فإذا أُكــرهوا ومــاتوا ليـوثاً |
* |
خَلّدَ الحـقُ للأُســود انتصـارا |
سَمِعَتْ زينبُ مقــالَ حســينٍ |
* |
فأحستْ في مُقلتيــها الــدوارا |
خالتْ الأزرقَ المفضّض ســقفاً |
* |
أمسكتُهُ النــجومُ أن ينهــارا |
خالتْ الأرضَ وهـي صمّاءَ حزنٌ |
* |
حمأً تحـتَ رجِلهــا مَــوّارا |
ليتني مـُتُّ يـاحســينُ فلــمْ |
* |
اسمع كَلاماً أرى عَليـه احتضارا |
فُنيــتْ عِتــرةُ الرسولِ فأنتَ |
* |
الكــوكبُ الـفردُ لا يزالُ منارا |
مات جدي فانــهدَّت الوردةُ الـ |
* |
زهـراءُ حزنـاً ، وخلَّفتنا صغارا |
ومضي الوالـدُ العــظيمُ شهيداً |
* |
فاستــبدّ الزمـانُ والظلُّ جارا |
وأخوك الــذي فقدنـاهُ مسموماً |
* |
فبتنا مـن الخــطوبِ سُكارى |
لا تَمُتْ يـا حســينُ تفديكَ منّا |
* |
مُهجــاتٌ لـم تقرب الأوزارا |
فتقيكَ الجفــونُ والهُدب نرخيها |
* |
ونلقـي دون المنــون ستارا |
شقّت الجيــبَ زينـبٌ وتلتهـا |
* |
طاهــراتٌ فمـا تركن إزارا |
لا طمــاتٍ خـُدودهـنَّ حُزانى |
* |
ناثراتٍ شعــورهنَّ دثــارا |
فدعاهـنَّ لاصـطبــارٍ حسينٌ |
* |
فكأنَّ المياه تُطفــيء نــارا |
قــال : إن مـتُّ فالعـزاءُ لكنّ |
* |
الله يُعطي من جــوده إمطارا |
يلبـسُ العاقلُ الحكيمُ لباسَ الصبر |
* |
إن كانــتْ الخــطوبُ كبارا |
إنّ هــذه الدنيـا سحابةُ صيفٍ |
* |
ومتــى كانـت الغيومُ قرارا |
حُـبّيَ المـوتُ يُلبسُ الموتَ ذلاً |
* |
مثلمـا يكسفُ الّهيبُ البخارا (2) |