فلما رأى أن لا مناص من الـردى |
* |
وإنّ مراد القــوم منه كبـيـــرُ |
فقال لأهليه وباقـي صحـبـــه |
* |
ألا إنّ لبثـي فيكــمُ ليسـيـــرُ |
عليكم بهذا الليل فاستـتـروا بــه |
* |
وقوموا وجدّوا في الظلام وسيـروا |
ويأخذ كلُّ منكــم يـدَ واحـــدٍ |
* |
من الآن وخفّوا في البلاد و غوروا |
فما بُغيةُ الأرجاس غيري وخالقـي |
* |
على كلّ شيءٍ يبتغـيــه قديــرُ |
فقالوا معاذَ الله نسلمك للـعــدى |
* |
وتضفى علينا للحـيـاة ستـــورُ |
فأيُّ حياة بعد فقـدك نرتـجــي |
* |
وأيُّ فــؤادٍ يعتـريـه ســرورُ |
ولكن نقي عنك الـردى بسيوفـنـا |
* |
لتحظى بنا دارُ النعـيـم وحــورُ |
فقال جُزيتم كلّ خيــرٍ فأنتــمُ |
* |
لكلّ الورى يوم القيـامـة نــورُ |
فأصبح يدعو هل مغيثٌ يُغيثُنــا |
* |
فقلّ مُجيبــوه وعـزّ نصـيــرُ |
ولم تبقى إلا عصبةٌ علـويـــةٌ |
* |
لهم عزماتٌ ما بهـنَّ قـصــورُ |
ولمّا شبّت نار الحروب وأضرمت |
* |
وقتْ نفسَه هـامٌ لهــم ونحــورُ |
ولم أنسه يوم الهيــاج كأنـــه |
* |
هزبرٌ له وقعُ السيـوف زئيـــرُ |
يكرُّ عليهـم والحســام بكفــه |
* |
فلم يرَ إلا صــارخٌ وعفيـــرُ |
وراح إلى نحو الخيـام مودعــاً |
* |
يُهمهمُ بالقرآن حيــثُ يسيـــرُ |