رهبــانُ ليـلٍ والعبادةُ دأبُهم |
* |
أما الضحى فَيُرى الجميع أسودا
|
والليلُ يطربــه نشيد صلاتهم |
* |
والنجمُ يــرعى للأُبَاة سجودا
|
خطبوا الــردى بدمائهم فكأنما |
* |
قد أمــهروه ذمــةً وعهودا
|
يفدون بــالمُهج الحسينِ لأنهم |
* |
عرفوا ومُذ كان الحـسينُ وليدا
|
أن الوصــية لمِ تكن في غيره |
* |
والناس ما برحـوا لذاك شهودا
|
وبرغم قِــلتِهمْ ونَقصِ عديدِهم |
* |
كانت لهم غُرُب السيوف جنودا
|
هي ليلةٌ كــانت برغم سوادها |
* |
بيضاء تبعث فـي الهدى تغريدا
|
راح الحسين السبط يُصلح سَيفَهُ |
* |
فيها ليهزم بـالشفـار حشـودا
|
ويذيـق أعنــاق الطغاة بحده |
* |
ضرباً يثيـر زلازلاً ورعـودا
|
وبــدا يعــاتب دهره وكأنه |
* |
قد كان منه مُثقـلاً مجهــودا
|
ويقول أفٍّ يـا زمان حملت لي |
* |
همّاً وكيــداً حـالف التنكيدا
|
عُميت بصائر هؤلاء عن الهدى |
* |
ولقيت منهم ضلــةً وجحودا
|
والأمر للرحمـن جــل جلاله |
* |
كتبَ المهيمِنُ أن أمـوت شهيدا
|
سمعت عقيلــة هـاشمٍ إنشادَه |
* |
فأتتهُ تلطــمُ بالأكـفّ خدودا
|
وتقول واثكلــاه ليــت منيتي |
* |
جاءت وشقت لـي فداك لحودا
|
اليوم ماتت يا ابن أمــّيَ فاطمٌ |
* |
واليوم أصبـح والدي ملحودا
|
واليوم مات أخي الزكّي المجتبى |
* |
والحزن سَــهّد مقلتي تسهيدا
|
فأجابها كلُ الوجود إلــى الفنا |
* |
إلا الذي وهـب الحياة وجودا
|
لا تجزعي أختاه صَبراً واعلمي |
* |
أني سَالقى فـي الجنان خلودا
|
مهما تمـردت الطغــاة فإنما |
* |
جنح البعوضـة أهلك النمرودا
|