كأنهمْ نكروا منــه مواقفَـــهُ |
* |
في حربِ آبائهم قِدماً وما رحمـا |
لم يُثنه عزمُه عن قَطعِ دابـرهِم |
* |
ولم يكن يرعَ في أعدائه ذِمَمــا |
حتى تواصوا على إفناء عترتـه |
* |
قتلاً وهتكاً وجاؤوا يركبون عمى |
وما دروا أنّنا أسيافُ حيــدرةٍ |
* |
أصداؤنا أورثتهم في الوغى صَمَما |
وكيف نرضى بما تأباهُ عزّتُنــا |
* |
لعصبةٍ لم نكن نرضى بهم خدمـا |
فأسبلت عبراتٍ ملـؤها الـــمٌ |
* |
كأنّما قلبها في دمعهـا انسجمــا |
وفي غدٍ يتفانى جمعُكُم وأنـــا |
* |
أراكُم جُثثاً فوق الثـرى رممــا |
يا ليتما طال ليلي والحسينُ معي |
* |
وذاكَ شبلُ عليٍّ يَحرسُ الخيمــا |
لكنّها أشرقت شمسُ الصباحِ بهـا |
* |
وظلَّ يقتاتُهم صرفُ الردى نَهِمـا |
حتى تقضّت مناياهُمْ وأفردَهــا |
* |
جورُ الزمان ، وساقوهُنّ سَوقَ إما |
يومٌ تَكَشّفَ عن دُنيّـاً مزيّفــةٍ |
* |
داست بأقدامها الإسـلام والقيمـا |
عجبتُ كيف يواريه ثرى جـدثٍ |
* |
وكيف تحويه أرضٌ والحسينُ سَما |
أليس ذا وأخوه طالمـا ارتقيــا |
* |
كتفَ النبيِّ « ونعم الراكبانِ هُما » |
وكيف خَلّف أُختاً لا حياةَ لهــا |
* |
إلاّ على قلبــه لكنــه انثلمــا |
وكيف مرّت على أشلائه ورنت |
* |
بنظرةٍ تتحرّى الكـفَّ والقَدَمــا |
كانت به تُبصر الأشياءَ فانكسفت |
* |
أنوارُه فاستوت في عينها عدمــا |
كانت له ساعداً في يوم محنتــه |
* |
وشاطرتُه الرزايا غُربةً وظمــا |
لكنّها امرأةٌ مثكولــةٌ ورثــت |
* |
على مصائبها الأيتامَ والحُرمــا |