متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الحسين عليه السلام يطلي بالنورة وبرير يهازل عبد الرحمن
الكتاب : ليلة عاشوراء في الحديث و الأدب    |    القسم : مكتبة الأدب و الشعر


الامام الحسين ( عليه السلام ) يطلي بالنورة
وبرير يهازل عبدالرحمن


وروي عن أبي صالح الحنفيِّ عن غلام لعبدالرحمن بن عبدربه الانصاري (2) ،
____________
(1) زينب الكبري للنقدي : ص 173.
(2) هو : عبد الرحمن بن عبد ربه الانصاري الخزرجي ، أحد الشخصيات البارزة ، وكان صحابياً ومن مخلصي أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو أحد الصحابة الذين شهدوا لامير المؤمنين بالولاية ، لما نشدهم في الرحبة بحديث الغدير : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وقيل إن أمير المؤمنين هو الذي علّم

=

===============

( 67 )

قال : كنت مع مولاي فلما حضر الناس وأقبلوا إلى الحسين ( عليه السلام ) أمر الحسين بفسطاط فضرب ثم أمر بمسك (1) فميث (2) في جفنة (3) عظيمة أو صفحة ، قال : ثم دخل الحسين ( عليه السلام ) ذلك الفسطاط فتطلى بالنورة ، قال : ومولاي عبدالرحمن بن عبدربه وبُرير بن خضير الهمداني على باب الفسطاط تحتكّ مناكبهما ، فازدحما أيهما يطّلي على أثره فجعل برير يهازل عبد الرحمن !
فقال له عبدالرحمن : دعنا فوالله ما هذه بساعة باطل ! فقال له برير : والله لقد علم قومي أني ما أحببت الباطل شاباً ولا كهلاً ، ولكن والله إني لمستبشر بما نحن لاقون ، والله إن بيننا وبين الحور العين إلاّ أن يميل هؤلاء علينا بأسيافهم ولوددت أنهم قد مالوا علينا بأسيافهم !
قال : فلما فرغ الحسين ( عليه السلام ) دخلنا فاطّلينا (4) (5).
____________
=
عبدالرحمن القرآن وربّاه ، وكان عبدالرحمن أحد الذين أخذوا البيعة للحسين ( عليه السلام ) في الكوفة ، وجاء مع الحسين فيمن جاء من مكة ، وقُتل عبدالرحمن في الحملة الاُولى.
راجع : إبصار العين : ص 93 ، أنصار الحسين لشمس الدين : ص 97.
(1) روي عن يسار بن عبد الحكم قال : أنتُهب عسكر الحسين ( عليه السلام ) فوجد فيه طيب ، فما تطيبت به امرأة إلا برصت. العقد الفريد : ج4 ،ص 384 دار الكتاب العربي ، و ج5 ، ص133 ، دار الكتب العلمية.
(2) موث : ماث موثاً وموثاناً ، الشيء بالشيء خلطه به ، والشيء في الماء أذابه فيه ، المنجد : ص 779.
(3) الجَفْنَة : القصعة الكبيرة.
(4) قد اُختلف في وقوع هذه الحادثة ليلاً ، وقد رواها أبو مخنف في اليوم التاسع ، قال الفاضل القزويني : ويظهر من ابن نما أيضاً أن ذلك كان في غداة يوم عاشوراء ، وهو بعيد جداً ، وأبعد منه أن ذلك كان في ليلة تاسوعاء ، صرح بذلك في الناسخ ، وقد ذكر جملة من وقائع ليلة عاشوراء في ليلة تاسوعاء ، وهو اشتباه في اشتباه. والاكثر ـ على ما صرحوا به ـ أنه كان في ليلة عاشوراء وهو الاصح نقلاً واعتباراً. الامام الحسين وأصحابه للقزويني : ج1 ، ص259.

===============

( 68 )

وجاء في البداية : فعدل الحسين ( عليه السلام ) إلى خيمة قد نُصبت فاغتسل فيها وانطلى بالنورة وتَطيّب بمسك كثير ، ودخلَ بعدَهُ بعضُ الامراء ففعلوا كما فعل ، فقال بعضهم لبعض : ما هذا في هذه الساعة ؟! فقال بعضهم : دعنا منك ، والله ما هذه بساعة باطل ! فقال يزيد بن حصين : والله لقد علم قومي أني ما أحببت الباطل شاباً ولا كهلاً ، ولكن والله إني لمستبشر بما نحن لا قون ، والله ما بيننا وبين الحور العين إلا أن يميل علينا هؤلاء القوم فيقتلوننا (1).


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net