أسباب النهضة الحسينية
بعد هذا العرض دعنا نتلمّس رؤية الإمام الخميني (قدس سره) لأسباب هذه النهضة بحسب الوارد في كلماته وخطاباته.
1ـ عداء الحكام للإسلام:
ويقول (قدس سره) عن يزيد وبني أمية: "... فهم لم يكونوا يؤمنون بالإسلام منذ البداية وكانوا يكنون الحسد والحقد لأولياء الإسلام"[1].
2ـ التآمر على الإسلام:
ويقول الإمام (قدس سره): "وأنقذ (أي الإسلام) من تآمر العناصر الفاسدة وحكم بني أمية الذين أوصلوا الإسلام إلى حافة الهاوية"[2].
3ـ العمل على محو الإسلام وإضاعة جهود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
"لقد أوشكت حكومة يزيد وجلاوزته الجائرة أن تمحو الإسلام وتضيّع جهود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المضنية وجهود مسلمي صدر الإسلام ودماء الشهداء وتلقي بها في زاوية النسيان، وتعمل ما من شأنه أن يضيع كل ذلك سدى"[3].
4ـ القضاء على الإسلام وطمس معامله:
"لقد هدف بنو أمية للقضاء على الإسلام"[4].
"لقد رأى سيد الشهداء (عليه السلام) أن معاوية وابنه لعنة الله عليهما يعملان على هدم الدين وتقويض أركانه وتشويه الإسلام وطمس معالمه..."[5].
5ـ تشويه الإسلام وقلب حقيقته:
"لقد أوشك حكم بني أمية المنحط أن يظهر الإسلام بمظهر الحكام الطاغوتي ويشوه سمعة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد فعل معاوية وأبنه الظالم الأفاعيل ضد الإسلام وارتكب ما لم يرتكبه جنكيز خان فقد بدلاً أساس عقيدة الوحي ومعالمها إلى نظام شيطاني"[6].
"فقد حاولا (أي معاوية ويزيد) قلب حقيقة الإسلام، فقد امتلأت مجالسهم بشرب الخمر ولعب القمار"[7].
6ـ تحويل الحكم الإسلام إلى ملَكية:
"إن الخطر الذي كان يمثله معاوية ويزيد ضد الإسلام لم ينحصر في كونهما غاصبين للخلافة فهو أهون من الخطر الأكبر الآخر وهو أنهما حاولا جعل الإسلام عبارة عن سلطنة وملكية وأرادا أن يحولا الأمور المعنوية إلى طاغوت"[8].
"لم تكن القضية غصب الخلافة فحسب، لقد كان قيام سيد الشهداء (عليه السلام) وثورته قياماً ضد السلطة الطاغوتية"[9].
7ـ الإساءة إلى سمعة الإسلام والحكم:
يقول (قدس سره): "عندما رأى سيد الشهداء (عليه السلام) أن هؤلاء يسيؤون باعمالهم سمعة الإسلام ويشوّهون صورته باسم خلافة الرسول ويرتكبون المعاصي ويحكمون بالظلم والجور وأن انعكاس ذلك على الصعيد العالمي هو أن خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمارس هذه الأعمال، فرأى من واجبه أن ينهض ويثور حتى لو أدى الأمر إلى مقتله، المهم هو إزالة ما تركه معاوية وابنه من آثار على الإسلام"[10].
ويقول (قدس سره) كذلك[11]: "عندما يرى سيد الشهداء (عليه السلام) أن حاكماً ظالماً يحكم في الناس بالجور والعدوان فإنه يقول: من رأى حاكماً جائراً يحكم في الناس بالظلم والجور فعليه أن يقوم بوجهه ويمنعه من الظلم بمقدار ما يستطيع ولو كان معه بضعة أنصار فقط يقفون معه بوجه ذلك الحاكم ذي الجيش العظيم الجرار"[12].
8ـ الانغماس في المعاصي ومخالفة سنّة الرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يقول (قدس سره): "... إنه (أي يزيد) يقترف المعاصي ويخالف سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)... فهو يسفك الدماء ويهدر الأموال ويبذرها وهي ذات الأفعال التي كان يقوم بها أبوه معاوية أتى أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) إلى معارضته"[13].
[1] نهضة عاشوراء ص22.
[2] نهضة عاشوارء ص31.
[3] نهضة عاشوارء ص37.
[4] نهضة عاشوراء ص38.
[5] نهضة عاشوراء ص39.
[6] نهضة عاشوراء ص38.
[7] نهضة عاشوراء ص41.
[8] نهضة عاشوراء ص41.
[9] نهضة عاشوراء ص41.
[10] نهضة عاشوراء ص43.
[11] إشارة إلى قول الإمام الحسين (عليه السلام) نقلاً عن جده (صلى الله عليه وآله وسلم): "من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله".
[12] نهضة عاشوراء ص44.
[13] نهضة عاشوراء ص45.
|