استبشار الأنصار بالشهادة
ولقد مزح حبيب ابن مظاهر الاسدي ، فقال له يزيد بن خضير الهمداني ، وكان يقال له سيد القرآء : ياأخي ليس هذه بساعة ضحك ! قال : فأيُّ موضع أحقُّ من هذا بالسرور ، والله ماهو إلا أن يميل علينا هذه الطُّغام بسيوفهم فنعانق الحور العين (2).
هكذا كان أصحاب الحسين ( عليه السلام ) مستأنسين بالمنيّة غير مكترثين بما يجري عليهم فقد روي أن نافع بن هلال البجلي ـ رضي الله تعالى عنه ـ قضى شَطرَ ليله في كتابة اسمه على سهام نبله ، إمعاناً في طلب المثوبة والاجر ، وإمعاناً في السخرية ____________
(1) البداية والنهاية لابن كثير : ج4 ، ص178.
(2) إختيار معرفت الرجال للطوسي : ج1 ، ص293 ، بحار الانوار : ج45 ، ص93.
===============
( 69 )من الخطر ، وإمعاناً في الترحيب بالموت (1).
وقد أجاد السيد مدين الموسوي إذ يقول :
ما هزهم عصفٌ ولا رعشت |
* |
أعطـافهم في داهم الخطـرِ |
يتمايلون وليس من طــرب |
* |
ويسامـرون وليس من سمرِ |
إلا مع البيـض التي رقصـت |
* |
بأكفهم كمطـالـع الزهــرِ |
يتلون سر الموت في سـور |
* |
لم يتلها أحد مـع الســورِ |
ويرتّلون الجــرح في وله |
* |
فكأنه لحـنٌ علـى وتــرِ |
خفّوا لداعي الموت يسبقهـم |
* |
عزمٌ تحدى جانة الصـخـرِ |
مُذ بان جنب الله مقعدهــم |
* |
ورأوه ملَ الروح والبصـرِ |
|