي فني.
وأخيراً فإن ليلة عاشوراء لم تكن موجودة في نصه كوثيقة تاريخية بل كحالة مستبطَنة يخاطبها الشاعر بإيماء مكثّف من خلال خطاب عام للجرح الحسيني الغائر في الأعماق المتلهّفة للخلاص.

===============

( 377 )

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net