عبادةُ أبي الفضل العباس ( عليه السلام )
وكان العباس ( عليه السلام ) في العبادة وكَثرة الصلاة والسجود بمرتبة عظيمة ، قال الصدوق ـ عليه الرحمه ـ في ثواب الاعمال : كان يُبصَرُ بين عينيه أثَر السجود (4) ، ____________
(1) الامام الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه للقزويني : ج 1 ، ص262.
(2) الدر النضيد للسيد الامين : ص 23.
(3) نفس المصدر : ص 73.
(4) ثواب الاعمال للصدوق : ص259.
===============
( 64 )
لكن وأي عبادة أزكى وأفضل من نصرة ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وحماية بنات الزهراء ، وسقي ذراري رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
قيل : إن أصحاب الحسين ( عليه السلام ) باتوا ليلة العاشر من المحرم ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد ، لكن خُصص العباس ( عليه السلام ) من بينهم بحفظ بنات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته ، كان راكباً جواده متقلداً سيفه آخذاً رمحه يطوف حول الخيم ، لانه آخر ليلة أراد أن يوفي ماكان عليه ويرفع الوحشة عن قلوب الهاشميات حتى يَجدنَ طيب الكرى ، وقد أحاطت بهن الاعداء !
وكانت عيون الفاطميات به قريرة ، وعيون الاعداء منه باكية ساهرة ، لانهم خائفون مرعوبون من أبي الفضل ( عليه السلام ) وما تنام أعينهم خوفاً من بأسه وسطوته ونكال وقعته ، وانقلب الامر ليلة الحادي عشر ، قرت عيون العسكر ، وبكت وسهرت عيون الفاطميات ، ولنعم ما قيل :
اليوم نامت أعينٌ بك لم تنمْ |
* |
وتسهدت أخرى فعزّ منامُنها (1) |
وقال الفرطوسي ـ عليه الرحمة ـ :
وبنو هاشم نطــاقُ عيــون |
* |
مستدير على خيام النســاءِ |
وأبو الفضل فارسُ الجمع ترنو |
* |
مقلتاهُ لمقلة الحــوراءِ (2) |
ويقول السيد مدين الموسوي :
نامت عيونُ القوم أجمعُها |
* |
وعُيونهم مشبوحةُ النظـرِ |
لله ترمقهُ ويـرمقُهـــا |
* |
كِبراً وهم يعلون في كبـرِ |
____________
(1) معالي السبطين للحائري : ج 1 ، ص 443.
(2) ملحمة أهل البيت للفرطوسي : ج 3 ، ص 292.
===============
( 65 )
|