هـ ـ البعد التشكيلي :
وهو بعد الاستبطان وإعادة الصياغة والانشاء التصويري للمفردات ، فالليلة تبدو فاجعة في إنعكاسها عند الشيخ علي الفرج ليصفها هكذا :
أنت ياليلة إنخساف المرايا * في وجوه السنين والاحقاب
ويطالب الشاعر جواد جميل الليلة أن تُطفيء شموعه بدم الطفوف في تشكيل صوري بين سيولة الدماء واشتعال الشموع في تقابل (الماء ـ النار) من
===============
( 202 ) العناصر الاربعة في جدلها عندما يخاطب الليلة قائلا :
آهِ ياليلة الاسى والدموعِ * أطفئي في دم الطفوف شموعي
وستنوسع مع أحد أبيات الشاعر جاسم الصحيّح فيما بعد والذي يحقق هذا البعد أيضاً حين يقول :
ياليلة كست الزمان بغابة * من روحها قمرية الادغالِ
إما الشاعر فرات الأسدي فقد خاطب الليلة عبر إخراجها عن دلالتها الزمنية إلى دلالة تشكيلية ملونة بلون النزيف حقق فيها ظاهرة لغوية قرآنية في التلاوة تسمى تعانق الوقف ، فبإمكاننا أن نقرأ بيته التيالي :
فناولي دمه ياليلة عبرت * إلى النزيف جريح الخطو منسكبا
إما أن تكون شبه الجملة ( إلى النزيف ) عائدة إلى ( ياليلة عبرت ) أو عائدة إلى ( فناولي دمه ) لتندمج بذلك حالتا التشكيل الرؤيوية واللفظية كما هو معهود عنده.
===============
( 203 )
|