لأن مراسيهــا هواكــم ونورُكــم |
* |
وإكسيــرُها فيضُ المـودة في القربـى |
أفدِّيك يا من الهبَ الشمـسَ والسمــا |
* |
نجيعاً فذابــا في قداستــهِ ذوبــــا |
على أنّ مُحمــرّ السمــاءِ تألَّــقٌ |
* |
لتُزجي به من فيضك الشـرق والغربــا |
أفديك يا فرع الرسالــة يا هــوى |
* |
لأحمد في الآفـاق يملـــؤها حُبّـــا |
ويا مبسماً يحكـي شفــاهَ مُحمــدٍ |
* |
وريــاه ما قلت ولا عطرُها أكبـــى |
عليه ولا أدري أتقبيـــل عــودةٍ |
* |
بها شغـفٌ أم رام يوسعــه ضربـــا |
ويا كبدا حرى تفـرَّت من الظمـــا |
* |
وفيها الفراتُ انساب سائغــهُ شُربـــا |
ويا صارما لولا الحنــانُ أعاقــه |
* |
لَقَدَّ الدنـــى قَدّاً وقَطَّعهَـــا إربــا |
بمهجته الغيرى وان نــزَّ جُرحُهــا |
* |
يرصُّ معانـي المجــد مملوءةً لبـــا |
ويا صامداً ما زعزعتْ من كيانـــه |
* |
صنوفُ الردى بل لم تحرَّك له هدبـــا |
ويا مقلة ما زال يعصرهـــا الأسى |
* |
لترويْ بقايــا الآهِ والــدمَ والجدبــا |
بكت قاتليهـا والذيــن تَجمَّعُـــوا |
* |
لثاراتِ بـدرً ضدَّه اجتمعـــوا إلبــا |
رأت روحُك الاسلامَ جرحاً فلم تطـقْ |
* |
هواناً وصبراً فاعتلتْ تُعلـنُ الحربـــا |
وتلثمُ صابَ الدهرِ جذلـى ولا تـرى |
* |
جراحاً تنزُّ الآه قـد ذربــت ذربـــا |
وسالت على جرح الهدى اعتصمتْ به |
* |
وصبَّت حياة القدس في فمـه صبّـــا |
اُفدِّيك يا من قبَّل السيـفُ نَحـــرَه |
* |
ففاض وأضفى وانثنى يكرَهُ النصبـــا |
ويا واحدا لا نِدَّ شاركَـــهُ المــدى |
* |
وَوهْجَ الجهادِ الحـرِّ والـدمَ والدربـــا |
اُنبِّيكَ ما زال الزمــانُ مـــردداً |
* |
صداكَ ملأتَ البحرَ والأُفقَ والرحبـــا |
وأنَّ سيــاجــاً من دماك وجمرِها |
* |
وأحمرِهــا ما زالَ متقَّــداً شهبـــا |
يحيطُ الطواغيتَ اللئــام بلفحِـــهِ |
* |
فيصبُغُهمْ ذعرا ويملؤهــم رعبــــا |