متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
1 ـ الشيخ إبراهيم النصيراوي (ليلة الحزن)
الكتاب : ليلة عاشوراء في الحديث و الأدب    |    القسم : مكتبة الأدب و الشعر


1 ـ للشيخ ابراهيم النصيراوي (1)

ليلة الحزن

يا لـيلةَ الحـزنِ خُطي للنُهى علم * فقـد كتبنـاكِ فــي أعمـاقِنا ألمـا
ثـارت بك الاُسدُ والعلياءُ مقصدُها * لِتحصُدَ الغيَّ مِمـنْ عـاثَ أو ظلمـا
هـزَّتْ عروشَ بني سفيـان قاطبة * ًبصرخة أسمعت من يـشتكي الصمَما
قـومٌ قليلـونَ لكـنْ عزمهُم جبلٌ * إذا دنــا السيفُ منـهم رنَّ وارتطما
اُولاءِ سُلـاّكُ درب قصـده وهـج * مـِنَ الضميرِ يرى فيـضَ الدما نِعَما
يحدو بهم للمنايا نصـرُ مبدئِــهم * فعــانقوا الفجرَ يَسقـونَ العدى حِمما
مازّل يوماً لهم في مـوقف قــدمٌ * ومــا أقـروا عـلى ظُلم لِمَنْ حكما
يستبشرون وهم في ليـلة مُـلئتْ * رُعبـاً كــأنّ المنـايا كانـت الحُلما
جَنَّ الظلـامُ وأرضُ الطفِ مشرقةٌ * بأوجه لـم يُخالِـط حُسنــها السأما
تدنو المــنيةُ والاصحابُ في شُغل * عن الحياةِ ولــم يَبــدو لهـا ندما
ويعجبُ النــاسُ إن الليلَ حين بدا * يَمدُ جُنـحاً مـن الظلماءِ مُحتدمــا
قال الحسينُ لهــم خُفّوا على عجل * فما ســُوايَ أرادَ المــعتدونَ دما


____________
(1) هو : الخطيب الشاعر الفاضل الشيخ إبراهيم بن علوان النصيراوي ، ولد سنة 1376 هـ في محافظة العمارة ـ العراق ، أكمل دراسته الاعدادية ثم التحق بالحوزة العلمية في النجف الاشرف عام 1399 هـ ، وبعد أن أكمل مراحلها الاولى حضر درس السيد الخوئي (قدس سره) ، ومن تأليفاته : 1 ـ حديث كربلاء 2 ـ القواعد النحوية 3 ـ أعلام الفقهاء 4 ـ ديوان شعر (مخطوط) ، وله مشاركات في النوادي الادبية والثقافية والدينية.

===============

( 214 )


 

هَبّــوا وأعُينهـم بالدمعِ ناطقةٌ * واللهِ دونكَ نرجو الساعةَ العدما
لو قطَّعونا بأسياف لهــم إربا * ًلَمـا رضخنا ونمضي للفدا قُدُما
إنَّا على العهد لم نخذلكَ في غدنا * وكيفَ يخذلُ مَنْ في حُبكم فُطما

* * *
ثـم انـثنى لبنـات الوحي ينظرها * رأى الجلال على تلك الوجوه سمـا
قد جللتهن أيــدي المكـرمات فما * أرجفن في القول أو ثبطن من عزما
تقودهن إلـى العليــاء زينبهــم * تلك التي ورثت مــن حيدر عظما
قد ودّعــت إخـوة عزت نظائرها * بأدمع البشر منــها سال وانتظمـا
تظــم فــي كفهـا قلبا لها وجلا * وعزمها يتحــدى ظالمــاً رغما
تحكي علياً ويــوم الـروع يعرفه * يعطي البسالة حقاً صارمـاً وفمــا
ما احتج إلا وكان النــد منكسـرا * أو كر إلا وكـان الخصـم منهزما
وهــؤلاء بنـوه الوارثــون أباً * بسيفــه وبـه جبريــل قد قسما
هـم هـؤلاء لهم يهوى العلا شرفا * هم هؤلاء رقـوا في مجـدهم قمما
قد جنهـم ليل حزن حاملا غصصاً * لو مست الطود أضحى صلده رمما
جيشان جيش يحاكي الشمس منظره * وآخر راح في درب الضلال عمى
يعمرون لهــم ديناً علــى وهم * وإن أخسر شيء من بنى وهمــا

إبراهيم النصيراوي
8 / ذو القعدة / 1416 هـ



===============

( 215 )


 

الشيخ إبراهيم النصيراوي


هناك قلّة من خطباء المنبر الحسيني من يستطيع أن يفلت من متطلبات الخطابة عندما ينظم ، فهم ـ ومنهم النصيراوي ـ ذوو حس يتفوق عليهم فيوظّفون كل معارفهم لخدمة هذه الوسيلة المباركة للاتصال المحاطة بالعناية الالهية المسددة.
فلا محيص من التسليم بنفور الشعر من أن يصغي ويعمل وفقاً لشروط ومتطلبات من خارج قوانينه ، فلذا تتميز القصيدة المنبرية بمميزات سنشرحُها عندما نتعرض لنصوص الشيخ محد سعيد المنصوري وإني آمل من خلال معرفتي برغبة ونزوع الشيخ النصيراوي لتطوير قابليته الشعرية والخطابية أن يكون من القلّة من الخطباء الشعراء
وأنوّه أن للنصيراوي قصائد ولائية أخرى نلمس فيها بدقة هذا المنحى الذي لانجده في قصيدته هذه عن ليلة عاشوراء.

===============

( 216 )

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net